نصر الله في العالم- يوسف قاسم- بغداد

Sat, 4 Aug 2012 الساعة : 13:16

يبدو ان هناك نقاشا محتدما في الاروقة السياسية والاعلامية حول ردود الفعل التي اثارها تصريحات نائب في القائمة العراقية (ذات الاكثرية السنية) حين وصف الامين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله (الشيعي) بلفظ مشين, فبين من يرى ان تلك التصريحات استهدفا لرمز شيعي ويجب التعامل مع قائلها بكل قوة ودفعة للاعتذار ,ومن يرى ان الامر لا يعني العراقيين لانه لبناني الجنسية ويجب التعامل مع التصريحات كرأي ممكن الاخذ به من عدمه.
الفاظ قد تبدوا طائفية نوعا ما في هذا العمود منها (شيعي ) و(سني) لكن هذه التسميات اعتاد عليها العراقيون كثيرا وخاصة ان الاعلام يبدوا انه يريد تسمية الاسماء بمسمياتها الصريحة كجزء من لوبي اعلامي حزبي او حتى طائفي فلكل فريق ادواته الاعلامية التي يستخدمها وهي كثيرة,وضمن النقاش المحتدم ومن باب الوطنية خرج بعض الشيعة مدافعين عن تلك التصريحات ,فيما خرج فريق سني يستنكرها لانها جزء من ازمة سياسية قد تعيد للعراق الخطاب الطائفي الذي مورس وبقوة خلال اعوام (الفوضى) والتهجير (2005 الى 2007) .
وآخر تلك الطروحات الصحافية ما كتبه الزميل فراس سعدون في عموده بجريدة العالم اليوم,الاستاذ في الاعلام ومدير تحرير الصحيفة ذات التوجه اللبرالي نوعا وصاحب التأريخ النضالي اذ انه من عائلة عانت الامرين من نظام صدام حسين وسكن لسنوات في بلاد المهجر ,وصاحب القلم الجميل والالتقاط الفريدة في اعمدته ,اذ كتب عمود في الصحيفة بعنوان (نصر الله يفرقكم ) ,ويبدوا وعند القرائة ان كاتبه حاول ان يكون مدافعا عن النائب (السني)مبتعدا كليا عن الطائفية كونه (شيعي ).
وملخص ما دعا اليه سعدون هو الابتعاد عن التشنج بسبب ذلك التصريح كون ان نصر الله ليس عراقيا ولم يهتم بالعراق ولا توجد على اجندته وهذا طرح عددم من الامثلة, ,وهذا ليس تحليلا سياسيا ,ولو قال البعض ان هذا قد يعيد الاحتقان الطائفي الى العراق ,ولعل ذلك به نوع من الصواب لكن نصر الله والذي يعد رمز من رموز المقاومة الشيعية في العالم الاسلامي يدافع عنه (السنة) قبل (الشيعة ) لسبب واحد وهو انه رجل مقاومة وليس مرجعا دينيا قد يسبب الدفاع عنه نعرات طائفية.
فنصر الله جزء من المقاومة للاحتلال الامريكي الذي دخل العراق منذ عام 2003 وهنا نقف عند بعض الامثلة ومنها المعتقل اللبناني الموجود حاليا في العراق (علي دقدوق ) والذي كان يدرب ابناء المقاومة في العراق واعتقل في البصرة , وهناك ايظا المقاوم الشهير الذي مازال مطلوبا للامريكان والبريطانيين (احمد الفرطوسي ) الذي يعد من القادة الميدانيين للمقاومة في العراق والحق ضربات موجه بالامريكان والمتواجد حاليا في الضاحية الجنوبية من بيروت ,اضف لذلك وجود حزب الله العراق والذي يعد امتداد لحزب الله اللبناني على ارض وادي الرافدين والذي من الممكن ان يدخل للعملية السياسية في العراق , وهنا سعدون نسى كل ذلك ولم يذكر سوى ان حماية نصر الله لا يوجد بها عراقي لعدم ثقته بهم, وكأن الثقة تأتي عبر الجنسية التي يحملها الشخص ,فنصر الله الذي افلت ولأكثر من مره من محاولات اغتيال لعدها له العدو الصهيوني لا يوجد في حمايته مصريين ولا فلسطينيين وبالأحرى الغزاويين فهل يعني ذلك انه لا يكترث بهموم ارض الكنانة وبيت المقدس .
وعليه ليس هنا المراد الرد على (سعدون ) وما نشره , فذاك حديث طويل ,وانما الهدف هو تنبيه بعض اخوتنا الى ما يحاك لهم من تداول تلك التصريحات حول رجال المقاومة ,ومن قبل من يسمون بالسياسيين ,ويحظون بمكانة رفيعة ,والقريبين من دول اقليمية تهدد العراق ,فدعوا الحديث عن نصر الله يا سياسيين (اخر وقت) عسى ان ينصرنا الله على اعداء العراق فـ(موسى بدينه وعيسى بدينه).
يوسف قاسم
[email protected]
 

Share |