لقد كان وراء عظماء العالم اسرار جعلت منهم ان يكونوا عظماء ومعروفين عند شعوب العالم كله . فمنهم من اكتشف اللاسلكي واستطاع ان يصنع جهاز اللاسلكي ليصل من خلاله البريد والبرقيات المستعجله من خلال الذبذبات اللاسلكية وخدم البشرية من هذه الناحية واول من اكتشف اللاسلكي هو ماركوني الروسي فعرفه العالم ومجده لانه اكتشف آلية حديثة تنفع العالم بأسره . ومنهم أديسون مكتشف الكهرباء او الذبذبات الكهربائية وطور آلية الكهرباء من خلال الاجهزة المولدة فخدم البشرية من هذه الناحية خدمة عظيمة رغم انه توفي بالصعقة الكهربائية ولكنه وضعها للاجيال لتطورها وتستفيد منها في الانارة وتشغيل الماكنة التكنولوجية الحديثة . ومنهم فولتير صاحب النظرية الفولتية ومنهم اوم صاحب قانون أوم الرياضي ومنهم ديكارت صاحب النظرية الرياضية والعالم والفيلسوف الذي اشتهر كثيرا بعد ان وضع نظريته واكتشف انه وضع الادلة الدامغة على وجود الله سبحانه وصاحب المقولة الشهيرة ( انا أفكر فأنا موجود ) بعد ان اعتبر بعض الفلاسفة ان وجود الانسان اشبه بالخيال او الوهم .

ومن العظماء انشتاين صاحب النظرية النسبية الذي يعطي فيها نسبا متفاوتة ومحتملة على تحويل المادة الى مادة أخرى أفضل منها مثلا تحويل التراب الى ذهب وهذه النظرية أصيح معمول بها من خلال نظرية النيون وكذلك اعطى نسبة كبيرة جدا لتحويل المادة الى نبات ولكنه اعطى نسبة ما لانهاية او استحالة تحويل المادة الجامدة الى مادة حية الاّ ان يكون وراءها خالقا . ان هؤلاء العلماء اشتهروا بتقديم الخدمات الجليلة والعظيمة للبشرية وهناك العديد من العظماء الذين خدموا البشرية برمتها سواء على الصعيد التكنولوجي او الايدلوجي او الفسلجي او الطبي ومنهم العالم الطبيب الروسي الذي قام باكتشاف المصل الوقائي للامراض السارية التي تقي امراض الكوليرا والملاريا والسل وشلل الاطفال . فاشتهر الرجل وكان من عظماء العلماء في العالم .

ومن العظماء الذين اشتهروا بعلم الادب والشعر والقصة ومنهم من سن القوانين العادلة والانسانية ومنهم حمورابي البابلي القديم ومن جاء بعده . وهكذا تجد العلماء العظماء احياء رغم وفاتهم منذ مئات السنين . وهناك الكثير من علماء الاسلام الذين خدموا البشرية ووضعوا اسس الاقتصاد والسياسة والعدل والنظام الاجتماعي ومنهم السيد الشهيد محمد باقر الصدر (رضوان الله عليه ) .ولكن مع الاسف اكثر العلماء العظماء كرمتهم الطغاة والظلمة بالقتل والابادة القدماء منهم والذين هم في العصر الحديث ولم يبالوا بخدماتهم وما بذلوه من جهود لخدمة البشر .

ان سر عظمة هؤلاء العلماء والشخصيات التاريخية هو تقديمهم هذه الخدمات الكبيرة للمجتمع والبشرية والانتفاع بها دائما وابدا ولا يمكن للانسن ان يستغني عنها كالماكنة والآلة والكهرباء والانترنت والتلفاز وهذه جائت نتيجة الجهود الجبارة الذي بذلها هؤلاء العلماء .

ان أمير المؤمنين علي (ع) خدم البشرية خدمة عظيمة من خلال ماقدمه للبشرية من نظام او دستور عادل يقضي بسواسية البشر ولا فضل لأحد على أحد الاّ بالتقوى وهذا الفضل يعتبره امير المؤمنين لله سبحانه وهو الذي يجازي عليه ولكن الرجل المتقي يساوي غيرالمتقي من ناحية العطاء والراتب . في حين كان العطاء ولا يزال على المحسوبية والمنسوبية والحزبية اما ان تكون من حزبي او من عشيرتي فأجزل لك العطاء او لم تكن فعليك بالانصراف .

ان اول امتياز لعظمة علي (ع) هو العدل والعدالة في القانون واعتبار الناس سواسية امام القانون , .

الامتاز الثاني هو الاحسان وبذل المعروف للبر والفاجر وعدم التهاون مع موظفيه وعماله في الدولة من هذه الناحية ووضع الرجل المنلاسب في المكان المناسب .

