وزير البيئة يهدي الصحفيين اعتداء فريدا من نوعه بيوم عيدهم- صلاح بصيص
Sat, 18 Jun 2011 الساعة : 16:48

ما زالت الانتهاكات بحق الصحفيين مستمرة، ففي اليوم الذي صادف عيدا للصحفيين 15 حزيران، استقبل زملائنا في شبكة انباء العراق هذا اليوم باعتداء غير مبرر من قبل حماية السيد وزير البيئة، إذ قام وحمايته بضرب كادر الشبكة وشتمهم واخذ ما بحوزتهم من معدات، وهو اعتداء يضاف الى كم الاعتداءات المتكررة التي يمارسها بعض المسؤولين في الحكومة بحق الإعلاميين، ولم يكتفوا بذلك بل قاموا بالاعتداء أيضا على مفرزة مرور كانت متواجدة في مكان الحادث بينهم ضباط برتب مختلفة...
بالتأكيد فإن مثل تلك الانتهاكات والاعتداءات وان كثرت لا تزيد الإعلاميين الا إصرارا على إكمال مسيرتهم ولا تثنيهم في الدفاع عن حقوقهم المشروعة، فبرغم الموت الذي يرافقهم أثناء تجوالهم ميدانيا بحثا عن الخبر والمعلومة لتصل الناس صافية صادقة، لا تعرقل مسيرتهم بعض التصرفات غير المحسوبة التي يمارسها بحقهم البعض من رجال السلطة، الذين يعملون بخلاف ما أكده السيد نوري المالكي في يوم تخرج طلبة الإعلام، ان السلطة هي الحامية والمدافعة عن الإعلامي...
وهنا أود ان اسأل سيادة وزير البيئة، لو كانت القضية في حادثة الاعتداء معكوسة، أي لو ان احد الصحفيين اعتدى بمجرد كلمة، او قول مسيء، وان كان موجود فيه، الا (يركض) السيد الوزير او المسؤول الى القضاء مستنجدا يطالب بتعويضات لم ينزل الله بها من سلطان تصل الى مبالغ خيالية تقدر بـ 150000000 مئة وخمسون مليون دينار عراقي، كما حصل مع بعض الصحف العراقية، كرد اعتبار للسيد المسؤول، ولا اعلم ما ستكون الخطوات التالية ربما يوقع الصحفي تعهدا خطيا يلزم بموجبه عدم التعرض للسيد الوزير، فهل يا ترى سيكون وزير البيئة مطيعا للقضاء في حال طلب منه الزملاء في الشبكة تعويضا مشابها!!؟ سيما وإننا سمعنا بان الزملاء المعتدى عليهم في الشبكة لجأوا الى القضاء واقاموا دعوة قضائية، كما لجأوا إلى عشيرة السادة الطالقانيين لان المعتدى عليه هو سيد طالقاني (اعمى وجلب بشباج الكاظم) لكي يردوا الاعتبار لهم في حال لم يستجب القضاء لدعواهم...
وسؤال بالإمكان طرحه أيضا، لو كان شخصا عاديا اعتدى بالضرب والشتم على رجال المرور أثناء عملهم، الا يكون نتيجة ذلك الاعتداء تجاوزا على موظف إثناء تأدية واجبه؟، وهي بالتأكيد جريمة يعاقب عليها القانون، الشهود وكذلك المعتدى عليهم ورجال المرور المتواجدين في الشارع انذاك، أكدوا جميعا بان حماية الوزير اعتدوا على اؤلئك الموظفين بالضرب والشتم امام مرأى ومسمع المارة، والصور التي رأيناها توضح كيفية الاعتداء على رجال المرور...أم ان الوزير سيكون اكبر من القانون ومن القضاء ولا يهمه ما يحصل او حصل(ما طول هو سالم)...
الاعتداء على الصحفي اعتداء على جميع فئات الشعب العراقي، لإنه العين التي يرى من خلالها ويميز بها الغث والسمين...ان كثرة الأخطاء المرتكبة ضد الصحفيين، لإن الأخطاء التي يمارسها بعض المسؤولين كثيرة، وبمقدار ما تعطي تأخذ، وهي تحتاج إلى (طمطمه) وليس إلى الإشهار، وواجب الصحفي ان يكشف إلى الناس الحقيقة المدعومة بالصور، فإن كانت مطابقة للواقع كان بها، وإلا فللسيد المسؤول كامل الحق في اللجوء إلى القضاء واخذ الحق ممن شهر به...
ماذا يريد ان يقوله السيد وزير البيئة، هل المعدات والموبايلات التي استحوذ عليها حمايته جريمة يحاسب عليها زملائنا، هل هي عبوات ناسفة، أم أسلحة كاتمة، هل يقول أنهم حاولوا تعطيل الموكب المقدس بإقلامهم وكاميراتهم، أم يقول بان هناك انفجارا رافق مرور الموكب، اضطر الحماية الى التعامل مع الموقف بالصورة الخاطئة التي وصفناها؟...
سيادة الوزير يجب ان تنصف الصحفيين المعتدى عليهم من نفسك، وليس عيبا ان تقدم اعتذارا، لإن الفعل يستوجب ذلك، القوانين والأعراف الدولية، بدء من قانون السماء وانتهاء بالقوانين الوضعية جميعها تؤكد بان الاعتراف بالخطأ فضيلة، والاعتذار سمة لا يملكها غير الشجعان...فلتكن مثالا يحتذى بك، وتقدم اعتذارا مناسبا، وتستفسر عن حال الزملاء الذين اعتدت عليهم حمايتك تحت ناظريك، وتطيب خواطرهم لان الله أمرنا بذلك...وإلا فكيف تنام أعيننا وترتاح ضمائرنا وهناك أناس ظلمناهم وعرضنا حياتهم إلى الخطر... [email protected]