ديمقراطيةديمقراطية الغرب الكاذبة وازدواجية المعايير/عبدالرزاق العبودي
Sat, 11 Aug 2012 الساعة : 22:58

حين نتحدث عن الديمقراطية فان اول ما يتبادر للذهن هو مباديء الثورة الفرنسية العظمى ( اذا صح التعبير) لانها اول ثورة نادت بالديمقراطية الحقيقية ومباديء حقوق الانسان في العصر الحديث ، وذلك على الرغم مما سبقها او تلاها من محاولات ومبادرات وافكار دعت لترسيخ هذا الاتجاه، الا ان تلك الثورة كانت ابرزها بحق لذا عبرت عنها بالعظمى مجازا . لقد كان العرب والمسلمون هم اول من نادى بان تكون هذه المباديء هي السائدة في العالم وذلك لكونهم من اكثر الشعوب تعرضا للاضطهاد والتمييز والظلم ابتداءا من ظلم الامبراطورية العثمانية مرورا بالاستعمار والامبريالية العالمية وانتهاءا بحكم الانظمة الجائرة المتمثلة بالملكية المتجبرة وحكم العوائل الفاسدة ولذا فمن البديهي ان يكونوا في مقدمة من يؤيد مباديء هذه الثورة .
لقد نهض الشعب العربي من كبوته انذاك فكانت الثورات التحررية والديمقراطية التي اقضت مضاجع الطغاة المستكبرين والتي كانت ابرزها ثورات مصر وسوريا والعراق واليمن حيث اسقطت الانظمة الملكية الدكتاتورية واقيمت الانظمة الجمهورية على انقاضها ، وظهرت احزاب وحركات ثورية تحررية نادت بالحرية والاستقلال والديمقرطية كاهداف بارزة ضمن مبادئها الاساسية ، وكان من ابرز ماتاْثرت به هو مباديْ الثورة البلشفية في روسيا في العام 1917م اضافة لما ذكرناه من تاثير الثورة الفرنسية ، وقد استمر الحال وبوتيرة طبيعيةكما هو معلوم الى ان حان وقت الخنوع والهزيمة والاستسلام واعني به الوقت الحاضر والذي اطلق عليه اذيال الاستعمار والصهيونية العالمية حكام السعودية الامريكية وقطر الاسرائيلية باسم (الربيع العربي)وهو ليس بربيع ولا عربي اصلا لأن العرب اداة لتنفيذه فقط اما التخطيط فهو نسخة طبق الاصل من مخطط امريكي صهيوني امبريالي قديم وقد حان الوقت لتطبيقه في الوقت الحاضر .
قد يسأل سائل او يعترض اخر على وصفنا هذا الا اننا نصر ونؤكد بالادلة والبراهين الساطعه باننا نعني مانقول ، ومسلسل الاحداث سيكشف ذلك بالطبع ومن حقنا ان نقول اللهم اشهد بانني قد بلغت .
أليس من المعيب فعلا ان يكون عراب هذه الحملة وقائدها الابرز هو حمد بن خليفة آل ثاني حاكم قطر الذي طرد والده الحاكم الشرعي للامارة واستولى على الحكم بطريقة مشينة وبفبركة كاذبة ومسيئة لاخلاق ابيه ولسمعة العائلة نفسها ، والسوال هنا :- كيف يمكن لنا ان نثق بشخص يسيْ لهيبة ابيه ولتاريخ عائلته ، وهل يجوز ان يقتدى بمثل هذا النكرة الذي تشهد له اسرائيل بنفسها بانه يسهم في دعم بناء المستعمرات الاسرائيلية في الارض الفلسطينية ، وعلى الخط الاخر من الحلقة يقف حكام ال سعود صنيعة الاستعمار في الارض العربية والذين اقل مايقال عنهم بانهم يحكمون بلادا مترامية الاطراف بلا دستور والتاريخ شاهد على خيانتهم وتواطئهم مع الاستعمار منذ الازل .
