حتى نفط الجنوب يتم تهريبه في كورد ستان-سيد احمد العباسي
Fri, 10 Aug 2012 الساعة : 2:42

بسم الله الرحمن الرحيم
واذا قيل لهم لاتفسدو في الارض قالو انما نحن مصلحون الا انهم هم المفسدون ولكن لايشعرون
يعتبر الحزب الديمقراطي الكوردستاني من اقدم الاحزاب السياسية في اقليم كوردستان . لكن مشكلة هذا الحزب الذي تأسس في عام 1946 من قبل بعض المناضلين والسياسيين . وكان على رأس هذه الشخصيات السياسية مصطفى البرزاني . وقد تربع على زعامة الحزب بدهائه المعروف الى حين وفاته .
لتبدأ بعدها سياسة التوريث الى ابنه مسعود البرزاني وهو يدرب أولاده سياسة التوريث ليأتي بعده مسرور أو منصور حسب التسلسل العائلي للعائلة المالكة !!
ودائما مانسمع عن الديمقراطية في اقليم كوردستان . ولكننا لم نشاهد او نرى أو نسمع عن جدية او فحوى هذه الديمقراطية والعائلة البرزانية تحكم قبضتها على الاقليم . اذن أي ديمقراطية هذه التي يتحدثون عنها في الاعلام الكردي ؟
ونريد مثال واحد على صدق نواياهم وجديتهم في تطبيق هذه الديمقراطية .
ونسأل هل توجد عدالة اجتماعية في كوردستان ؟ هل يوجد شيء اسمه مفهوم الديمقراطية الحقة قولا وفعلا ويتم تطبيقها وفق المعادلات السياسية المفهومة ؟
ثم هل ينكر الاقليم الكم الهائل من الفساد السياسي والاداري والمالي وتسلط العائلة الحاكمة على رقاب الشعب الكردي منذ 65 عام وحتى هذا اليوم .
ثم نذهب الى المحسوبية والمنسوبية التي تعشعش في دوائر ومؤسسات كوردستان . هل ينكر القادة السياسيين انهم غارقين حتى اذانهم بالفساد ؟
والا ماذا تسمون تهريب وبيع النفط والغاز من ابار الجنوب والشمال معا ؟
هل يريد ان يقول لنا الاقليم انه لايهرب ويسرق نفط العراق أم ماذا ؟ لان كمية النفط التي تهرب عبر اقليم كوردستان لاتزال مستمرة الى جورجيا ومنها الى دول اجنبية تصل نحو 300 ألف برميل يوميا . وهذه الكمية من النفط العراقي المسروق تتقاسمها عائلات سياسية من احزاب وكتل برلمانية !!
وهذا شيء لايصدق وغير منطقي ومعقول ان تتم عمليات التهريب بهذه الكميات الضخمة وابناء كوردستان لايعترضون ويبدون امتعاضهم من هذه السرقات المنظمة . كنت اتوقع خروج ابناء كوردستان في تظاهرات عارمة تعم شمالنا الحبيب لكي تقول كلا والف كلا لسرقة النفط لكي تبيض صفحتها التأريخية !!
لان النفط هذا اليوم يتم تهريبه عن طريق البر بصهاريج تفرغ حمولاتها في المناطق الشمالية . مع العلم أن كميات النفط المهربة لاتقتصر على النفط المستخرج من الشمال وانما تعدت الى النفط المستخرج من الجنوب . لان كميات النفط التي تأتي من الجنوب يتم تهريبها عبر هذه النقاط ومنافذ التهريب !!
وانتم لاحضوا وتابعوا الصحف السياسية ان كان صحيفة الصباح أوالبينة أوالمراقب أوالمستقبل العراقي على سبيل المثال لاالحصر بل أكثر الصحف تتحدث يوميا عن السرقات المنظمة للنفط العراقي من قبل مسعود البرزاني وابنائه . والسؤال لماذا يضم البرزاني رأسه بالرمال كالنعامة عندما يتعلق الموضوع بالنفط المسروق ؟ نحن نريد عراق واحد والبرزاني يريده مفكك !
نريد عراق قوي والبرزاني يريده عراق ضعيف . نريد عراق يطبق الديمقراطية الصحيحة والبرزاني يطبق حكم العائلات . نريد عراق تفتخر به الدول وشعوب العالم ؟ نريد عراق يحكم المنطقة وبرزاني يريد اقليم يحكم العراق !!
هذه العقلية الشوفينية يجب ان تتغير عاجلا ام اجلا في كوردستان . لان من غير المعقول أن تكون أسعار بيع النفط المهرب تتراوح مابين 30_45 دولار للبرميل الواحد . وأن هذه الاموال التي يجنيها الاقليم يوميا من تهريب النفط تتراوح ما بين 15_20 مليون دولار !!!
وأن هذه الاموال الخرافية هي التي تبقي فتيل الازمة السياسية مشتعلا . وان هذه الاموال هي التي تمكن البرزاني من ان يدعم الارهاب ويعطل كل المنجزات التشريعية والسياسية والخدمية في حالة تدفق هذه الاموال في جيبه يوميا !!
واقول للأمانة والتأريخ لو لا الحكمة والسياسة العظيمة والكبيرة التي يتبعها نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة الدكتور حسين الشهرستاني في لجم الشركات الكبيرة التي ارادت استغلال الفرص في كوردستان لكانت السرقات اليوم أكبر من هذا الحجم بكثير .
ومن هذا المنبر نوجه الشكر والتقدير الى حامي النفط العراقي الاستاذ الفاضل نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة الدكتور حسين الشهرستاني على موقفه الوطني في كل مرة تحاول فيه العائلة الحاكمة في كوردستان أن تخرق الدستور العراقي ولكن مازال في العراق رجال مثل السيد الشهرستاني لاخوف عليه .
اذن ملخص المقال في الحل واقول اذا لاتتم عملية التغيير والاصلاح والتجديد للأوضاع القائمة في كوردستان الا بثورة عارمة حضارية سلمية تقضي على الفساد المستشري في الجسد الكردي كله وقطع أذرع السراق والحد من تسلط حكم الفرد الواحد وتأسيس شراكة حقيقية تستند للعدل الاجتماعي في الحكم .