ما رأيكم بالانقلاب العسكري؟ -علي العطار
Thu, 9 Aug 2012 الساعة : 3:09

أن الحديث عن الانقلابات العسكرية التي حصلت في العراق لهو حديث ساخن ويحمل في طياته مأسي كثيرة لا تعد ولا تحصى , وأقول جازما أن قيام كل الحكومات المتعاقبة أتت عن طريق الانقلابات العسكرية المبررة والغير مبررة , وان ذكرها في هذا الوقت بالذات يرهق العقل ويتعب التفكير ويذكرنا بجراح كبيرة لم تستطب إلى يومنا هذا , وما زالت عواقبها وخيمة من خلال سياسة التحذير بالانقلابات والسلوك الاجتماعي المتردي .
ونحن في ظل سياسة عوجاء متردية بالغة الخطورة على المجتمع والناس , سياسة الاقصاء والحرب والتشهير والتسقيط وتضليل الرأي العام والفساد المالي والإداري والمساومات والصفقات السياسية المشبوهة .
كل تلك الصفات تتفق تماما مع أحزاب وحكومة وبرلمان اليوم , والوضع قائم على تلك الشاكلة منذ التغيير عام 2003 ولحد لحظة كتابة هذا المقال .
قد يتفق معي غالبية الشعب العراقي أن نظام الحكم الحالي فاشل بكل ما تحمله الكلمة من معنى , وقد لا يتفق معي البعض الأخر بسبب مصالحهم الشخصية ومدى تغلغلهم في مؤسسات الدولة .
بالنسبة للسلطة التشريعة (البرلمان) الذي شكل على أساس تشريع القوانين التي تصب في مصلحة الوطن والمواطن , حيث نجد أن هذا البرلمان لم يفي بوعده للشعب لتشريع القوانين التي تصب في مصلحته ,وإنما نجد كل ما يتوافق مع مصالحهم الخاصة الفئوية والحزبية يصوت عليه بالمطلق .
إما السلطة التنفيذية فايضا هي ليست بمعزل عن السلطة التشريعية, فقد أقحمت نفسها هي الآخرة بسجال وعراك سياسي طويل الأمد مع شركاء المحاصصة السياسية , لن ينتهي هذا الخصام ألا بقدرة قادر , لانهم أي ( المتخاصمون ) قد استنفذوا كل الوسائل والإمكانات من اجل تذليل الصعاب والمضي قدما بحكم العراق تحت شرف المحاصصة الطائفية البغيضة , ولكن كل محاولاتهم باءت بالفشل الذريع بسبب تجردهم من الأعباء الإنسانية والوطنية وتغليب مصالحهم الخاصة على مصلحة الوطن والشعب .
إما السلطة القضائية فهي ذات طابع مسيس وتنحاز إلى جانب معين في اتخاذ قراراتها القضائية , وذلك هو الخطر الأعظم , حيث إن القضاء أذا لم يتمكن من الحفاظ على حياديته في اتخاذ القرار , فعلى الدولة السلام .
هنا نأتي لطرح سؤال مهم " هل نحن فعلا بحاجة ماسة إلى انقلاب عسكري لآنتشالنا من هذا المستنقع الضحل المظلم ؟ إنا كمواطن عراقي أتمنى أن يحدث هذا بالقريب العاجل على غرار انقلاب 1958 بقيادة المرحوم الزعيم عبد الكريم قاسم صاحب المشروع الوطني الرائد إلى يومنا هذا , وهو يعتبر من الانقلابات المبررة بسبب الجور والظلم الذي تعرض له أبناء شعبنا من بطش الحكم الملكي والدولة الراعية بريطانيا العظمى .
ولا اعتقد أن الوضع الحالي اقل أهمية من ظلم الأزمان الماضية , حيث أن المواطن العراقي فقد كرامته وشرفه أيضا في سبيل الحصول على قوته اليومي وهو صاحب الميزانية الخرافية الضخمة والثروة السوداء المتدفقة تحت قدمية في كل شبر من العراق , وهو لا يستطيع الشعور بالأمان وحتى وان جالس أهله وعائلته بسبب سياسة التخويف وفقدان الأمن بشكل كامل , وانأ كموان عراقي اشعر تماما بالآلام غيري قبل ألمي , أتمنى أن يمد العراق بانقلاب عسكري أو ثورة شعبية عارمة أو هزة أرضية برعاية ألاهية , تطيح بهذا الطغيان وينعم أهله بالعيش الكريم الذي يستحقه في ظل ثرواته المادية والبشرية , ويعيش كإقرانه من الشعوب الأخرى بعيدا عن العوز والفقر والقهر.