اكرموا عزيز قوم ذل.! قصة قصيرة / موقف تربوي- عبد الرزاق عوده الغالبي
Sat, 18 Jun 2011 الساعة : 16:58

بين هذا الموقف التربوي الحالة المزرية لمدارسنا ونسيانها وعدم الاهتمام بها و أدامة بناياتها و الاهتمام بنظافتها واثاثها لذا اهمس في اذان المسؤوليين من خلال هذا الموقف التربوي لربما يصلهم هذا الهمس من خلال هذا الموقف التربوي....لأن من ينتهك بناية لا يستطيع ان يبني او يرمم اخرى ... فاقد الشيء لا يعطيه... والله الموفق للخير والصلاح !!
في طريقي الى البيت , كل يوم امر على بناية كبيره اصبحت ومنذ الطفوله عنوان بيتي وبيوت المحله لكل سائل وتائه..!! انظر اليها واشعر انها تتوارى خجلا ولا ترفع عيناها بوجهي و وبوجه من يعرفها... وكأن نظراتها تعاتبني وتعاتب كل من في المحله على ما حل بها ؟!!
لها الفضل الكبير و الكثير على كل بيت فقد اوصلت له ابنا الي الجامعه او صنعت منه طبيبا او مهندسا او مدرسا .....وكاني اسمعها تقول وكلماتها الثقيله على نفسي ترن في اذني وهي تعاتبني ولسان حالها يقول:..
اهذا هو جزائي لما قدمت لابناءكم ؟!! ان اقف عارية من كل ثوب في برد الشتاء القارص وحر الصيف اللافح .....!!
خجلت والله لقولها ورفعت نظري لارى ثوبها الممزق من كل جانب ومكان ....جلت بنظري متفحصا اياها لا ارى جدارا الا وقد فعل الدهر فعلته فيه..... ابوابها ممزقه وسقوفها تصارع امطار الشتاء لتقي ابناءنا البلل وفي الصيف حرارة الشمس.....حافية القدمين بارضيتها المعكره المليئه بالثقوب والحفر..!!
سألتها يوما ماسر شجيرات السدر العاليه المنحنيه دائما فوق سطوحك ؟...اجابت :
ان تلك الشجيرات عز عليها فقري فانهضمت وانحنت لتسترني باوراقها من العري لكوني امثل جزئا من شرفها وغيرتها ..... وانطلقت منها حسرة طويله واغرورقت عينيها بالدموع !!؟؟
فقدت لساني والله من جوابها هذا ولذت بالصمت لان شجيرات السدر هي ارحم واكرم منا لها: عندما انتبهت لصمتي وخجلي كسرت هذا الصمت بقولها:
انظر لترى بعينك ما حل بي من الداخل انظر لفضيحتي ..انظر لعاري.. لا استطيع ان استر نفسي ممزقة الاوصال لا شيء يحميني ابوابي مشرعه رئتاي مفتوحه من جميع الاتجاهات ....!! اتظن اني سأعمر ان بقيت في هذه الحالة المزريه وكأن معركة ضاريه حدثت فوق ساحتي..!!؟.اني خجلة والله لاني لا استطيع ان اواصل عطائي لابناء تلك المحلة ان بقيت في هذه الحالة المزريه ! ...خنقتها العبره وغطت وجهها بيديها الممزقتين ثم اشاحت بوجهها عني وانا انظر الى ثوبها الممزق ونزلت دمعة من عيني وصحت ورائها :
بماذا اخدمك ايتها العملاقه !!!؟؟
اجابت بصوت خافت :
انقل حالتي لاهل الغيره والكرامـــــــه .! وقل لهم ان يكرموا عزيز ذ ل...؟؟!!
عبد الرزاق عوده الغالبي
سكريبت اتصل بنا 2.5 من إنترنت بلس