حق الرد... من لا يتق الشتم يشتم يا سنبه-صلاح بصيص

Sun, 29 Jul 2012 الساعة : 15:50

ملاحظة: هذا المقال هو عدة مواضيع في موضوع واحد تماشيا مع ما نشره احد الاساتذة منتقدا مقالا كنت قد نشرته في جريدة النهار قبل اسبوع تقريبا.
اولا: ثمة فارق بين ان تمتدح شخصا وبين ان تدافع عنه، المديح واجب لمن قام بفعل يستوجب من الاخرين مدحه، وهو خلاف الحمد الذي يكون مقتصرا على الخالق وحده لا ينافسه في ذلك احد، اما الدفاع فيتوقف على منجز متحقق او صفة يريد الاخر سلبها من المدافع عنه، كأن يوصف بالجبان وهو شجاع او بالبخل وهو كريم، فإن الدفاع حينذاك لا يعد مديحا لمجرد المدح، ولا يسلب اثبات فعل اخر الدفاع عن صفة الشجاعة وتكريسها، فكونه -اي المدافع عنه- قام بممارسة الغناء مثلا، لا يعني انها اثبات لعدم شجاعته او مصادرة لها، وعلى ذلك نقس بقية الصفات.
ثانيا: عليا (ع) منع اخيه عقيل بن ابي طالب، شديد الحاجة كفيف العين ما يسد الرمق، وقال له ان هناك من هم احق منك بالعطاء، الحادثة مشهورة ومستفيضة، عقيل المسلم المحتاج، كيف يحق لعليا منعه فقط لانه اخاه؟ وهناك قضايا مشابهة اذا ما قلنا بان عليا اماما معصوما واجب الطاعة ونحن غير قادرون على هكذا قياس، رغم ان النبي، وهو اعلى مرتبة من علي ومن غيره يؤكد القران على انه بشر، قل انما انا بشر مثلكم، وقد قيل في محله بان تعريف العصمة: ترك الشيء وانت قادر على فعله، ومخافة الله وحده هو الصارف لفعل المعصية... والا فبامكانه ممارسة المعصية وقد كرم عن غيره لانه اكتسب العصمة ولم تنزل عليه قرانا حكيما، دون كدا او تعب، لذا وجب علينا التنزل، جدلا، لما هم اقل مرتبة من امير المؤمنين وقائد الغر المحجلين، كعبد الكريم قاسم الذي حرم اخته من حقها في الحصول على بيت، والمقولة المشهورة لقاسم (عندما يحصل كل عراقي على بيت سيكون لك بيت)، فضلا عن حوادث كثيرة مشابهة لا يسع المجال لذكرها تقر بان هذا الفعل وارد ولا يقتصر على البعض دون البعض الاخر، ولم يكن استثناء...
ثالثا: القريب المحب ينظر الى مثل هكذا حوادث بايجابية واحترام، بخلاف نقيضه الذي ينظر على انها مصادرة لصاحب حق من حقه، فالاخير ينطبق عليه ما تقدم، اي ممن يسلب صفة الشجاعة لانه مارس فعل الغناء... فإن قلت ذلك لما دون عليا، وهم كثر هل يعد مدحا استحق عليه الذم؟ ام هو دفاعا يستحق الشكر خصوصا بعد ان يتطاول احدهم ليسلب هذا الفعل ويسفهه؟.
رابعا: احترم جدا من انتقدني، رغم انه كان كارها بعيدا، طالما ظل صراعا فكريا بعيدا عن القدح والاسفاف، لكني كنت بمثابة من قال (زيد قائم) وسمع احدهم ما قلته دون النظر الى زيد هل هو قائم بالفعل ام لا، هذه القضية ان طابقت الواقع بالنسبة للسامع فهو الحق وإلا فهو باطل، ولا يحق له اطلاق التهمة جزافا دون التأكد، اي انه لا يستطيع ان ينكر قيام زيد حال سماعه ما ذكرت...
خامسا: اما محاولة التظليل والالتفاف حول مواضيع اراد المنتقد فيها فتح النار من جهات عديدة ليشغل الفكر ويشوه الحدث، فاقول المشتغلون بالصحافة، صحفيون لا تحسبه نعتا، بل تأكيدا للعمل الصحفي وهي ليست مثلبة وان كان اراد لها المنتقد ان تكون، فضلا عن ان من يحدد الصحفي نتاجه ومؤسسته التي ينتمي لها، مع العلم ان الصحفي هو صانع الخبر وليس صاحب الرأي، كالمحرر وسكرتير التحرير ومدير التحرير ورئيس التحرير، فضلا عن المصمم والمصور، المنتقد يعتقد ان المشتغل بالصحافة ليس صحفيا بعكس صاحب الرأي، وهي هفوة ربما مرت دون ان يدرك، ثم ان الاهم من ذلك سيدي فلقد درجت العادة اخيرا بان ينصب بعض الناس انفسهم ارباب الصحافة يؤتون الملك ويمنعونه عمن يشاؤون، فهل لك باخباري عن عملك الصحفي والمؤسسة التي تعمل فيها، وانت مقدر ومحترم في جميع الاحوال.
يا سيدي واستاذي العزيز، وصفت الناس بانهم مشتغلون بالصحافة، وتنعتهم بقولك، قرأت لهم الغريب العجيب وتحرمهم من حقوقهم، وتسفه اراءهم، وتشكل عليهم دون وجه حق، وتصفهم بانهم اميون لا يعرفون قواعد اللغة ولا الكتابة... فماذا تنتظر ان تسمع؟ ...من لا يتق الشتم يشتم يا صديقي، مع احترامي وتقديري واعتزازي بك، مهما تكن حتى وان لم تعمل بصحيفة ما يوما، ولا تعرف طريقة كتابة الخبر...
وعن ملاحظاتك الكثيرة، فهي قيد الدراسة لانها ملاحظات قيمة ومهمة وتأكد انها اخذت بعين الاعتبار والاهمية...
[email protected]

Share |