التلميذ والمنحة المالية ومن المستفيد ؟/زينب كريم زويد
Fri, 17 Aug 2012 الساعة : 18:11

^بسم الله الرحمن الرحيم^
".إن المنحة المالية لكل تلميذ عراقي هو قرار بحد ذاته صائب لكن متى ؟
متى ما كانت فعلا للتلميذ نفسه ولكننا لا ننسى أن التلميذ يعيش في أسرة وتحت ظروف مختلفة ومنهم من يعانون من اضطهاد الإباء وجشعهم حتى مع أبنائهم
وبالتالي حتما ستكون هذه الأموال بيد الأب ولا يستفاد منها التلميذ وليس هذا فقط بل ستقلب المدرسة إلى مصرف متجردة عن مضمونها التربوي لأنه عندما يوزع هذا المبلغ البسيط من المال يأتي الأب أو الأم لاستلامه وبهذا سيعرقل هذا الإجراء العملية التربوية علاوة على ذلك سيكون مجيء أكثر التلاميذ لأجل المال وبعدها ينقطعون عن المدرسة ويكون انقطاعهم غير مستمر لأجل استلام المبلغ
علما بأن نظام المدارس الابتدائية في العراق لا يوجد فيه فصل إلا بعد تجاوز التلميذ الخمسة والخمسون يوما وعلى التوالي وبهذا سيشكل ذلك عبئا على العملية التربوية وعائقا أمام تقدمها هذا إذا طبق القرار بدون ضوابط أما إذا وضعت الضوابط التي تحدد بموجبها استلام المبلغ فتلك هي الطامة الكبرى لأنها ستخلق مشاكل لا تحصى في المدارس الابتدائية وبهذا سنبتعد عن العامل الأساسي وهو تطوير العملية التربوية والارتقاء بها إلى مستوى أفضل نحن ليس ضد فائدة أولياء الأمور ولكننا أمام مسؤولية اكبر وهي إعداد التلميذ ذهنيا وتربويا ولابد أن نعود التلميذ على أن يأتي إلى المدرسة لأجل التعليم والعلم بغض النظر عن الجانب المادي وهذا يتطلب منا أن نهيئ ما من شأنه أن يريح التلميذ نفسيا وتربويا ومعنويا وكيف نريح التلميذ وهو لم يجد كفايته من التعليم بسبب ثلاثية المدارس وأحيانا رباعيتها وكيف نهيئه نفسيا والمتنفس الوحيد له لا يمارسه وهما التربية الفنية والتربية الرياضية بسبب قلة الملاك في الكثير من المدارس وإن توفر الملاك فقلة الوقت يقف حائلا أمام تفعيل هذين الدرسين إذن لابد أن نعالج هذه الأمور داخل المدارس ولا نشرع قانونا من شأنه أن يثقل من كاهلها لهذا كان لابد من إيجاد البديل الذي ينصب لخدمة التلميذ وفي داخل المدرسة حصرا لذا ارتأينا أن يكون البديل هو التغذية المدرسية لأنه كما تعلمون إن الكثير من التلاميذ يعانون من الفقر ويقعون في المدرسة نتيجة لعدم تناولهم وجبة الغذاء بل حتى من كان وضعهم المادي ميسور ولكنهم يعانون من زوجات أب قاسيات نتيجة حرمانهم من الأم لوفاتها أو طلاقها فيحاربوا هؤلاء التلاميذ ويحرمون من ابسط الحقوق الأسرية وهو الأكل فيأتون إلى المدرسة ولا يجدون من يسد رمق جوعهم فكيف إذن يستوعبون ما يطرح عليهم من دروس لذا لابد أن تكون المؤسسة التربوية الحاضنة الحقيقية لهؤلاء وسد رمق جوعهم ذهنيا وتربويا وجسميا لإعدادهم إعدادا يؤهلهم لان يكونوا ثروة البلاد العلمية ويا حبذا لو نكثف الجهود لتفعيل المنحة المالية والبالغ قدرها مئة ألف دينار لطلبة الكليات والمعاهد أما المنحة المالية المخصصة لتلاميذ المرحلة الابتدائية فالأولى بها طلبة المتوسطة والإعدادية لأنهم في عمر يسمح لهم التصرف بالمال بما يفيدهم ."