لقد وعد وأوفى بعهده -سيد احمد العباسي

Thu, 16 Aug 2012 الساعة : 3:52

بسم الله الرحمن الرحيم
وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ
بعد  ان اعلن نائب رئيس الوزراء العراقي الدكتور حسين الشهرستاني الاحد ان العراق بات ثاني منتج للنفط داخل منظمة الدول المصدرة  للنفط (اوبك) متقدما على ايران . وذلك بعد ان ارتفع انتاجه الى 3,2 ملايين برميل يوميا بحيث يفوق انتاج دول اخرى مثل ايران والامارات العربية المتحدة والكويت . هذا يعني انها اخبار مفرحة تخدم الشعب العراقي عندما تزيد موارده تقوى شوكته .
لقد وعد وأوفى بعهده نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة الدكتور حسين الشهرستاني عندما وعدنا نحن العراقيون بتحقيق هذه النتائج والزيادة المتقدمة .

بعد هذا الاعلان كان هناك غضب واضح في دوائر قيادات كوردستان . فهم لايريدون ان تتحقق هذه الزيادة بالانتاج النفطي ولايحبذون ان يحقق السيد الشهرستاني اي مكسب حتى لايضطر في النهاية الى محاسبتهم بالنسبة للشركات الكبيرة التي يستقدمها الاقليم للتنقيب عن ابار النفط وفق عقود غير دستورية وقانونية  مما يضطر الى الغاء عقودها ومنعها بالتالي من دخول الاقليم !!

ومثال على ذلك ان وزارة النفط ابلغت شركة توتال النفطية رسميا بإلغاء عقدها المبرم مع مجموعة شركات في حقل الحلفاية بمحافظة ميسان على خلفية اعلانها الشهر الماضي  ابرامها عقودا نفطية مع اقليم الشمال مخالفة للقانون .

وأكد الخبر الدكتور فيصل عبد الله المتحدث باسم الشهرستاني : ان وزارة النفط ابلغت رسميا شركة توتال بمخالفتها القوانين العراقية وطلب منها الانسحاب من حقل الحلفاية بمحافظة ميسان ومنحتها فرصة لتصفية امورها من خلال بيع حصتها لشركات اخرى أو الغاء عقدها مع الاقليم للاستمرار بعقد الحلفاية !!

هكذا والا بلا . هذا النفس العراقي الاصيل المتجذر في نفس كل عراقي ان يعمل جاهدا وفق القانون والدستور وليس وفق ( عنتريات ) كوردستان .

ورغم ادعاءات ( اشتي حرامي ) الكاذبة والتي يريد بها ان يضلل الاخوة الكورد والشعب العراقي لكنها لن تنطلي على أحد . فقد كشف ان شركة اكسون موبيل تم تجميد عقودها الاستكشافية مع اقليم كوردستان بشأن استخراج النفط .

وقد حذر رئيس الوزراء نوري المالكي مؤخرا من ان عقود اكسون موبيل النفطية الامريكية  مع اقليم كوردستان تمثل بادرة خطيرة . مؤكدا انه سيذهب الى اقصى الدرجات للمحافظة على الثروة الوطنية .

وبالاضافة الى ماتقدم ان الرئيس الامريكي باراك اوباما أكد تأييد واشنطن لسياسة الحكومة النفطية .

ولكن وكما يبدو من هذا المشهد ان العقلية التي تتحكم في ثروات كوردستان قد أوصدت كل الابواب بتعمد من اجل اثارة الخلافات مع المركز .

وقد انتقد السيد الشهرستاني عدم افصاح قيادة الاقليم عن تفاصيل الموارد المالية عن قطاع النفط وحجمها حتى عن اعضاء برلمان الاقليم !!

وهذه مخالفة اخرى كبيرة من كاكا مسعود وعائلته المالكة الفعلية لكل حقوق كوردستان . وقد شدد الشهرستاني على انه من غير المقبول ان لاتتضمن الميزانية السنوية للاقليم المعطيات المالية الرسمية والصحيحة ولجوء حكومة الاقليم الى وضع الحسابات الناتجة عن تصدير النفط ( خارج العراق ) وضمن حسابات ( شخصية ) فيما هي اموال عامة تعود الى المواطنين العراقيين في الاقليم وخارجه . بل هناك 48 عقدا لايعرف مصيرها وليس لها حساب رسمي!!

واستطرد قائلا : ان قرارات الاقليم المتعلقة بوقف انتاج النفط تحت ذريعة تأخير اعطاء مستحقات الشركات النفطية العاملة في كوردستان كلفت العراق 8,5 مليار دولار منها مليار ونصف دولار كانت ستكون حصة الاقليم ( وعساها  بحظ وبخت كاكا مسعود البرزاني ) .

كل هذا اصبح مفهوما الان ولاغبار عليه . ولكن الذي لم يكشف عنه لحد الان والذي يتحدث به بعض السياسيين الكبار عن لقاءات جرت في الايام الماضية بين لجنة النفط والطاقة واللجنة القانونية برعاية رئيس مجلس النواب اسامة النجيفي لمحاولة تمرير قانون النفط والغاز في الدورة التشريعية الحالية !!

وحتى هذه اللحظة يوجد ( لغط ) في الدوائر الخلفية لكواليس البرلمان العراقي .

ويبدو هناك اتفاق ضمني بين القوى السياسية الكبرى على تمرير قانون النفط والغاز بأسرع وقت ممكن ومع احتمالية كبيرة جدا تمرير (النسخة الكردية) !!

وهذا يكشف لنا مدى تغلغل ايادي خفية من اقليم الشمال لتصافح بعض القادة السياسيين من اجل صفقات ومنح واغراءات تقدم لهم مقابل تمرير عدة قوانين .

بعد أن اصبح مكشوفا للجميع أن عائلة كاكا مسعود البرزاني تسيطر على مجمل الوزارات والمراكز القيادية في الحكومة المحلية للاقليم ( والعاقل يفهم ) !!

 

سيد احمد العباسي

Share |