فانوس كهرباء الناصرية-منصور ابو الحسن

Sat, 4 Aug 2012 الساعة : 16:31

يقال ان فيلسوف يوناني قديم اسمه  ديوجين اللأرسي   أمسك في يده فانوسا،
في منتصف النهار وتجول به في مدينته ولما تسأل الناس اجابهم  جوابه
المشهور الذي ادخله التاريخ "إنني أبحث عن إنسان! "
تذكرت  هذه القصة التي استوقفتني كثيرا بمراحل مختلفة بحياتي افتقدت به
الانسان حولي.
تذكرتها وانا اشاهد مصابيح الشوارع العامة بالناصرية مضاءة عند الساعة
الثانية ظهرا ومع درجة حرارة تجاوزت 53 درجة مئوية ....
عن ماذا يبحث القائمين على المديرية العامة الكهرباء ذي قار وبعضهم ازكي انسانيته .
هل ضاق بهم الكذب الذي يسمعوه من المسؤولين الذين يظهرون في قاعات مكيفة
لم تعرف يوما الانقطاع ، ليعلنوا عن مكرمتهم لمليوني شخص من افقر محافظات
العراق واشد بلاد الله بدرجات الحرارة بمختلف قاراتها. بربع ساعة
للكهرباء...لم يشعر بها الفقراء ولم يهتم بها الاغنياء فكلاهما يعلمون
...ان هؤلاء تجاوزوا معنى كلمة كذاب وصاروا يحتاجون لكلمة جديدة نستحدثها
بالقاموس لتصف السياسيين الجدد بالعراق.
نعم هنالك حرب كهرباء تشن ضدنا من بغداد قد يكون سببها هو عجز الحكومة
المحلية وانقطاعها عن المركز وسؤء علاقتها به، ولكن القائمين على
الكهرباء ايضا يفتقدون للأفكار والرؤى المبدعة لتوفير حلول داخلية قد
تشكل فرقا للمواطنين الصائمين.
مثلا لماذا لا يتم عزل كل دوائر الدولة بدون استثناء بعد الساعة 12 ظهرا.
بما ان الدوام الرسمي ينتهي عند هذه الساعة.
اما الدوائر التي تتحجج بان عملها متواصل بعد هذه الساعة. فهي لديها
مولدات عملاقة ويتم حساب تجهيز شهري للكاز لا اعرف اين يذهب.
لماذا لا يتم فصل اضاءة الشوارع التي تستهلك كميات كبيرة من الطاقة
وربطها بمولدات خاصة لهذا الغرض.
لماذا لا يتم صيانة شبكة الاسلاك بالناصرية التي اكل عليها الدهر وشرب
حتى صارت بعض الاسلاك تهدر الطاقة من خلال مقاومتها العالية لمرور التيار
الكهربائي فيها، مما يهدر كمية لا يستهان بها من الطاقة أي اننا مثلا
نستهلك كذا ميغا واط بالأسلاك  لايصال الكهرباء لمنطقة معينة  بسبب قدم
الاسلاك.
هل نجد انسانا يسمع

Share |