المراجع والمسئوليات والفتاوى !! - عبدالامير الخرسان- فنلنده
Mon, 6 Aug 2012 الساعة : 14:40

أقرّت الشريعة الاسلامية السمحاء واجبات ومحرمات ومكروهات ومستحبات . أما الواجبات فهي العبادات المفروضة كالصلاة والصيام والحج والزكاة والخمس والجهاد والأمر بالمعرف والنهي عن المنكر والموالاة لأهل البيت والبراءة من أعدائهم .
أما المحرمات فهي كما قال الله ( وحرمنا عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل به لغير الله ) وكذلك حرم علينا الفواحش ما ظهر منها وما بطن وحرم علينا شرب الخمر واللعب بالقمار وكذلك حرم الله علينا فعل كل قبيح لأنه قبيح لذاته مثل النظر الحرام والتجسس والخيانة والغناء والطرب لأنه ينبت النفاق في القلب كما قال رسول الله (ص) .0 (الغناء ينبت النفاق في القلب وفي رواية اخرى الغناء يميت القلب)
ان الحرام معروفا من قبل الجميع وممتنع عن الجميع لكن الفاسق والفاجر واللاهي والعابث يعمل المحرمات وهو يعرفها جيدا وهذا يأتي تكبرا منه على الله فحقا على الله ان يخزيه في الدنيا عاجلا ويعذبه في الآخرة ما لم يتوب الى الله توبة نصوحة لا يعود بعدها الى الذنب أبدا .
لقد قرأت الكثير من المقالات التي ينتقد كتابها مراجعنا العظام على عدم تحريم المسلسلات التي تمس واقعهم او يبغون من ورائها الكلام الجارح لهم ولبقية علمائنا الابرار , علما ان المسلسلات اللاهية والعابثة والتي يراد منها هدم الاسلام وجرح المسلمين وهتك حرمة العلماء هي حرام حرام حرام شرعا وتشريعا لا يحتاج الى فتوى لانها محرمة اساسا كتحريم الخمر والزنا والبغي على الناس ,!! وانتقادهم هذا يعتبر حرام شرعا لأنه بغيا على الناس وهو من الكبائر أيضا .!!
ان البغي والاعتداء على الناس وعلى العلماء وعلى الخليقة يعتبر حراما كما قال رسول الله من الكبائر ثلاثا ( الشرك بالله وعقوق الوالدين والبغي على الناس ) . لان الشرك هو ان تجعل لله شريكا سواء في الطاعة والعبادة او في الفعل والقول او تجعله ندّا لله والحديث يطول شرحه .
وعقوق الوالدين جعله الله من الكبائر العظام لأنه أراد الاحترام للوالدين والطاعة من غير معصية الله ومعاملتهم معاملة حسنة طيبة كما قال الله ( قضى ربك ألاّ تعبدوا إلا ايّاه وبالوالدين احسانا امّا يبلغنّ عندك الكبر احدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أفّ ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما . واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل ربّي ارحمهما كما ربياني صغيرا .
أمّا البغي فهو قمّة الكبائر ومن أعاظم الويل والثبور على الباغي والمعتدي كما قيل قديما ( وعلى الباغي تدور الدوائر) كما دارت على صدام الذي اعتدى وتجبر وتكبر ودارت على حسني مبارك وزين العابدين بن علي وعلي عبدا لله صالح والقذافي والذين سبقوهم والذين يأتون من بعدهم أمثال طارق الهاشمي والمطلك والنجيفي وغيرهم ممن اشتركوا في العملية السياسية في العراق والذين ظلموا وسرقوا ونهبوا بلا حدود ولا ورع ولاخوف من الله لانهم خانوا الامانة ولم يكونوا لهذه المسئولية والقيادة جديرين او عارفين بل تاهوا في ظلمات السياسة وتحيروا في اوهام الضلالة والعبث ولبسوا ثوب الباطل وخرقوا النواميس والأعراف وأكلوا مال الله وأحلّوا الحرام وحرموا الحلال فجدير بالشعب ان يغيرهم ويستبدلهم بخير منهم عاجلا وليس آجلا.
لقد حمّلنا مراجع الدين مسئوليات جسام ونريد منهم ان يفتوا على كل صغيرة وكبيرة ترد في الاعلام المرئي او الصحافة وغيرها خصوصا في المسلسلات والغناء وسب العلماء وهذه قضايا محرمة اساسا وهي واضحة ومفهومة بحرمتها لدى الجميع فكيف يصدر المرجع فتوى بأمر محرم من قبل الشريعة الغراء وهذا أمر لا يقبله العقل ولا يقول به العقلاء .
ان المسلسلات والافلام التي تريد التطبيع مع اسرائيل الصهيونية اللقيطة والمحتلة طبعا محرمة لانه لايجوز اتخاذ العدو الكافر صديقا او مواليا لانه يتربص بك ريب المنون ويريد قتلك وتصفيتك حيث ثقفك او وجدك . ان الامة الاسلامية اليوم هي احوج ما تكون للاسلام الحنيف ونظامه العادل لان الامة من خلال الاسلام ستتحد وتتماسك وتتعاون وتكون يدا واجدة على عدوها وعدو الله والانسانية وسيكون النصر حليفها باذن الله كما قال تعالى ( ان تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم) .