الإعلام وآيديولوجية التدليس والإرهاب الفكري .. موقع "قراءات" انموذجاً -باقر الرشيد ــ بغداد
Sun, 5 Aug 2012 الساعة : 12:55

تمثل الصحافة (الورقية منها والألكترونية) في مجتمعات النظم الديمقراطية ، واحدة من أهم وسائل التشخيص والتقييم لعمل سلطات الحكم ، بالشكل الذي يؤكد موقعها كسلطة رابعة فاعلة تؤدي دورها المطلوب في العمليات المتوخاة لتوفير كافة الوسائل التي تقتضيها عملية بناء البلد وتحقيق الأهداف التي تحقق الرخاء والتقدم للوطن والمواطن ، وذلك من خلال تأشيرها وبشكل دقيق وواقعي على مواطن الخلل والأفعال غير المشروعة التي تصاحب عمل أي مفصل من مفاصل الحكم وعلى أي مستوى من مستويات الحكم ، سواء كانت تلك الأفعال مقصودة أم غير مقصودة .
هذا ببساطة توصيف لأبرز ما يجب أن تكون عليه مسؤولية الإعلام في بلد تنتقل فيه الأوضاع وبشكل كامل من عهد الدكتاتورية والإستبداد الذي عاشته عقوداً طويلة ، إلى عهد الإنعتاق والتحرر. وفي الوقت الذي تعد فيه الإشارة والتشخيص للأخطاء التي يمارسها البعض أو (الكثرة) من المسؤولين عن مفاصل الحكم من الواجبات التي تتحملها وسائل الإعلام وفي مقدمتها الصحافة ومواقع التواصل الخبرية ، إلا أن هذا لا يعني تغافل تلك الوسائل عن أمرين مهمين يجب أن يرافقا عملها كسلطة رابعة ومسؤولة ، والأمران هما ضرورة توخي دقة الخبر ومصداقيته قبل الشروع بإعلانه ونشره ، وكذلك يتوجب على وسائل الإعلام أن تتصف بالعدالة في توجيه النقد ، ففي الوقت الذي يعد فيه تشخيص المثالب والأخطاء أمراً واجباً تقوم به ، عليها كذلك أن لا تهمل بقصد (التعتيم والتشويه المقصودين) الإشارة إلى ما يتحقق من مكاسب للشعب وعلى كافة الأصعدة ، مع تأكيدنا على أن ما يتحقق ليس منـّة من السلطة بل واجب تقوم بأدائه ، يستحق الإشادة به دعمه بل الإضافة إلى الإشارة إليه كمنجز .
لقد تعرّضت التجربة الجديدة في العراق بعد سقوط نظام البعث إلى شتى أنواع التحدي والتآمر من قبل من لا يروق لهم المشهد السياسي الجديد والتغيير الذي عدّوه وباءاً سيمتد من بغداد ليصيب عروش دكتاتورياتهم المتسلطة على رقاب شعوبهم ، فسعوا وبكل وسائلهم التي لا تخلو من الدناءة والخبث لإيقاف عجلة التغيير ومحاولة العودة بالعراق إلى ما كان عليه قبل تحرره من ظلم ودكتاتورية البعث الفاشي . وما مشاهد القتل والترويع التي تعرض لها العراقيون خلال السنوات التي أعقبت التغيير والتي كانت تخطط وتمول وتنفذ من قبل بعض الأنظمة العربية إلا دليل على مدى الحقد والرعب اللذين كانا يعتملان في نفوس تجرّدت من كل القيم الإسلامية والإنسانية ، فمجزرة جسر الأئمة ، ودفن عجلات زائري المدن المقدسة بركابها وهم أحياء ، والذبح على الهوية الذي كان يمارس في مثلث الموت ومربعاته ودوائره في مختلف بقاع الوطن ، ما هي إلا صور مؤلمة من المشاهد التي تجسد حجم التحدي الذي واجهه العراقيون وتحمّلوه كضريبة للخلاص الأبدي من الظلم والقهر .
