الاخوة الاسلامية/عبدالرحمن ابو الغيث الحسني
Sun, 12 Aug 2012 الساعة : 0:25

هى شعور صادق وإحساس نفسي داخلي بالعاطفة والمحبة والاحترام المتبادل مع كل من تربطه بك رابطة العقيدة
وهناك قاعدة انه لا اخوة بدون ايمان ولا ايمان بدون اخوة والدليل قوله تعالى )انما المؤمنون اخوة(
إن الإمام علي (عليه السلام) يصف المؤمن، في قصار كلماته (عليه السلام)، والمؤمن في قبال المسلم، فالمسلم من تشهد الشهادتين، التشهد لا يحتاج إلى كثير رأس مال، فالإنسان بكلمتين ينتقل من الكفر إلى الإسلام، أما الذي فيه مؤونة، وفيه تعب، هو أن يتحول الإنسان إلى مؤمن، من هو المؤمن بديوان أمير المؤمنين؟
قال أمير المؤمنين (عليه السلام) :
(المؤمن بشره في وجهه، وحزنه في قلبه.. أوسع شِيء صدراً، وأذل شيء نفساً.. يكره الرفعة، ويشنأ السمعة.. طويل غمه، بعيد همه.. كثير صمته، مشغول وقته.. شكور، صبور.. مغمور بفكرته، ضنين بخلته.. سهل الخليقة، لين العريكة.. نفسه أصلب من الصلد، وهو أذل من العبد)
(المؤمن بشره في وجهه، وحزنه في قلبه)، السمة الظاهرية للمؤمن أنه يكتم أحزانه.
أولاً: المؤمن لا يخلو من حزن، هذا الحزن ليس بالضرورة لأحزانه الخاصة، قد يكون من أسعد الناس: له زوجة مطيعة، وله وظيفة محترمة؛ حياته مستقرة.. ولكن هل هذه الحياة؟.. ألا يحمل المؤمن همّ الآخرين، ولا يتأثر بما يجري على الأمة من مكاره؟ صاحب نهج البلاغة عندما
سمع هتك تلك الذمية ماذا جرى عليه؟
عليٌّ (عليه السلام) يقول:
(ولقد بلغني أن الرجل منهم، كان يدخل على المرأة المسلمة، والأخرى المعاهدة.. فينتزع حجلها وقلائدها ورعاثها.. فلو أن الرجل مات بعد ذلك آسفا، لما كان عندي ملوما، بل كان عندي جديرا)
ثانياً: إن صاحب الأمر (عجل الله فرجه الشريف) هو ولد علي (عليه السلام)، ويحمل نفس المشاعر، إذا كان عليّ يتألم من إيذاء ذمية في بلاد المسلمين ! فكيف إذا كان لمسلم ؟ وكيف إذا كان لمؤمن ؟ وكيف إذا كان لتقي ورعٍ ؟! والإمام المهدي (عجل الله فرجه الشريف) هو وارث علي (عليه السلام) ! ويكفي أن نعلم أن أكبر قلب يحمل الهموم والآلام، هو قلب الإمام (عجل الله فرجه الشريف) ! (أنا وعلي أبوا هذه الأمة)؛ كل إمام في زمانه أب الأمة، لو أن أبا عنده عشرة أولاد: خمسة منهم في سعادة، وخمسة منهم في ضيق، هل يعيش هذا الأب الراحة، ولو باعتبار المبتلين من أولاده ؟ أكثر الناس هذه الأيام لهم بلاء ولهم هموم.
ثالثاً: إن المؤمن يعيش الحزن المستمر في قلبه، وهذا الحزن حزن بناء، لا يوجب له الانهيار العصبي؛ لأنه يحمل آلام الأمة، الحزن الذي يوجب الانهيار العصبي، هو الحزن الشخصي اليومي، ولكن في نفس الوقت بشره في وجهه، المؤمن وجهه سمح مستبشر، تعلوه الابتسامة دائما، ولهذا علي بتعبير اليوم: أكبر عسكري بتاريخ البشرية، -العسكري عادة وجهه مهيب غضب- ولكن خصومه عندما أرادوا أن يسجلوا عليه مأخذة، قالوا: (غير
أنّ فيه دعابة) أمير المؤمنين العسكري الأول، عندما ينتقص منه يقال: فيه دعابة.. نعم، أخلاقه سمحة ! ومع الأسف بعض المؤمنين له دعابة، وله وجه حسن؛ ولكن خارج المنزل، مع الأجنبيات بشره في وجهه، وإذا دخل المنزل مع الزوجة؛ فهو غضب !
