الناصرية والبناء بلا أعمدة/حمدان التميمي

Mon, 13 Aug 2012 الساعة : 0:39

مضت سنوات 9 على سقوط الصنم وتغيرت الاحوال في العراق ولم يعد الغريب يتحكم بمصير المحافظات وصار الناس ينتخبون المحافظ ومجلس للمحافظة من بينهم واعطيت صلاحيات كبيرة لهم(قياسا بأيام زمان)وخصصت ميزانيات هائلة ومنح اجنبية ودخل الاستثمار بشكل غير مسبوق وأن كان ليس بالمستوى المطلوب ولكنه بالنسبة لبلد غني كالعراق (زيادة الخير خيرين)كما يقال ولسنا كدول اخرى تعتاش عليه اصلا!!!!
ولقد كان من نصيب محافظة ذي قار نصيب من التطور الجديد وتهيأت لأبنائها فرص كبيرة للنهوض بواقع محافظتهم لأسباب منها الوضع الامني الجيد الذي تمتعت به طوال تلك الفترة بشكل تحدسها عليها كثير من محافظات الوسط والجنوب ,كما أن المنح الاجنبية وخصوصا (ألايطالية )لا يمكن الاستهانة بها وكذا قانون (البترودولار)الذي سنه رئيس الوزراء للمحافظات المنتجة للنفط.
كما أن وجود أكثر من مسئول بارز بالبلد من أبنائها يفترض أنه عامل مساعد لانصافها من قبل الحكومات المتعاقبة بعد عام(2003),ولكن الذي يتمعن في واقع المحافظة يجد انها قدمت المهم (او غير المهم اصلا)على الاهم بالنسبة لمشاريع البناءوالاعمار!!!!!
فماهي خدمات البنى التحتية؟؟وماهي المشاريع الستراتيجية ؟؟وهل ركز عليها أصلا وهي المهمة ليس لحياة الناس فحسب بل ولتشجيع الاستثمار ؟أن الجواب على السؤال الاول بسيط فالماء الصالح للشرب والكهرباء وشبكات المجاري وألصرف الصحي والشوارع والارصفة هي من بين ابسط هذه الامور فنتسائل مرة اخرى هل ركز عليها وهل حلت كل مشاكل مدينة ألناصرية (مركز المحافظة ) على الاقل وليس كل مدن المحافظة ؟اكيد كلا ومازالت بعض مناطق الناصرية كما كانت قبل التغيير!!!!
الان ماذا عن المشاريع الستراتيجية ؟أنها الطرق الخارجية التي تربط مدن المحافظة ببعض ومع المحافظات المجاورة والمسشفيات العامة والجسور وهنا أتعجب كيف يخصصون الاموال لامور ثانوية وبعضها ليس من واجب المحافظة اصلا والتراخي وعدم الاكتراث ازاء عدم أنهاء الممر الثاني لطريق ناصرية _الحي (طريق الموت)وهو يربط المحافظة بمحافظتي واسط وبغداد ؟؟وحتى ماانجز منه يقال بوجود مشاكل ببعض مخارجه ومداخله؟
كما أن مشروع الممر الثاني لطريق (ناصرية_جبايش)ومناطق الاهوار تأخر اقراره ولا يعلم أل الله متى يكتمل (هذا اذا بوشر به اصلا) وكذا الحال لطريق (ناصرية الدراجي) وحتى فكرة الطريق الحولي (او الدائري ببعض الدول)تم تجاهلها رغم أهمية هذا الطريق !!!
أما المستشفيات فرغم سرورنا بقرب اكتمال مركز القلب والمستشفى التركي (اسم مؤقت لكون الشركة المنفذة تركية)وكذا مستشفى الاسنان الذي بقي بلا فاعلية ولكن هل هذا يكفي وهل هناك تخطيط ؟كلا فبعض المدن البعيدة (كالجبايش) لا يوجد بها مستشفى ولادة وتنقل نسائها الحوامل بالسيارة لمستشفى (بنت الهدى) في الناصرية مع كل مايحمل ذلك من خطر على حياتهن!!!وكذا العمليات العادية فبعضها لا تتم بالمدن ويضطر اهل المريض للتوجه به للناصرية ,وهذا يولد ضغط على المستشفيين الفقيرين اصلا بالمدينة التي هي بحاجة تطوير الخدمات الطبية .
اذن يتضح مما سبق أن المسئولين وأن كان عذرهم ان بعض تلك الخدمات من مسئولية وزارات الدولة الا أنهم مقصرين جدا مع ذلك بعملهم وكان الواجب رفع مستوى حياة الناس بشكل جذري وليس التركيز على مشاريع كمالية او لا تزيد او تنقص من صورة المحافظة بوجه اهلها او الزائرين وللعلم حتى الاستثمار يدخل بقوة لو وجد مدينة تتمتع ببنى تحتية ومرتبه فماذا يغري رجل اعمال لبناء مول تجاري حديث وسط احياء بائسة وهل ينقص الناصرية شئ لكي تقصدها الفرق الرياضية المحلية لاقامة المعسكرات التدريبية كما تذهب لاصغر نواحي كردستان مثلا ؟؟

Share |