كما كان قرار أعادة السياسين ثوريا" ... نحن بحاجة الى قرار تقاعد ثوري- المهندس طاهر مسلم البكاء

Thu, 16 Jun 2011 الساعة : 9:31

الاخلال بالتوازن الذي حصل بعد العام 2003 بسبب عودة المئات من السياسين الى دوائر الدولة ،أدى الى حالة تضخم وظيفي في دوائر الدولة ،بحيث ما عادت تستوعب أعداد جديدة من الخريجين ،لا بل أن بعض هذه المؤسسات ودوائر الدولة ما عادت تستطيع التكيف مع الاعداد الجديدة المضافة اليها بعد عام 2003 ،وكمثال واضح الى ما نذهب اليه بعض المنشآت الصناعية مثل منشأة اور ومعمل النسيج عندنا في الناصرية ،والعديد من منشآت وزارة الصناعة والمعادن مثل منشآت صناعة الاسمنت وغيرها ،والتي أصبحت وارداتها لاتغطي رواتب موظفيها .
ومن جانب آخر فأن البطالة أخذت تتصاعد أعدادها بسبب توقف عجلة التعيينات في دوائر الدولة وأقتصارها على أعداد بسيطة لاتتناسب مع الاعداد المتكاثرة من الخريجين سنويا" ، وقد بين أحدث أحصاء للعاطلين في محافظة ذي قار أن هناك ( 118000 ) عاطل عن العمل من مختلف المستويات الدراسية .
ان هذا العدد الكبير يبرز قصور المعالجات ، وبروز العديد من السلبيات من أهمها وأبرزها هو تحجيم دور مركز التشغيل في المحافظة ،أو مايعرف الان قسم عمل ذي قار،والذي يلعب دور الوسيط المباشر بين العاطل والوظيفة سواء أكانت في دائرة حكومية أو في قطاع خاص أو مختلط ، حيث كان سابقا" يلعب الدور الرئيسي في أيجاد الوظيفة وحماية العامل وضمان كافة حقوقه أثناء العمل، والعمل على تذليل كافة المعوقات الناتجة اثناء العمل .
وفي الحقيقة أن هناك الكثير من المعالجات لأحتواء ظاهرة البطالة كتدعيم السوق العراقية ، وفرض العمالة العراقية على الشركات العاملة لدينا وغيرها ،غير أننا الان بصدد توضيح ،أحدى المعالجات المهمة والتي تكون فائدتها ذات أتجاهين ،وهي أعتماد قرار تقاعد ثوري مقابل لقرار أعادة السياسين بأعداد كبيرة الى دوائر الدولة ،ان على الدولة أن تعيد النظر بالتمسك بالموظف حتى عمر الخرف ،فنحن يطالعنا اليوم شيوخ طاعنة في السن لاتزال تحتل أماكن مهمة وحساسة في دوائر الدولة ، وهي لما بلغ بها العمر تربك دوائرها بالروتين الممل الذي يثقل كاهل الدولة ويشكل عبئا" على المواطن ،وبدراسة بسيطة نجد ان الاقلال من عمر الاحالة على التقاعد ولو بضع سنوات ،سيجعل شريحة واسعة من كبار السن تستريح فاسحة المجال لشباب طموح ومملوء عزيمة لتقديم خدمة للوطن و المواطن .
وفي هذا العرض لانقصد أبدا" القفز على الخبرة وأهمالها ، ولكن أحلال المتميزين من كانوا قريبين من هؤلاء المتقاعدين ، مكانهم في تصاعد سلمي ،ليس فيه مكان لطفرات عشوائية غير مدروسة .
أن هناك الكثير من دوائرنا يتسيد فيها أو في بعض مفاصلها مقاليد الامور أناس أصبحت حياتهم فيها الكثير من الروتين المكرر ،وعملهم خالي من أي تطوير ، وزمن الانجاز لديهم يتدنى الى ادنى مستوى ، غير أنهم يحتفظون بأسماء طنانة تحيطهم بهالة الماضي وسمعة أيام الشباب ،فيغطي هذا عيوبهم ،ويجعلهم مقبولين .
أنها دعوة لتجديد الدماء السارية في عروق مؤسساتنا من جانب وحلا" ممتازا" لمشكلة البطالة المستفحلة في بلادنا اليوم .

[email protected]

 

Share |