اختلاف المرجعيات في تحديد بداية الشهور القمرية -عادل -ذي قار

Thu, 16 Aug 2012 الساعة : 3:05

في المناسبات الدينية كشهر رمضان المبارك ومحرم وغيرهما احيانا يختلف الناس في تحديد التقويم القمري وتختلف المرجعيات الدينية فيما بينها ويكثر الحديث من عامة الناس في انتقاد الاختلاف بين المرجعيات في تحديد اول الشهر القمري. ما نريد قوله ان التاريخ سواء كان( شمسي او قمري )هو (نسبي) ويمكن ان يختلف من مدينة الى اخرى ومن دولة الى اخرى ومن الشرق الى الغرب والسبب هو (كروية الارض) وهذا يسبب اختلاف بداية اليوم التقويمي من منطقة الى اخرى ويسبب اختلاف التوقيت من منطقة الى اخرى. و لتوضيح ذلك لنفرض اننا نريد تحديد اليوم الاول من الشهر الشمسي (ليس القمري) فالمتعارف عليه ان شروق الشمس في الدول والجزر التي تقع في اقصى شرق اسيا و استراليا في وسط المحيط الهادي يسبق باقي مدن ودول العالم وعليه فهي تسبق في التوقيت ثم يتقدم شروق الشمس غربا شيئا فشيئا تدريجيا ليصل الى الشرق الاوسط مثلا بعد 12 ساعة تقريبا اي ان فارق التوقيت 12 ساعة عن وسط المحيط الهادي ثم يتقدم الشروق غربا الى غرب اوربا مثلا بفارق توقيت 15 ساعة مثلا ثم يتقدم الشروق غربا الى الساحل الشرقي لامريكا مثلا بعد19 ساعة تقريبا ثم يتقدم الى الشروق الى الساحل الغربي الامريكي مثلا بعد 22 ساعة ثم يتقدم الشروق ليصل الى الجزر التابعة للغرب الامريكي في وسط المحيط الهادي بعد 24 ساعة وتكتمل الدورة حول الارض. ما نريد قوله ان الجزر التابعة لاسيا و استراليا في وسط المحيط الهادي والتي هي مجاورة للجزر التابعة لغرب القارة الامريكية وتبعد عنها فقط عدة كيلو مترات بينها فرق توقيت 24 ساعة اي انه يوجد فرق في التاريخ الشمسي مقداره يوم واحد وهذا المقصود بالقول ان التاريخ هو شيء نسبي للمنطقة الجغرافية فيكون احتفال الناس الساكنون في جزر وسط المحيط الهادي (بالمناسبات مثل رأس السنة واعياد الميلاد) مختلف بمقدار 24 ساعة اي يوم كامل. نفس ما قلناه عن شروق الشمس المتغير حسب الموقع الجغرافي يمكن ان يقال عن شروق القمر المتغير حسب الموقع الجغرافي اي ان التاريخ القمري هو نسبي كالتاريخ الشمسي.لكن لم يتفق سكان الكرة الارضية على خط طول بداية اليوم القمري كما اتفقوا على خط طول بداية اليوم الشمسي في اقصى شرق اسيا و استراليا. ففي الوضع الحالي يمكن ان اي خط طول على الكرة الارضية هو الخط الذي فيه اختلاف 24 ساعة في التوقيت فيكون الاحتفال بالمناسبات الدينية مختلف بمقدار يوم كامل... طبعا توجد اسباب اخرى لتحديد بداية الشهر القمري يختلف الفقهاء حولها مثل الاعتماد على لحظة ولادة الهلال بالحسابات العلمية او امكانية رؤيته بالعين المجردة او المناظير واختلاف مكان رؤيته من دوله الى اخرى او عدد الشهود الذين يتم الاعتماد عليهم و غيرها من المواضع الفقية التي نحن لسنا بصددها . لكن ما يهمنا هو موضوع النسبية في رؤية القمر فلو رأيناه في بغداد بعد المغرب بدقائق ثم غاب لايمكن رؤيته في القاهرة غربا لان الشمس لازالت مشرقة هناك ويكون مغيب القمر قبل مغيب الشمس في القاهرة فتتحقق النسبية التي تحدثنا عنها وهي بداية الشهر القمري في بغداد وعدم بدايته في القاهرة. .. لكن يمكن نظريا توحيد التقويم الهجري لمنطقة الشرق الاوسط وما حولها حيث يتركز معظم المسلمين بالاعتماد على الحسابات العلمية فقط والاعتماد على وقت ولادة الهلال نسبة الى وقت المغرب لمكة المكرمة وليس نسبة لموضوع الرؤية العينية او الناظورية.... لكن هذه مجرد فكرة والرأي فيها متروك للفقهاء والمرجعيات الدينية

Share |