ولأن صمود العراقيين وصبرهم كان أكبر من أفعال أعدائهم ، فقد تحققت لهم بشرى الله التي بشّر بها الصابرين ، فراحت أصنام الظلمة من الحكام الدكتاتوريين بتونس والقاهرة وطرابلس وصنعاء تتساقط واحدة تلو الأخرى ، لتلحق بصنم بغداد ، وبدت أصنام الآخرين من آل سعود وحمد وخليفه تترنح بآنتظار سقوطها القريب والحتمي . كما أن الضربات الموجعة التي وجهتها قوى السلطة في العراق الصابر والمجاهد والمتمثلة بفصائل المقاتلين في قوى الجيش والداخلية لمجاميع وبؤر الإرهاب أدت إلى تحسن واضح على المشهد الأمني ، وعمت صورة الوضع الآمن كل مدن العراق ، وراح العراقيون يمارسون حياتهم اليومية بحرية وأمان كبيرين . وهذا وبلا شك لا يروق لأعداء العراق في السعودية وقطر وغيرهما من الذين راهنوا (خائبين) على إيقاف عجلة تقدم ونهوض العراقيين ، فسعوا ومن خلال تغيير خططهم اللئيمة لضرب العملية السياسية من داخلها وذلك بتجنيد بعض الرموز الكبار في السلطة للقيام بتنفيذ مسلسل تعكير الوضع الأمني من خلال القتل الممنهج بالكواتم والعبوات وتفجير الأجساد النتنة المستوردة . وكذلك بإستخدام الإعلام كوسيلة لتشويه صور رموز السلطة الوطنيين الذين نالوا بصدقهم وفعلهم الوطني محبة وتأييد أغلبية العراقيين . وهنا تبرز للمتابع المستقل والذي لا ينتمي لأية كتلة أو حزب من كتل وأحزاب السلطة ، ما أفرزته وتفرزه فضائية الشرقية ( على سبيل المثال ) من سموم في ساحة المشهد السياسي العراقي هدفها الإساءة للعملية السياسية وتشويه صورة قادتها الذين انتخبهم الشعب بإرادته . ويأتي ( موقع قراءات ) الذي أطل مؤخراً من نافذة التدليس الإعلامي الهادف لضرب العملية السياسية ورجالها، ليكون ظهيراً سانداً لمشروع ( الشرقية ) وغيرها من وسائل الإعلام التي لا همّ لها سوى الإساءة للعراق وطناً وشعباً وبشتى الأساليب الرخيصة التي بدأ البسطاء من العراقيين يدركون مضامينها وأهدافها من خلال الأساليب الغبية في طرحها .
وإذا ما شئنا تجاوز ما يصدر عن (الشرقية) من دجل بعثي رخيص وإساءات تصل في أغلب الأحيان إلى هستيريا السباب والكذب المفضوح الذي يسخر منه كل مشاهد لهذه القناة وهو يرى كيف أن الحقد البعثي يتقطر من أوجه المذيعين وهم يدلون بصور وعبارات التشكيك المبطنة بالرياء . أقول إذا ما تجاوزنا ما عليه هذه القناة المكشوفة في أهدافها ، ونظرنا إلى ما يطالعنا به موقع
(قراءات) من عناوين ومقالات وأخبار فسنجد كمّاً هائلاً من الإساءات غير المبررة لرموز العراق بشكل يعكس صوراً مشوّهة عن الوضع السياسي للعراق وقادته وبطرح لا يخدم إلا أجندات أعداء العراق الجديد الناهض . فنحن وفي الوقت الذي لا ننكر فيه وجود الظواهر السلبية التي تعتري المسيرة الجديدة ، ولا يمكننا الصمت على ما يحصل من أخطاء وتجاوزات على حقوق المواطن والوطن ، إلا إننا يجب أن لاننكر أو نتجاهل ما تحقق من مكتسبات كبيرة للعراق على الصعيدين الأمني والإقتصادي إضافة إلى عودة العراق إلى موقعه الطبيعي على الساحتين العربية والدولية . وإن إغفال الكتابة والإشارة لهذه المنجزات وغيرها والتأكيد على مفاصل الخلل والسوء بأسلوب التشهير والإساءة ( لا المعالجة ) ، كل هذا يوحي أن وراء ما يبرزه (موقع قراءات) وغيره من المواقع والفضائيات أجندات تسعى لذات الأهداف التي سعى لها الإرهاب من خلال عمليات إستهداف العراقيين في مسلسلات القتل والتفجير والتفخيخ .. وإن أردنا تأكيد ما قلنا فإننا نضع بعض العناوين التي أبرزها ( موقع قراءات ) متسائلين في البدء والآخر : لمصلحة من تطرح مثل هذه الأخبار ؟؟ وبقلب من ستزرع هذه العناوين المسرّة والقبول .. غير قلوب الذين آذوا العراق والعراقيين من أزلام البعث ومن آل حمد وخليفه الداعين إلى بقاء العراق في دوائر الإضطراب والتحارب والتخلف . ومن الكثير الذي ينشر يومياً في (قراءات) هذا اليسير :
• موقع قراءات يحصل على وثيقة تكشف امتلاك الاسدي على سعفة في نخلة دبي .
• قراءت تحصل على صورة نائب رئيس الوزراء روز شاوه ويس القيادي في الحزب الديموقراطي الکوردستاني وهو يلعب القمار !!
• اعلامية تكشف عن فضائح اخلاقية وتحرشات جنسية يمارسها نائب عن التيار الصدري!!!
• على خلفية الوثيقة التي نشرها موقع قراءات :مها الدوري تبصق بوجه الاعرجي بعد مشادة كلامية بينهما !!
• في اول حديث له لوسيلة اعلامية ,, شقيق السيستاني ,, محمد الصدر اجبرني على ترك العراق!
• قالوا انه انشغل بوزارة النقل اكثر من تكليفه الشرعي ... وفد قيادي من منظمة بدر يزور ايران لاستبدال العامري .
• في اجتماع مع قادة مكتبه .. المالكي : عندما انتهي من الازمة الراهنة فانني سأسحق علاوي والبارزاني والصدر .
• ساجدة عبيد تطالب بحقوق اخيها النائب عن دولة القانون !!!
• عزة الدوري مخاطبا مقتدى الصدر : انقذتكم في معركة النجف بسيارة اسعاف فلا تنسوا مواقفنا معكم !!