البارزاني الابن/حسين شلوشي

Sat, 18 Aug 2012 الساعة : 14:36

لا شك أنّ السيّد مسعود البارزاني يقلّب أوراق تراثه وعائلته ومسيرتهم ويؤشر زوايا ومواقف الحرج والعقد التي صادفتهم ولاسيّما أنه كان الذراع الأيمن لوالده المرحوم ملا مصطفى البارزاني بعد انشقاق أخيه عبيد الله واعتراضاته على خطوات العائلة في التعامل الخارجي والاتفاقات مع الدول الأجنبية، وبذات السياق يذكر الكاتب اليهودي شلومو نكدمون في كتابه " الموساد في العراق ودول الجوار " يذكر أن أحرج موقف واجهه مصطفى البارزاني في حياته السياسية هو اليوم الذي تخلى فيه شاه ايران عنه وعن مقاتليه ( البيشمركة ) عام1975، بعد أن حقق بهم مآربه وأهدافه من العراق ونظام العراق الى حد إذلال الحكومة العراقية وجلوسها صاغرة تقدم التنازل تلو الآخر الى شاه إيران على أمل تحقيق النصر على الأكراد وكسر شوكتهم داخل العراق وبذات الوتيرة كان الأكراد يقاتلون ويقتلون الجيش العراقي بالسلاح والذخيرة الإيرانية من أجل إضعاف النظام وكسر شوكته ليتسنى لهم تحقيق شيء للكرد في شمالي العراق، إلاّ أنهم لم يحصلو الاّ على المزيد من الدماء العراقية سواء من البيشمركة أو الجيش العراقي وخذلهم الشاه أيّما خذلان وهو غير عابه بهذه الدماء، بل يرقص عليها طربا وعنجهية بدعوى تحقيق مصالحه وبجواره الحكومة العراقية أيضاً تغني بالنصر على ( الجيب العميل ) وتبني عرشها على جثث العراقيين.
يعود اليوم السيد مسعود البارزاني ليضع بيضات الكرد وسط حصى الأتراك هذه المرة وليس مهماً من هو الطرف الذي يدفع به الى هذا الحلف الذي لا يتحقق بالمدى المنظور على أقل تقدير، إلاّ أنّ الإتكاء على شاه تركيا لإضعاف الحكومة المركزية العراقية في بغداد لمصلحة الأكراد، هو نوع من الوهم الكبير، والكبير جداً، لكنّه قد يكون مرسوماً لمصلحة تركية محدودة ومدروسة مع تنفيس لموقف سياسي كردي، ومن ثم فالأمر لا يختلف بين شاه تركيا وشاه إيران، وما سيؤول إليه حال الإبن مع الخليفة أردوغان، قد يكون الاختلاف في حجم ونوع المصالح المتحققة لتركيا وفي مقدمها أن لا يأخذ الأكراد في العراق كل هذه الحرية والاستقلالية لأنه مرتبط بستراتيجية تركية محكمة تجاه الأكراد، هي معروفة جيداً للأكراد وللسيد مسعود البارزاني بالذات لأن ذاكرته القريبة تسعفه جيداً مع الخليفة العثماني جد الخليفة أردوغان الذي أصدر حكم الإعدام على المتمرد جد مسعود البارزاني وتسبب بموته.

Share |