ان القراءة المتأنية للاحداث تكشف لنا وبوضوح بان البوصلة قد انحرفت بالاتجاه المعاكس تماما ، حيث تحول المجرم والدكتاتور والظالم بقدرة قادر الى مناضل وديمقراطي ينادي بالمساواة وحقوق الانسان وصح القول بان فاقد الشيء لايعطيه فعلا ، والا كيف تفسر لنا امريكا الحرة واوربا الديمقراطية بان هؤلاء الحكام ينشرون الديمقراطية في الدول العربية وهم اصلا لم يسمحواحتى بكتابة اسم الديمقراطية على جدران المنازل من قبل شعوبهم المظلومة ؟، اليست هي ديمقراطية الغرب الكاذبة وازدواجية المعايير بعينها ؟اليس من الغريب فعلا ان يكون الجزار ديمقرطيا والضحية دكتاتورا ؟ ثم ماهذا التباكي على العرب فقط من دون كل شعوب المعمورة ؟ ومن كلف اوربا وامريكا بان تحرر العرب من حكامهم، اليس في الامر غرابة ام لا، سوال يحمل اكثر من مغزى؟ ثم اليس من الاحرى باوربا وامريكا الديمقرطيتان ان تنشرا الديمقراطية في قطر والسعودية قبل غيرها لكي تكون قدوة للاخرين ؟
اقول وبصراحة اني ارى امرا غريبا فعلا ، فكل مايجري هو العكس تماما ، وان كل الامور تصب في صالح الكيان الصهيوني الذي يحتل الارض العربية ، وسنرى في النهاية ان هذا الكيان سيكون هو سيد الموقف وان العرب سيكونوا عبارة عن كيانات هزيلة تقودها عناصر ارهابية متطرفة لايجمعها سوى سفك الدماء واثارة الفتن وتغذية الصراعات ، وبذلك تنجح اسرائيل في السيطرة الكاملة على المنطقة وتكون هي سيدة الموقف.
ان مايثير الدهشة فعلا هو ان هذه الدول راعية الديمقرطية في العالم تنادي بالتدخل في الشؤون الداخلية للدول المستقلة من خلال دعم وتشجع هؤلاء المرتزقة الذين يتسلحون بالافكار الوهابية المتخلفة والمتمثلين بمجموعات من شذاذ الافاق من عناصر ارهابية متطرفة (التي تتسمى بتسميات مختلفة كالقاعدة وطالبان والسلفية الجهادية وغيرها من التسميات القذرة)في اجتياز حدود الدول المستقلة وتدمير البنية التحية فيها واثارة الفتن والقلاقل وتشجيع القتال بين ابناء الشعب الواحد والمثال السوري واضح للعيان ، فهاتان الدولتان تتبنيان علنا وعلى رؤوس الاشهاد في المحافل العربية والدولية اسقاط نظام بشار الاسد وقيام نظام موال لهما من خلال ادخال العصابات المسلحة وتمويل المرتزقة من كل مكان لدخول الاراضي السورية وتدمير البنية التحية للبلد ، الا انهما لايتورعان عن ادخال جيوشهماالمسماة بدرع الجزيرة الى البحرين لذبح شعبها الذي ينادي بالديمقراطية وحماية حاكمها الدكتاتوري الظالم فياله من تناقض فاضح يكشف زيف ادعياء الديمقراطية (الكفرة) الذين يكفرون بالمباديء التي امنوا بهاوالتي يدعون الشعوب للايمان بها ، فكيف يكون ذلك مع هذا التناقض الفاضح فهم يمتنعون عن ادانة نظام ال خليفة في البحرين الذي يقتل الشعب الاعزل المطالب بالحرية والديمقراطيه ويدعموا الجلاد ضد الضحيةفي الوقت الذي يحرضون فيه المرتزقة من كل مكان لاسقاط نظام الاسد في سوريا.
ان الحرية والديمقراطية لايمكن ان تأتي من خلال هذه الاساليب القذره التي لاتنم الا عن اشد انواع الخسة والنذالة ، فعملاء ال صهيون بالامس هم اسياد الساحة ودعاة الديمقراطية اليوم، انها فعلا من العجائب ... ويحق لنا بان نضيف لعجائب الدنيا السبع هذه العجيبة ونسميهابالثامنة .
اني اتسائل فقط وسوالي موجه لكل العرب والمسلمين ولكل الشرفاء في العالم :- ياترى هل اصبح المال هو كل شيء في هذه الدنيا ؟ وهل ان اموال قطر والسعودية ستكون قادرة على تغيير خريطة العالم لصالح اسرائيل والامبريالية العالمية ؟ وهل يمكن لنا بان نسمي اوربا وامريكا بعد اليوم بالدول الداعمة للديمقراطية ام ان مصالحهم ومصالح اعوانهم فوق كل اعتبار ؟ سوا ل مفترض والزمن كفيل بالاجابة عنه يوما ما.