تيمورلنك -إبراهيم سبتي: الناصرية
Mon, 6 Aug 2012 الساعة : 14:37

حلمت ذات ليلة ، باني التقطت صورة لتيمورلنك وهو يستبيح بغداد .. وعندما رآني ، أمر بسجني في سرداب وذبحي في يوم الجمعة عصرا لان الأمراء من أمثاله لا يصورون .
وفي يوم الجمعة جاءه الخبر بان الوقت قد حان لغزو سيواس والأناضول لتأديب بايزيد الأول فانطلق كالموتور يجر جيشا جرارا لسحق كل المدن في طريقه .. بقيت في سرداب مظلم انتظر الذبح يوم الجمعة مع اني لا اعرف اليوم الذي سجنت فيه فزاد ذلك توتري وخوفي . اقتنصت صوتا لحارسي يتحدث بفخر مع صاحبه . قال له :
ـ القى الأمير بثلاثة الآف جندي في مدينة سيواس من أتباع بايزيد ، في سرداب كبير وأغلق بابه بالتراب ليموتوا شر موت !
كنت أموت في كل كلمة اسمعها من الجندي السعيد .لكن صوتا مفاجئا قادما هز شباك خوفي عندما سمعته يقول إن الأمير يريد المصور حالا !!
فتح الجندي مرتجفا باب السرداب ليخرجني وكاميرتي الى حيث الأمير يتنقل بين الأناضول وسيواس وعينتاب ، بعد شهر وصلنا اليه متعبين ، قال بتجهمه المعهود :
ـ يا مصور ، صوّر خراب المدن والأسرى والحيطان المتناثرة والأنهر الحمر والنيران المستعرة والأجساد المشوية والسلب والنهب والخراب والحرق والسلطان الخائف عاريا ! اذهب وإلا ...
بعد مرور ثلاثة أشهر لم يرسل في طلبي ، فالدخول إليه دون طلبه معناه القتل او الرمي في السرداب المخيف !
عدت مع الأمير المنتصر الى عاصمته سمرقند فسمعت احد الفرسان المحاربين يقول بان الأمير سيتجه الى الصين بعد استراحة قصيرة .
قلت : هل تراه نسي امر الصور ؟
كنت امتطي حصانا سمينا في رحلة العودة الى سمرقند فجاءني رسوله بان أهيأ كاميرتي لأصور الغزوة القادمة !
بعد شهرين تقدمت الجيوش الهائلة المدججة بحب أميرها .. تقدمت معهم احمل كاميرتي ، كان الجو باردا ، شديدا قارسا ، يسير وتسير الجيوش المترنحة خلفه ، لمحته من بعيد يتمايل على ظهر حصانه ، يتحرك بغير عادته وهو ذاهب لغزوة الصين .. الجو يزداد برودة وقسوة .. في الساعة الاولى من صباح يوم الجمعة ، انزلوه عنوة من حصانه بعد إصابته بالحمى الشديدة .. ظل يهذي كطفل في سريره .. جيشه الذي عصره البرد تنحى جانبا ويفكر قادته بالهرب .. لم يتحمل الحمى فمات تيمورلنك دون ان يرى صوري كلها ..
سعدت بالخبر لأني سأصبح غنيا يتنافس الخصوم للوصول اليّ للظفر بصوري الثمينة ومعها صورة تيمورلنك الوحيدة النادرة ، كدت أُذبح ثمنا لالتقاطها وهو يستبيح وقتها كل شيء في طريقه .. أرسلوا في طلبي .. كان حفيد تيمورلنك يريد الصور وهددني بالموت او السجن في احد سراديب السلطنة ، هربت منه فطاردتني جيوشه الضاربة للإيقاع بيّ وبكاميرتي لكني افلتُّ منهم ووصلت الى ملاذ بعيد عند شيخ هرم في كوخ قديم ، لكنه خلع قناعه وبان وجهه المتجهم ، انه الحفيد الذي لا يعرف الضحك ولم يسمع به ، اخذ الكاميرا عنوة مهددا بذبحي يوم الجمعة .. استيقظت مذعورا ، عند ارتفاع النهار باحثا عن كاميرتي التي اختفت فطلت عيناي على تقويم الحائط فكان يوم الجمعة من الأسبوع الجديد !