الامتياز الثالث العدل في القضاء والحكم لانه لا يقر بمبدأ الحزبية والعرقية والطائفية تراه في القضاء والحكم كل يأخذ حكمه العادل امام الله وامام الناس .

الامتياز الرابع الحفاظ على شريعة الله ورسوله وصونها من الانحراف والتشويه لذلك تنازل للخلفاء الذين سبقوه عن حقه في الخلافة ووافق ان يكون مستشارا ومقوّما ومصلحا لما يقع فيه الخلفاء والحكام والقضاة من اخطاء كبيرة تحرّف شريعة الله .

الامتياز الخامس هو الحفاظ على الوحدة الاسلامية ووحدة الشعب ووحدة الكلمة لذلك لم يوافق على قتال المسلمين عندما أخبروه بأنه مظلوم وان الخلافة من حقه أجابهم قائلا ان الامة الاسلامية تمر في حالة الضعف وحالة الظروف الصعبة لا تتحمل الانقسام والتمزيق فيطمع عدونا وعدو الاسلام بنا . فاستطاع أن يحافظ على وحدة المسلمين بفضل علمه الرصين وحكمته البالغة وحلمه الكبير وصيره المميز .

الامتياز السادس هو اول من اسس النظام الاجتماعي والتكافل والتراحم لاحتواء الضعفاء والفقراء ورفع مستواهم الاقتصادي ودخلهم المعيشي ليعيشوا اسوة مع الناس .

الامتياز السابع هو اول من التزم بالدستور وقوانين الدستور الاسلامي ولم يخرج منها لانها جائت من الله سبحانه وتعالى الذي يعرف مصلحتنا واصلاحنا وازدهارنا وسعادتنا .

الامتياز الثامن هو اول من درس العلوم النحوية والبيان ووضع النقاط على الحروف العربية , اظافة الى وضع دراسة علوم الفلك وعلوم الطب والهندسة والوزن النوعي وما قاعدة ارخميدس الاّ من علوم علي (ع) فهوخدم البشرية علميا وفلكيا وهو القائل لو شئت لاهتديت الى مصفّى هذا العسل ونسائج القز . ومر مع اصحابه على نهر الفرات فقال لهم استطيع ان أعمل من هذا الماء ضوءا ولكن القوم لا يفهمونه ولا يفهمون هذا العلم العظيم . وحسب البيانات والتقارير العلمية لعلمائنا الاعلام ان كل علوم البشرية الحديثه هي مأخوذة من علم أمير المؤمنين (عليه السلام) فأي خدمة أعظم من هذه الخدمة .

الامتياز التاسع هو ايمانه العميق بالله ويقينه الكبير الذي لا شك معه وعبوديته المطلقة لله لانه عبد الله كأعظم عابد بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله)عرفه التاريخ انه كان يصلي بين اليوم والليلة الف ركعة كما تقول الروايات المتواترة كانت لا تغريه الخلافة او الثروة او السلطة او القوة التي كانم يتمتع بها بل كان حريصا كل الحرص على عبادة الله واحياء ليله بالعبادة والطاعة وقراءة القرآن وفي النهار كان يوجه الناس ويرشدهم للطريق القويم طريق الله المستقيم الذي لا عوج في ولا انحراف وهكذا عندما وصف المتقين في خطبته لهمام صاحبه وكيف صعق همام من وصف امير المؤمنين للمتقين لان هذا الوصف لا ينطبق الاّ على علي (ع) فكانت نفسه منه في عناء والناس منه في راحة قائما في الليل يصلي ويتلو القرآن وفي النهار عالم رباني مرشد وناصح أمين وقائد مغوار وبطل همام يدافع عن الاسلام وحياض الاسلام ويرد العائبه ويصون الحرمة .

الامتياز العاشر هو تواضعه لله وللبشريه جميعا كان متواضعا مع الصغار والكبار مع الشريف والوضيع كان يريد بتواضعه وجه الله فرفعه الله <> . فكان السيد الاعظم والامام المعصوم وآية الله العظمى وروح الله الناطق عن الله ورسوله . لقد امتاز امير المؤمنين بصفات جمّة لا تعد ولا تحصى لانه جمع الاضداد وهذا لا يستطيعه كل انسان لانه جمع مع القوة الرحمة ومع الشدة والبطش اللين والسماحة ومع عناد الاعداء الحلم والصبر لانه يريد ان يروض الناس على حب الله ورسوله والناس أجمعين وكذلك حب الخير والفضيلة والانسانية والعدل والعبادة والتواضع . عسى ان يكون خير واعظ وخير قدوة وأسوة لنا في سياستنا وقضائنا واقتصادنا وسلوكنا وكل أعمالنا لعلنا نصيب بعض الواقع العادل كما قال الله سبحانه ( وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون ) .