أنفلونزا الماجستير -الاستاذ/ وليد مزهر الناصري

Thu, 16 Jun 2011 الساعة : 9:29

 لن تنهض امة من الأمم دون أن يكون للعلم فيها مكانا  عليا  تكرمه وتكرم طالبيه  لينهض بها  امة تستحق الثناء .
ويتجلى  ذلك  بما  تخصصه الأمم المتمدنة من إمكانات وما تسخره  من موارد مقتطعة وبنسبة عالية من دخلها القومي  للبحث العلمي.
وليس العراق ولا  دول علمنا الثالث من تلك الأمم . حتما
نجلى ذلك في تسلسل جامعاتنا العربية والاسلامية  بين جامعات العالم
التمدن.
 لكن ما تلك الموجة  العارمة والهياج الذي يلف المتعلمين وأنَصافَهم  هذه الايام من الساعين  للحصول على شهادة الماجستير ؟
 وما تلك الرغبة  المحمومة التي عصفت بالعائلة العراقية  ليفكر الجميع  بالدراسات كبيرهم وصغيرهم . أرغبة في اللحاق بدول  التمدن  وعشقا للمعرفة   أم  سعارا محموما  خاليا من الروح  ليس من وراءه الا طمعا    في دنانير فوق المرتب وان كان هذا  هدفا  غير معيب  إن أضيف  لهمة الباحث في أثبات الذات والتزود المعرفي الذي ينهض بالذات وبالآخر و وبالمجتمع.
لقد حل هذا  الوباء,  فانتشر مرضاه في كل مكان باحثين عن الأرخص  والأسهل والأقل رصانة والأسرع  كوجبات الأكل السريعة
وان كان ذلك في نواحي البنجاب أو قرى حيدر آباد أو دكاكين الانترنت في الدراسة عن  بعد في  جامعات وهمية  بائسة استغات النهم الخرافي  للحصول على الماجستيرو بعضها  يؤسس لأساليب أكاديمية  مبتكرة مستوردة  خصيصا لبلدنا المهشم  كاختبار الطالب  داخل بيته  أو عدم اشتراط  كتابة بحث ( رسالة )

وبعد أن كانت تلك الشهادة الحلم عصية حتى على أصحاب الهمم العالية  أضحت تثير لعاب كل من يحمل  البكالوريوس لا لشيء الا لردم تلك الهوة بين  امتيازات  حملتها في وزارة التعليم العالي   ومنتسبي الوزارات الأخرى لاسيما وزارة التربية وتتيح له  الانضمام إلى نادي المترفين من أصحاب الرواتب العالية
  او التفاخر بها في مواسم الانتخابات الكثيرة على  أوجه البنايات وأعمدة الكهرباء للحصول على أصوات بعض أعمامه وأخواله .
دون أن تتنبه الدولة إلى خطورة ما يحصل وذلك الهدر العجيب  للإمكانات المادية والبشرية
 للاستشفاء من هذا الأنفلونزا اقترح:-
باختبار بسيط يلجا إليه القائمون
فلو قللنا من تلك الهوة بين رواتب وزارة التربية ووزارة التعليم العالي  لثبت لكل ذي لبّ إن تلك الموجة  من الأنفلونزا قد انتهت
 ليتفرغ الآباء لأبنائهم  وتربيتهم  فنحن بحاجة الآن  قبل أي وقت مضى لجمع شمل العائلة التي لم تجتمع منذ أن بدأ الطاغية باكورة  مغامراته الخاسرة مع الجارة إيران وأن تدقق كثيرا في أسماء الجامعات والكليات التي يقصدها الطالب والتأكد من مخرجاتها المعرفية  وإجراء اختبارات أخرى للطالب الحامل لتلك الشهادة من  أي مكان  تراعى  فيها الرصانة التي كانت سائدة في البحث العلمي العراقي .
 وتشجيع البحث العلمي المتخصص ألذي ينهض بالعراق من أنقاضه
 وإجراء بحوث  نفسية واجتماعية ودراسة الآثار المستقبلية المتمثلة بوجود الآلاف من حملة شهادات غير حقيقية   و مزاحمة  أصحاب  تلك الشهادات للكفاءات  الحقيقية التي يفخر بها كل  شعب من الشعوب  أوان تستغل من البعض للوصول إلى مكانة اجتماعية أو مركز في قيادة المجتمع  مطموع به .
لكنّي على يقين أن بلدا يُبنَى بارتجالية منقطعة النظير كما يبين لكل ذي عينين لا يمكن له أن يضع  أبناءه  أماكنهم الصحيحة
فالتفكير الاستراتيجي البعيد من اختصاص أصحاب المواهب العالية  الذين هم خارج دائرة الأضواء كما هو شانهم على مر العصور  في بلداننا المتأخرة وهو ليس من أولويات من يمسك بزمام الأمور الآن

والله من وراء القصد

 

                                     
 

Share |