صوت المرجعية لن يخطيء الهدف/ابو غزوان السهلاني

Sat, 18 Aug 2012 الساعة : 13:54

لقد أعطت المرجعية سيلا" من الشهداء خلال آلية تواصلها مع ألأمانة التي أودعها الله اياها ( ألأنسان )ليس الشيعي ولا العراقي فحسب , ألأنسان الذي جمع في شخصه المتناقضات كما قال فيه الشاعر :-
ريان عطشان لايروى , بلا فرح........................جذلان , باد عليه الجوع والبشم
كأنه - وهو ماض في غوايته - .......................من نفسه أقتص , فهو الماء والحمم
وكان التواصل واجبا" يستحق التضحية . فا لكوفة ومسجدها هما المكان الذي كنا نشعر فيه بأ ننا أقوياء , ونحن نستمع للشهيد الصدر ملوحا" بسبابته التي روعت عروش الظالمين .والجميع أمامه تنهش ظهورهم الشمس , وتسطلي بتنور رياح السموم في وقت كانت النار تصهل في كل المنازل والمزارع والمنعطفات والنوافذ , وتركض وراءنا كالمغول على ظهور الصافنات , في عالم بائد لطخته دماء المساكين , ألأبرياء كان فيه عزرائيل شاحذا" نصله .
واليوم اطلت النجوم على أرضنا وهي حرة , وأحسسنا بأننا نحن أبتداء الطريق , فلا سجون موحشة , ولا بطون خاوية , ومستقبل نتمنى صبحه ساطع للأجيال . ولم ندرك بأننا في خزي , نمضي في طريق الفناء , ممتطين أكتاف شهداؤنا , ونرخي سدولنا على مآسينا , ونسحق القيم والمباديء , والجوانب المشرقة للسلوك ألأنساني .......حشد من وجوه حالكات , وذئاب تنهش بعضها , دون أن نعلم بأن الموت الزائف خاتمة لحياة زائفة مثله , والموت الزائف خاتمته بعث زائف .
لذا فالمرجعية التي شبت مع الجياع ومع الملايين الفقيرة , وعرفت أسرارها وأختلاجات قلوبها وكل ألوان الدعاء لديها ... تدرك بأن سياسة المحاصصة والتوافقات هي سياسة المهد د المستبيح , الذي جاء من خلف الحدود صابغا" كفيه بالدماء وفي عينيه نار وبين فكيه نار أكتوت بها البقية الباقية من الجياع ألأبرياء ظلما" . وبقينا هكذا نحن لامنجى لدينا ولا ننال الخلاص (( نفعيين )) نسينا مانحمل بين جوانحنا من تراث وتاريخ . لانعرف نحن ألأغنياء قبل الفقراء سوى الشكوى والمزيد . وفي دربنا ألى ألأضمحلال في هوة سحيقة ,أوجدتها سياسة هوجاء لاتجادل لبناء مؤسسات تحقق مبدأ الحق والعدل والمساوات وأ نما تستل من الدستور مايدعم مكونها وبمنحه ألمزيد من ألأستحقاقات والنفوذ . وسلب المساكين حقهم الشرعي من ثروات وطنهم ,لصال اعضاء ألأحزاب والكتل ( فها هي ألأحزاب المتنفذة قد وزعت لمنتسبيها الملايين بمناسبة عيد الفطر ) وتترك الفقراء يبحثون على قوتهم في القمامة . وهو أمر طبيعي لأن أغلب النواب وأصحاب القرار في المناصب المهمة للدوله لم تأت بهم لعبة الديمقراطية ولا مبدأ الكفاءة والخبرة ,وأنما من خلال قانون أنتخابات هزيل . وبثغرات عديدة . تمهد لأستغلال الثوابت وتوجيهها بأتجاه أشخاص تجمعوا على أرصفة المنافي . وأتوا مع المحتل كسياسيين بشهادات مزورة . لايعرفون أحتراما" للدستور والثوابت ألأخلاقية , أمام المحسوبية التي أفقدت الكثيرين حقوقهم المشروعة .
والنتيجة شهداء بالمآت وفساد مالي وأداري منقطع النظير شهد له القاصي والداني ,ولم يبق للعراقيين من أمل سوى صوت المرجعية الذي لن يخطيء أبدا" في قراء’ ألأوضاع . بدعواتها المستمرة وحرصها على سايكولوجيا مواطن مستقرة لن تغيرها الملمات وخيبة ألأمل وألأحباطات المتراكمة خلال خمس سنوات خلت من الصراعات على المناصب وتهميش البسطاء , لتبقى المرجعية الرشيدة هي ملاذنا وهي خلاصنا والضامنة لحقوقنا في زمن بدأنا نحس فيه بضياع الحق والعدل والمساوات . والجميع رهن توجيهاتها , قبل أن نمضي مع الوطن في قافلة الضياع .

Share |