كان اكبر سجل اراه بحياتي لا اعرف كيف استطاع حمله . سمح له المدير بالجلوس خلف مكتبه وكأنه يقول له "هاك مملكتي " فتح سجله الضخم حتى وصل ان غطا نصف حجم الميز كان شيئا ً اثار استغرابي بأشد مما تخيلت عندما عُينت في القطاع العام . بدأ المشرف الاداري يسجل ما في الادارة من دواليب وكراسي وباقي الموجودات اضافة الى الرحلات المكسرة والابواب الملقات على سطح المدرسة . بعد رؤيتي للسجل تخيلت الزمن يعود الى العهد العثماني حيث الروتين الاداري العتيد حبى اولى خطواته .
تُسرق مليارات على عينك يا مواطن بكل الوزارات لكن يبقى تركي حريصا ً على دواليب ورحلات مكسرة مرمية على سطح المدرسة . وهكذا جميع دوائر القطاع التركي حريصة على سكرابها حتى تراه يوضع باكوام ولا يرمى وكأن تركي يقول " المالة اول مالة تالي " .

ذهبت الى جوازات ذي قار دخلنا احدى الغرف لأملاء استمارة الجواز في الاثناء دخلت فتاتان بدأ الجميع بالنظر اليهما استنكف تركي وامر جميع من في الغرفة بالمغادرة فتركي غيور لكن غيرته كغيرة الاطفال " ايحب ايحري " تركي لا يفعل ذلك حبا ً بالفضيلة.
تركي بطيء وبليد وغبي وعنيد وفاشل لكنه لا يريد ان يطلق رصاصة التغيير ويخلع الطربوش ويتبنى الاسلوب الجديد . انه لا يعدو اثنين اما لص مختلس سارق للأمانة مستغل لمنصبه او ان يكون شريفا ً لكن غير انساني وغير رحيم فهي نزاهة مرتبطة بتزمت كأنه يستعمل التعليمات كعصا سُلطة بيده للتعالي والايذاء .
تم الاعلان عن دراسات في مديرية التربية / بعد مراجعات مضنية واستنساخات هائلة وصل الموضوع الى الموظفة المدعوة تركية وملامح الجدية تشي بذكائها وخبرتها تفحصت النسخ الملونة من شهادة جنسيتي وكانت سنة المواليد (84 ) من دون الرقمين (19) قالت تركية بلهجة امرة اعد استنساخ شهادة الجنسية ففعلت واحترت هل المسألة مسألة ذكاء ولماحية والظفر بكل شاردة وواردة مسهو عنها ام مجرد وضع عقبات إذ لا يمكن ان تكون عام 1884 ولا 2084 فالاول ماضي سحيق والثاني مستقبل لم ياتي بعد اذن لا شك انها 1984 لكن تركية اصرت الا ان اغير الاستنساخ . معذورة فهي تصر على الكمال .
كان احدهم مدينا ً بمبلغ من المال لي فبدأت رحلة مراجعاتي في محكمة ذي قار .
تم اعطائي رقم للدعوة وتبليغ لخصمي للحضور فذهبت لأرسل التبليغ الى المعتمد المدعو ( تركي ) اعطيته كتاب التبليغ وطلب ( كروته ) اعطيته اياها وقد اختصر الطريق علي ّ كثيرا ً فبالنسبة له لا يحتاج الى ان يوقع الدعوة يدويا ً بل يكفي ان يذهب الى الدائرة المعنية التي يداوم بها الخصم فيوقع مسؤول الصادر والوارد بالسجل الموجود لديه ويعتبر الكتاب قد تم تبليغه رسميا ً وهكذا تم التبليغ الاول .
ذهبت الى المحكمة باليوم الذي تم تعيينه طال وقوفي بباب القاضي - اذ تكون الاولوية للقضايا التي يترافع بها محامون - مما اعطاني ذريعة استخدمتها لاستفز الشرطي الطويل ذو الكرش الواقف بباب القاضي والسبب لأني اردت ان اعرف هل تغيرت طريقة تفكيره مع التغيير وبالتالي طريقة معاملته للناس .. فقلت له :- ( ان القاضي مالكم ما يمشي دعاوي ) فاجابني الشرطي تركي ( اﮔول هسة للقاضي ﮪﭽﻲ اﯿﮔول واخليه ايذبك بالتوقيف ) فعرفت ان تركي لم يتغير بل هو يقاوم التغيير وكيف لنا ان نتوقع التغيير السريع بطريقة معاملته للناس ممن كان بالامس القريب يضع الملقى عليه القبض بجنطة السيارة .
اعطي خصمي مهلة شهر للطعن بالحكم وبالتالي اقتضى التبليغ مجددا ً اتجهت الى المعتمد تركي مرة اخرى وتم التبليغ بيسر المرة الاولى . لم يطعن خصمي بالحكم لذا صدر القرار بأن يسلم ما عليه من اموال فانتقلت الدعوى الى التنفيذ