مصر والازمة/غسان توفيق الحسني
Sat, 18 Aug 2012 الساعة : 14:17

لعل المتطلع الى اخبار مصر يجد كثير من التساؤلات تدور في ذهنه وخصوصا بعد فوز الاخوان المسلمين في الرئاسة ووصول الاسلام السياسي الى الحكم والاسئلة تدور هنا مثلا كيف ستكون طبيعة هذا الحكم وخصوصا ان مصر منذ وصول محمد علي باشا الى الحكم كانت دولة علمانية ولم تشهد وصول أي حكومة اسلامية لمنصة الحكم وسؤلا اخر يدور في الاذهان ايضا ما هي طبيعة علاقه تلك الحكومة الاسلامية مع اسرائيل كيف ستكون وكلنا ندرك موقف الاخوان المسلمين تجاه اسرائيل وسؤال اخر كيف ستكون علاقتها مع الولايات المتحدة الامريكية في نعلم بان التيارات الاسلامية يعتبرون امريكا عدوه الله وغيرها من الاسئلة التي لا يسع الوقت لذكرها فهناك تحديات كبيره توجه تلك الحكومة بقياده مرسي وخصوصا بعد احداث سيناء الاخيرة التي اعتبرت اول اختبار حقيقي لتلك الحكومة الفتية مما دفع بالحكومة لا قالة طنطاوي وزير الدفاع وعنان رئيس اركان الجيش فالشعب المصري اليوم يتطلع الى هذه الحكومة ان تجنى ثمارها خصوصا بعد انتهاء عهد دكتاتوري كتم على انفاسهم لا كثر من ثلاثين عام فمصر اليوم تمر بأزمة حقيقية وتحديات فعليها ان توجه تلك التحديات مهما كانت وخصوصا بعد وصول اول حكومة اسلامية فيها والكل يتطلع هل تنجح تلك الحكومة بتحقيق اماني المصرين المتمثلة بالقضاء على البطالة واصلاح البنى التحتية والقضاء على الفساد المستشري وتحسين الاحوال المعيشية فان الاحداث الاخيرة تظهر لنا ارتباك الحكومة في التعاطي مثل هكذا ازمات حقيقية مما حال بالحكومة بإقالة كبار القيادين العسكرين دون الرجوع للأسباب الحقيقية لتلك الازمة التي تعصف بالبلاد مما دفع بالليبراليين بالتكهن بان الحكومة غير قادره بالتعامل مع هكذا ازمات وانها لا تستطيع ادارة دفة الحكم في البلاد وان ما حدث في سيناء قد لا يكون بضاعة اسرائيلية ولكنها سلعة رائجة لها على أي حال ان الحكومة اليوم تدفع سنوات الفشل المصري في حقبة مبارك الذي كان دائما ما يستخدم الحلول الامنية للمشكلات السياسية وكان يميل دائما باتجاه الولايات المتحدة الأمريكية واسرائيل في التعامل مع ابناء الوطن المصري في سيناء ومع ابناء غزه المحاصرين مما ضاعف من المشكلات والمعانة والمظالم التي تراكمت لعقود بين ضفتي سيناء التي اريقت على ارضها ازكى الدماء في حروب مصر منذ التتر حتى بني صهيون هذا وعلى الاحزاب الاسلامية اليوم ان يكون لها الدور الاكبر في تلك الازمة فهيه فرصة مواتية لنبذ الافكار الضالة والمنحرفة وترسيخ مفاهيم احترام الدولة المصرية في حقبة ما بعد الثورة كما ان تلك الحادثة على فاجعتها تمثل ايضا فرصة مواتية لتذويب الجليد ما بين الحكومة الاسلامية وما بين الاجهزة السيادية المصرية فالمصائب تجمع الصابين ولعل تلك الحادثة ان ترسم مسارا افضل لا من سيناء ولإعادة رسم محددات السيادة المصرية داخليا وخارجيا ولكن على الجانب الاخر فبقدر ماهي تمثل فرصة مواتية الا انها تمثل تحديا مضافا الى القيادة المصرية الجديدة المثقلة بالتحديات