اللهم لاشماتة-عبدالرزاق العبودي- الشطرة
Wed, 8 Aug 2012 الساعة : 1:42

يكاد الموضوع السوري يطغى على كل المواضيع في الوقت الحاضر ليس لسخونته فحسب بل لاسباب واجندات مختلفة اريد اولنقل خطط لها ان تكون هكذا،فكل وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة تكاد لاتخلو يوميا من تناول هذا الامر بطريقتها الخاصة ، ولهذا فاننا والحالة هذه يجب ان نتخذ الموقف الذي يتطابق مع قناعاتنا الثابتة ازاء مثل هذه الامور ، فاما ان نكون مع او ضد او ان نقف على الحياد .
قد يتبادر الى الذهن احيانا سوال منطقي جدا ومضمونه يقول:- ماعلاقتنا بما يدور في سوريا سيما وانها كانت في السابق هي الحاضنة الرئيسة والمصدر الاول للارهاب الذي كان يحصد ارواح الابرياء من العراقييين وبالجملة؟ ثم لماذا هذا التباكي الذي يصدر من البعض على نظام الاسد ؟ وماعلاقة ذلك بالاوضاع في العراق مستقبلا ؟ والجواب المنطقي وبكل صراحة يقول :- ان كل ماقيل او يقال فيه الكثير من الصحة ، ولكننا نقول في البداية :- اللهم لاشماتة فهي ليست من صفاتنا نحن العراقيين ولنا في قول احد زعمائنا الذين حرروا العراق في ثورة 14تموز 1958الوطنية عبرة عندما صفح عن رفيقه الذي خان الثورة وتامر عليها حيث قال له بالحرف الواحد ((عفا الله عما سلف))فنحن نعفولاننا قادرون على ذلك وقد قيل العفو عند المقدرة وهي من صفات الرجال الشجعان،وعلى كل حال فان كل مايتعرض له الاخوان في سوريا من قتل وتخريب وتشريدوتدمير للبنية التحتية هو نفس ماتعرضنا له في العراق بالضبط ومن قبل ذات العصابات الاجرامية التكفيرية ا لتي تتبنى اجندات امريكية واسرائيلية مباشرة وتتخذ من الاسلام السياسي والجهاد والتحرير والديمقراطية مسميات زائفة لتنفيذ اغراضها الخبيثة.
لسنا ممن يشمت باخيه بل اننا نقول ان القضية الان قضية مصيرية ومن المهم جدا الالتفات لخطورة الوضع علينا نحن في العراق بالذات وعلى الامة العربية والاسلامية عموما ، ان مايجري على ارض الواقع يفسر بعدة اراء وهي جميعا من الخطورة والحساسية بمكان مما يستدعي اليقضة والحذرو الانتباه لما يدور حولنا فهو امر في غاية الاهمية كما نرى ، وقد يفسره البعض سياسيا بالمحاولة الامريكية الاسرائيلية لتفكيك العرب والمسلمين وفرض الامر الواقع ،بينما يرى اخرون بانه بداية لمرحلة خطيرة من الاحداث الكبرى التي تؤدي في النهاية للقضاء على الهلال الشيعي كما يسمونه ، ويرى البعض الاخر بانه بداية للاحداث التي تسبق عصر الظهور للامام الحجة (عجل الله فرجه الشريف ) ((الذي سيملا الارض قسطا وعدلا بعد ان ملئت ظلما وجورا))، وعلى كل حال فانها جميعا سيناريوهات واحتمالات سيكون وقعها كبيرا جدا على العراق بالذات ، ولهذا وجب علينا ان ننتبه لخطورة ابعاد هذه المؤامرة القذرة التي تشارك فيها انظمة استبدادية عميلة (واعني بها قطر الاسرائيلية والسعودية الامريكية) التي نذرت نفسها لان تكون خادمة لتنفيذ الاجندة الامريكية الصهيونية العالمية في المنطقة.
من البديهي بان فاقد الشيء لايعطيه فقد يقال بان نظام بشار الاسد ليس نظاما ديمقراطيا كما يدعون ولكننا نتسائل :- هل ان نظام ال سعود المتخلف والذي يحكم دولة بلا دستور و بنظام ملكي ديكتاتوري ظالم و متجبر يمتلك احدى صفات الديمقراطية ام ان نظام قطر العائلي المنحط هو الاخر قائم على اساس ديمقراطي لكي يتبنيا معا فكرة اسقاط نظام دمشق واقامة نظام ديمقراطي بديل عنه تحت مسمى ثورة الربيع العربي ! اليس الاجدر بهم دعم اخوانهم في المنظومة الخليجية من ابناء البحرين الذين يواصلون التظاهر السلمي لتغيير نظام ملكي متسلط بنظام ديمقراطي يمنح الحقوق والحريات لكافة ابناء البحرين ، ام ان هذا لايروق لهم لان المستهدف نظام ال خليفة الذي يجمعهم معه التخلف والدكتاتورية والطغيان ولذا فهم بدلا من دعم هذه الثورة الشعبية الحقيقية فانهم يجيشون جيوشهم باسم درع الجزيرة لدخول البحرين والانتقام من ابناء شعبها المطالب بحقوقه المشروعه ، يالها من غرابة فعلا .... انظمة متخلفة عفا عليها الزمن تزج بارهابيين تكفيريين متطرفين ومرتزقة ماجورين قتلة لاراضي دولة مستقلة ذات سيادة يحكمها نظام جمهوري قائم على اساس التعددية الحزبية لغرض اسقاط نظام الحكم وبدعم مباشر من ادعياء الدفاع عن حقوق الانسان ورعاة الديمقراطية في العالم واعني بهم امريكا واوربا ! مالكم كيف تحكمون فما هكذا تؤكل الكتف ياناس ... اليس مايجري هو التدخل بالشؤون الداخلية بعينه ام لا ؟ ثم لماذا يسكت العالم على افعال هؤلاء بل هو يدعمها ويشرعن لها ومقررات الامم المتحدة ومن قبلها ماتسمى بجامعة الدول( اللاعربيه )التي ضربت المثل الاعلى في الخسة والنذالة من خلال دعمها للتدخل في شؤون دولة عضو ومؤسس فيها ..... ليسأل سائل عن السر في سعي هذا الثالوث غير المقدس لقلب انظمة الحكم الجمهورية في الدول العربية تحديدا وباسم (الربيع العربي)، ولماذا يكون الربيع عربيا فقط ولايشمل دولا اخرىفي العالم ؟ اليس في الامر غرابة ام لا؟ والله اننا لانعتقد الا انها المؤامرة بل وهي المصيبة الكبرى بعينها ، فهو بالفعل انحسار للقيم والمباديء وانقلاب للموازين وهي الغطرسة والهمجية الرعناء بعينها .
اننا وازاء كل ماجرى ويجري على الارض لانملك الا ان نقول اللهم انصر الشعوب المظلومة واجعل كيد هؤلاء الظلمة من سفاكي الدماء في نحورهم ... اللهم اخزهم واكشف المستور واظهرهم على حقيقتهم.. اللهم اكشف الغمة عن هذه الامة .. ونكرر القول اللهم لاشماتةفالمؤامرة مستمرة ونتائجها ستكون مضرة بالجميع حتما ونحن نقول انه مافي اليد حيلة ولكننا ننبه لخطورة الوضع والذي سيحرق الاخضر واليابس معا وعلينا الانتباه لما يحاك ضدنا في السر والعلن فالسوريون اخوتنا وهم اكثر الشعوب العربية حبا للعراق واهله كما هو معلوم ولذا فاننا ندعو لهم بالامن والامان وحفظهم من غدر الزمان .