متى نصنع بطلا ً اولمبيا ً ؟ -عقيل عبد الجواد - الناصرية

Thu, 9 Aug 2012 الساعة : 3:16

اثارني واحبطني ذلك الغياب الفاضح لعَلَمنا عند مراسم التتويج في الاولمبياد . وارى ان الموضوع اصبح اكثر خطورة وجدية من اراء تافهة تطرح للاستهلاك من قبيل يكفينا المشاركة واننا سيكون لدينا حضور اكثر مستقبلا ً من خلال الاحتكاك والمعسكرات فلقد تطورت المسألة ووصلت الى حد الاهمال الذي يرتقي الى جريمة .
واستغرب ان لا يشعر مسؤولينا بالفشل ان لا يرفع علمنا وان لا يكون لنا مكان بين الامم لميدالية فضة او ذهب . الا ينظرون للتلفاز ام انهم يفعلون لكن فقدان الاحساس وعدم الشعور بالواقع وما يجري بالدنيا سيطر عليهم بل لعل السؤال متى نصنع بطلا ً قد لا يكون مطروحا ً اصلا ً بالنسبة لهم .
الكل كان حاضرا ً وبزغت شمسه ولم تغيب وتأفل الا شموس مثل مورتانيا والصومال والعراق واشباههم من الدول الفاشلة والمنسية إذ حتى ارتيريا بدأ يظهر لعدائيها حضور في منافسة عدائيي اثيوبيا وكينيا وحتى كوريا الشمالية الجائعة كان لها حضور .
ان ما نمتاز به عن غيرنا انه يوجد لدينا خمسة او ستة وكلاء للامام المهدي المنتظر (عج) او من يدعون ان لهم صلة به بطريقة ما لكن لا يوجد لدينا بطل اولمبي واحد فاي الحقيقتين اصدق ؟
اما سياسيينا فاشك انهم ارتقوا لدرجة ان يشعروا بالالم لضياع اسمنا وتناسيه واعتقد انهم معزولون عما يجري في العالم بشرنقة الحفاظ على السُلطة وقسمتهم منها واشك انهم يفكرون باي شيء اخر اكثر من اين ستكون وليمة فطورهم القادمة وماذا سيأكلون فعقولهم مرتبطة بالدولمة والقوزي والتشريب اكثر من ارتباطها بالانجاز وتحقيقه لبلدهم والحق انه ليس من المجدي ان نطلب من احدهم ان ينضج او ان ينضح بما ليس فيه فالله علّمنا ان لا نطلب من المرء ما يفوق طاقته .
لكن حتى تماشيا ً مع هذه القاعدة ومع قاعدة ان الانسان المتخلف وان غاب لديه الطموح والرغبة بالتفوق والرقي وعلو الهامة فأن لديه امور فطرية متجذرة في اعماقه وفطرته الانسانية البدائية وهي الرغبة بالتفوق على الاقران او محاذاتهم على الاقل وهي فطرة انسانية موجودة عند اشد الناس تحضرا ً فهي من الغرائز الاساسية فينا وبناء ً عليه فان فوز السعودية ببرونزية فرق الفروسية والكويت ببرونزية في الرماية وقطر ببرونزية الوثب العالي وفضية في الرماية وايران باحدى ذهبيات رفع الاثقال والمصارعة متوقع ان يثير الحسد فينا والشعور بالتراجع . فاذا كانت الحالة الاولى اختفت لدى مسؤولينا فيا ليت حظي العراقي كيف اختفت الدوافع الفطرية الاخرى فأي نوع من البشر هم !!.
بل حتى السعودية التي تحرم المراة حق سياقة السيارة تفتخر بارسال محجباتها الى هناك
ان النهوض بالرياضة يتطلب بنى تحتية وهو ما يصنع الفارق فالهند عملاق كالصين لكن الاكيد ان البنى التحتية الصينية متطورة ومتقدمة باجيال عما هو في الهند لذا ترى الصين وتفتقد الهند رغم تقارب اعداد السكان . وبالتالي علينا بناء ملاعب وقاعات رياضية متكاملة في كل قضاء وناحية وليس حظوة لمراكز المحافظات كما ان الرياضات الفردية المعتمدة على الموهبة وصقلها اثبتت نجاحها باكثر من الالعاب الجماعية . ناهيك عن كونه حق اصيل بالترفيه وممارسة الرياضة والفشل بتقديمه يعني وجود خلل هيكلي بالدولة وعجز في تفكيرها
لكننا نعمل حسب اسلوب الاناكوندا التي تفترس ثم تكتفي وتصوم لأشهر فنحن لا نقوم بشيء ثم نقوم ببناء مدينة البصرة الرياضية ثم نصوم لسنوات وهكذا
نبني قاعة سومر في الناصرية وبعدها بخمس سنوات واحدة في الشطرة ثم خمس سنوات اخرى واحدة في قضاء ثم تتكرر العملية فاقدة الجدوى .
والاعجب ان يفخر احدهم ان ملعب مدينة البصرة افضل من ملعب ويمبلي ان هذا تفكير احادي سقيم وبائس لدرجة تثير الاشمئزاز ان بريطانيا لم تبني ملعب يفوق ملعبك – ان صح قولك - لان لديها عشرات النشاطات الرياضية بعكسك انت الذي تفتخر بنشاط رياضي يتيم ولم تحقق فيه سوى فشل ومكائد اتحادات واداريين .
كذلك يجب او المفروض ان تكون المدارس شاملة لقاعات رياضية متنوعة حتى تكتشف المواهب . هذه هي الخطوات الجادة وليس رسائل المساندة من المسؤولين عندما يلعب المنتخب وللكشخة الاعلامية فقط لأنه تصرف متخلف يفضح انبهارنا بقلة انجازنا فنستغرب ونتعجب كما انه يظهر دولة الافراد وانتظار رعايتهم الابوية لغياب رعاية المؤسسات وهذه امور لا توصل لنتيجة ملموسة فصّحوا النوم وكفوا عنها .
لكن قبل ان يغير المسؤول تفكيره ويبني نادي لرياضة التجذيف بدلا ً من دائرة رسمية هي مبنى المحافظة على ضفة النهر فلن ارجو منهم الكثير ففاقد الشيء لا يعطيه .
 

Share |