قناة الشرقية تقوض الحكومة وتخترق المرجعية -امير الكلابي - النجف الاشرف

Mon, 30 Jul 2012 الساعة : 13:30

تحضى المرجعية الدينية لدى المسلمين عامة واتباع اهل البيت خاصة باحترام وثقة متبادلة لاسيما والمهام الجسام المناطة بها في توعية وارشاد المسلمين ورعاية الفقراء والمحتاجين والحفاظ على معتقداتهم الدينية و لكونها الدرع الحصين في افشال مخططات المغرضين التي تحاك خلف الكواليس لزرع التفرقة والنيل من وحدة العراقيين .
لكن المهام الجسام الملقاة على عاتقها وبساطة ابناء المجتمع العراقي قد فسح المجال امام بعض القنوات للتصيد في الماء العكر مستغلة الفقراء والبسطاء بغية خلق صورة ضبابية تجاه المرجعية والحكومة العراقية .

تطل علينا قناة الشرقية في كل عام ببرنامجها الخيري (فطوركم علينة) وفي احدى حلقاتها لهذا الشهر الفضيل قامت القناة المذكورة بزيارة منطقة الحولي في محافظة النجف الاشرف لتوزيع المياه الصالحة للشرب ومساعدة الفقراء والمحتاجين وهو شيء يبعث الفخر والاعتزاز اذا طابت النوايا ومبادرة كريمة تصب في رصيد القناة المذكورة . اما اذا كانت المقاصد والنوايا لها ابعاد ومدلولات اخرى كان تكون سياسية او تنفيذا لاجندات اقليمية هدفها تقويض الحكومة والنيل من سمعة المرجعية الدينية واتهامها بالتقصير وجب علينا الوقوف امام هكذا محاولات وشرح وتبيين النوايا الواقعة خلف هذه المبادرات .
ما يثير التساؤل والاستغراب خلال هذه الحلقة قيام احد المواطنين بنعت سعد البزاز مدير القناة المذكورة بانه الامام علي (ع) في هذا العصر وشتان مابين نهج الامام علي عليه وعلى اله افضل السلام والبزاز ، فهل كان الامام سلام الله عليه يستغل الضعفاء والمساكين ويستعرض دموعهم امام الناس ليشيد بدوره في مساعدة الفقراء والمحتاجين ؟ الم يقم البزاز بالمتاجرة بكرامة المواطنين وعرض دموع العراقيين امام الفضائيات لتحقيق مكاسب خفية ؟ وهل يمكن مقارنة البزاز بالامام الجليل هذا الامام الذي كان اذا انفق لاتعلم شماله ما تنفق يمينه فهل من وجه تشابه او مقارنه ؟
وهل هذه الاموال التي تنفق على الفقراء والمحتاجين من قبل القناة معلومة الجهة والمصدر ؟ اسئلة معلومة الاجابة لتبيين الاهداف القابعة وراء هذه البرامج الخيرية .
قد يطرح القارئ الكريم سؤالا مفاده : انكم لا تقومون بمساعدة الفقراء والمساكين وتمنعون عون الاخرين انطلاقا من المثل العراقي القائل: ( لا انطيك ولا اخلي رحمة الله تنزل عليك ) وهو سؤال مشروع فالكثيرين يعلمون ما تقوم به المرجعية من تقديم العون والمساعدة للفقراء والمحتاجين عن طريق تخصيص رواتب شهرية لهم والفرق بينها وبينهم انها لاتعرض ما تقوم به على شاشات التلفزة ولو انها عرضت اعمالها ونشاطاتها لاصاب الناس الذهول وان كنا نريد المزيد والمزيد منها عن طريق تشكيل لجان من الخيرين ورجال الدين تعنى بالفقراء والمساكين ومتابعة احوالهم والوقوف على احتياجاتهم وتهيئة سبل العيش الكريم لهم ولعوائلهم فهذا الشعب الصابر المظلوم عانى ما عانى وما زال يعاني اثر الانظمة القمعية الحاكمة والسياسات الدكتاتورية الظالمة والحروب الدموية التي مرت عليه التي خلفت ملايين الارامل والايتام والمساكين كما نتطلع من الحكومة الكريمة بدعم المؤسسات الخيرية وتحقيق التكافل الاجتماعي للفقراء تطبيقا لمنهج الامام علي ع في محاربة الفقر والفساد وصون كرامة العباد . قال علي (ع ) لو كان الفقر رجلا لقتلته . لقطع الطريق على الجهات المتصيدة في الماء العكر والمدعومة من جهات خارجية جل هدفها تقويض الحكومة وهدم الثقة بين المواطن والمرجعية .

امير الكلابي

كاتب و اكاديمي عراقي
 

 

Share |