بمناسبة العيد .. دعونا خارج اللعبة/رياض محمود الركابي

Sat, 18 Aug 2012 الساعة : 14:56

هل يا ترى سيمنحنا السياسيون فسحة من الزمن ، لنستقبل العيد ونعيش تفاصيله بسلامٍ آمنين دون كواتم ، ومفخخات ، ودون خطب ترتعش لها الابدان رعبا .. ؟ هل سيمنحنا المتنمطقون بالخطاب الديني الطائفي اياما معدودة للتراحم ، والتوادد دون ضغينة او حقد ؟
ما ان يحط العيد رحاله بيننا ، حتى نتفاجأ بأقلام خبيثة تنبري للنيل من هذه الطائفة او تلك ، وتربط مقدراتها بهذا السياسي او ذاك ، وكأنهم اوصياء على المذاهب او الدين ، ويكفي سطرا واحدا .. مفخخا بالحس الطائفي ليجر الآلاف للرد والتخندق والنفخ في نار الضغينة .
المشكلة ان اغلبنا يعرف انه جزأً ً من لعبة كبيرة ، وجزءً من مخطط خبيث ، ومع ذلك يسهّل تنفيذها دون ان يعي الدور الذي يلعبه ، والبعض الآخر على دراية تامة بمهمته فقد قبض الثمن .
العيد .. هو عيد الله ، ليس حكرا بطائفة ، او مكوّن ، و (صانعوا الفرح ) لأطفالنا ، انسانيتهم اكبر بكثير من زارعي الموت على ارصفة الشوارع والقابضين على اخمص الكواتم .. وزراعة البسمة على الشفاه لغة لا يفقهها الموغلون بالحقد ، واصحاب القلوب الصدئة ، الذين ترعبهم الضحكة ، وتتسبب لهم الصباحات الجميلة بالصداع ، لأنهم تطبعوا على العتمة ، فيرون من يصنع الفرح والمحبة ، جبانا ، ومن يدعو للمحبة ووحدة الصف مرتدا على طائفته .
ليت اعيادنا تكون عراقية خالصة ، بنكهتها ، بتوقيتها ، بتفاصيلها ، وليتنا نمنح اولادنا فرحا طالما افتقدناه لعقود من الزمن ، ونمنحهم محبتنا وطيبتنا العراقية ، وان نحبس عليهم تراكمات خيباتنا وعقدنا .

Share |