(مشغول وقته).. البعض يقول: ذهبت إلى المكان الفلاني لأقتل الوقت، هذا الإنسان أقلّ ما يقال عنه أنه عدو الحياة؛ لأنه يقول: أقتل وقتي، والوقت هو العمر.. المؤمن مشغول وقته.. ولهذا عندما يذهب لزيارة إنسان؛ يمنّ عليه؛ لأن وقته ثمين.
(مغمور بفكرته).. أي دائم التفكير؛ وتفكيره غير وسواسي، بل تفكير إنسان سوي، تفكير بناء لما ينفعه لدنياه وآخرته.
(نفسه أصلب من الصلد).. الصلد: الصلب الأملس.. والمراد: وصف صلابة إيمانه، وقوّة ثباته على الحق.. وهو أذل من العبد: في تواضعه.. إذن، كالحجر الصلب في الحق، ولكنه فيما يرضي الله -عز وجل- ومع المؤمنين أذل من العبد، {أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ}.. من المعروف أن المؤمن إذا بلغ رتبة عالية من الإيمان، يخشى من غضبه.. إذا غضب المؤمن أمام أهله وعياله، الدنيا تنقلب عليهم؛ لأنه ادّخر غضبه في ساعة الحاجة لذلك الغضب.. الذي يغضب لكل صغيرة وكبيرة -لملح الطعام وغيره- هذا الإنسان لو غضب في أهم الأمور، لا يعتنى بغضبه: لا بنهيه عن منكر، ولا بأمره بمعروف؛ لأنه يغضب لكل ما هب ودب.
والنفس المؤمنة عندما تلتقى مع من يماثلها ايمانا تشعر بالانس فى اول لحظات اللقاء وتشعر بالارتياح النفسى والصفاء فتتولد المحبة ويكون التجاذب
اما النفس الخبيثة فلا تتوافق مع النفس المؤمنة لكونهما مختلفتان فى المواصفات فتتباعدان وتتنافران
وقد اشار لهذا رسولنا الحبيب صلى الله عليه وسلم فقال (الناس معادن كمعادن الذهب والفضة خيارهم فى الجاهلية خيارهم فى الاسلام اذا فقهوا والارواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف )
في الحديث
يا معشر من آمن بلسانه و لم يدخل الإيمان قلبه ! لا تغتابوا المسلمين و لا تتبعوا عوراتهم فإنه من تتبع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورته و من تتبع الله عورته يفضحه و لو في جوف بيته
والذي يسب المسلم يشرف على الهلكة
ليس المؤمن بالطعان و لا اللعان و لا الفاحش و لا البذي
شروط الأخوة فى الله
تكون خالصة لله تعالى
اى ان يتنزة المتاّخون من كل مصلحة ذاتية ويتجردوا من كل منفعة شخصية
-ان تكون مقرونة بالايمان والتقوى
قال صلى الله عليه واله وسلم (لاتصاحب الا مؤمنا ولا يأكل طعامك الا تقى )
-ان تكون ملتزمة بمنهج الاسلام
اى يتعاهدان على تحكيم شرع الله والرجوع الى هدى محمد صلى الله عليه واله وسلم والى الائمة الاطهار عليهم السلام فى كل الأحوال
واخيرا ان يبدى اهتماما بالغا فى قضاء حوائجه فقد روى عنرسول الله صلى الله عليه واله وسلم قال (من نفس عن مؤمن كربة من كرب يوم القيامة نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة)
ادعو الله العلى القدير ان يرزقنا اخوة صالحين نتجاور معهم فى الجنة .