قهر الناس بإرادة الشر/علي الخياط
Fri, 17 Aug 2012 الساعة : 17:59

كان علي بن أبي طالب يحمل الخبز والدقيق ويمر على بيوت اليتامى والفقراء في ليل الكوفة البهيم، وكان يتلقى الشتائم تملئ قلبه الرحمة والرأفة بالناس هذا النوع من الحكام لا يستمرون في السلطة وسرعان ما هوى ابن زانية كعبد الرحمن بن ملجم على رأسه بسيفه المسموم.
عبد الكريم قاسم الذي يحسب عليه أنه أسقط النظام الديمقراطي في العراق ،وهيأ بقصد أو بغيره كان يظهر قدرا من الطيبة، وكان يعمل على إعانة الفقراء وتوفير الطعام والسكن اللائق بكرامتهم حتى قيل إنه مر بفرن يصنع الخبز ورأى صورة كبيرة لشخصه معلقة على الحائط فقال للفران ،صغّر الصورة ،وكبّر الرغيف .وزعت في عهده الأراض في الفلاحين ،وجهز مساحات من الأرض لأبناء الجنوب المسحوقين ليبنوا مساكن لهم عليها.
عندما حوصر عبد الكريم قاسم في وزارة الدفاع لم تهرع مئات الألوف من الناس لنصرته وتركوه يواجه البعثيين لوحده وسحل قبالة الأنظار ، ثم مثل بجثته ودفن في مكان ناء شرق بغداد ،ثم ألقيت الجثة في نهر ديالى وصارت طعاما للأسماك.
الذين جاءوا من بعد قاسم استمروا في السلطة منذ العام 1963 الى العام 2003 .وكان سبب استمرارهم فيها أنهم عاملوا الناس على أنهم حشرات يجب أن تسحق بالبساطيل وأن تساق كما الأغنام الى جبهات الحرب في معارك العبث والجنون.
صدام حسين الذي ما يزال يحتفظ بمكانة أثيرة في نفوس فئات مجرمة عدة على أساس قومي وطائفي تعامل بأسلوب فج وقادح وجارح مع العراقيين وكان يعتقد انه كلما أذل الناس ركضوا نحوه .عبد الكريم قاسم لم يجد النصرة لأنه كان طيبا وعندما حوصر هرب محبوه وتركوه ذليلا وربما عوقب لأنه قاد انقلابا أدى الى مقتل الأسرة الهاشمية بما فيها من نساء وأطفال فلم تبق له من كرامة عند الله.
صدام حسين وجد أن فئات تتملق له وحين بنى قصوره وسماها قصور الشعب وكان يضحك على الناس المحاصرين أمريكيا كان يجد هؤلاء يركضون ليكونوا دروعا بشرية لقصور كانوا يخافون مجرد النظر إليها..
صديقي سألني هل تحب صدام حسين ؟قلت ،لا ،أنا لا أحب حاكما يخرج من دائرة الله ويدخل في دائرة الشيطان ،حتى الحاكم الطيب في بعض الاحيان يدخل النار بسبب معاونيه وكم من حكام وسلاطين وخلفاء مسلمين تركوا لحواشيهم وأبنائهم وأفراد من أسرهم الحرية في الفعل فكانوا يستذلون الناس حتى تعودت العامة أن تقهر وتهان وتذل ولاتقاد إلا بالقوة القاهرة .
للأسف هذا ما يحصل في الغالب.