عمليّة استيلاء الأكراد في الشمال السوري على المدن موجّهة ضدّ من ؟ - سعيد سليمان سنا
Sun, 29 Jul 2012 الساعة : 14:42

في آخر تصريح له بعد إسقاط الطائرة الحربية التركية من قبل المضادّات الأرضية السورية عقب انتهاكها للمياه الإقليمية السورية قال اردوغان : إنّ تركيا حملت إلى دول المنطقة رسالة :
" تضامن و حب "
وليس لها أي مطامع مشدّدا على أن بلاده لن تتدخّل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة .
تصوّروا رسالة " تضامن " مع من ؟ .
كذبة " اردوغانية " من العيار الثقيل ! .
فاكثر الشخصيات كذبا في العالم هم اولئك الذين يتبرقعون بعباءة الدين الاسلامي زورا ويتحدثون عن نصرة الشعوب ومساعدتها .
واوردغان تحدّث أيضا عن " الحب " وعلى طريقة ومن الحب ماقتل .
تخيلوا : " الكذب الاردغوني" .
الطائرة التركية وحتى لايلتبس الأمر على القارئ , و " لا تقل ما أنا بقارئ " .
كانت بـ " مهمة إنسانية " .
كانت تحمل أغصان الزيتون من دول حلف " ناتو " لكن ويا للعار :
" سوريا " أسقطتها كون دمشق تجهل أن أغصان الزيتون هذه الأيام تحملها
" طائرات F 6 وF 16 " والأباجي والبوارج الحربية من خلال إطلاق صواريخ كروز وتوماهوك .
أما المسلّحين الذين يتسلّلون عبر الحدود التركية السورية وغيرها من حدود دول الجوار السوري التي تدين بالولاء لسياسة واشنطن للقيام بأعمال التخريب والتدمير فانّ لهم مهاما أخرى أيضا في مقدمتها نقل
" أغصان الزيتون " ونشرها في سورية من خلال فوهات القواذف والمفخّخات والرشّاشات والأسلحة المدمّرة الأخرى والمتفجّرات التي يجري تهريبها عبر حدود البلدين وبإشراف تام من قبل حكومة اردوغان والحكومات المؤيدة لسياسة الولايات المتحدة وإسرائيل والتي تتدخل في شؤون الدول الأخرى إلى داخل الأراضي السورية للقيام بأعمال إرهابية ضد المواطنين العزل .
وُصف إسقاط سوريا المقاتلة التركية " F 4 " بأنه : " لعب بالنار " .
ولن نذهب إلى حد القول إن دمشق مارست عملية " ثأرية " من تركيا لدعمها المجموعات المسلّحة في سوريا بشتى الوسائل ، لكن هذا لا يعفي من التساؤل عمّا كانت تفعله الطائرة التركية في الأجواء السورية . والمسؤولية في النهاية تقع على عاتق الحكومة التركية التي ، وفي ظل منسوب التوتر العالي مع سوريا ، كان يفترض بها أن تمارس أعلى درجات الاحتياط لعدم حصول احتكاك مع دمشق ، وعدم الوقوع في هذا الخطأ الذي قد يكلفها كثيرا .
بحادثة الطائرة التي يمكن أن تتسبّب بحروب إقليمية وعالمية ؟ .
بان كي مون ، دعا إلى التعقل ، في معالجة ذيول إسقاط الطائرة السورية .
وصف غول الحادثة بأنها تنم عن " نية سيئة" وذلك لأن سوريا لم توجه إنذارا في البداية .
بيان رئاسة الأركان التركية ، في قضية سقوط الطائرة التركية من جانب سوريا ، من أن الطائرة قد تكون سقطت جراء خلل تقني ولم تسقط من جانب سوريا .
ومن سخرية القدر أنّ :
صحيفة " زمان " التركية لمّحت إلى وجود احتمال ، ولو ضعيفاً ، أنّ لإسرائيل علاقة بسقوط الطائرة. وذكرت أن بيان رئاسة الأركان يعطي احتمالا قويا إلى أن الطائرة قد لا تكون أسقطت بصاروخ أو قذيفة مدفعية ، بل ربما تكون تعرّضت لخلل تقني أدى إلى انخفاضها بسرعة ومن ثمّ سقوطها .
وأضافت أن احتمالا ولو ضعيفا يمكن أن يكون وراء تحطمها ، وهو حدوث خلل في النظام الالكتروني للطائرة ، وهي من النوع الذي قامت إسرائيل بتحديث نظامه .
اعتبر أردوغان أن :
" الرئيس السوري ( بشار الأسد ) لا يشعر بالحاجة ليتحدّث عن الطائرة التركية التي أسقطت .
ذلك أن " كمال كيليتشدار اوغلو " يتحدث كفاية بدلا منه .
إنهما يتبادلان التمريرات بصورة ممتازة وفي اللحظة الحاسمة .
وأضاف :
" أقول لكل الذين يحملون على تركيا في الداخل ، وفي العالم ، إن الطائرة سقطت على بعد 13 ميلا
من سوريا ، وفي الأجواء الدوليّة ، ومن دون أي إنذار وهو عمل عدائي بالكامل " .
وردّ عليه " كيليتشدار اوغلو " بالقول إن أردوغان : " يلعب منعزلا في المنطقة " .
" أردوغان يتّهمنا بأننا نتبع سياسات غير وطنية .
ونقول له انه هو الذي يقوم بدور الواجهة والأداة لسياسات القوى المهيمنة .
ولو كان شجاعا لقام بما دعوناه إليه ، الطلب من روسيا وبريطانيا وأميركا تقديم ما يملكونه من معلومات عن إسقاط الطائرة.
ولو فعل هو أو وزير خارجيته ذلك لقلنا إنهم يتبعون سياسات وطنية " .
لقد كان من الطبيعي ، وفق المثل الشائع " كثرة الدق تفك اللحام " .
أن تصل العلاقات التركية - السورية إلى مثل هذه الحادثة ، وربما أخطر من ذلك .
وعسى أن تعتبر تركيا أن هذا الكم الهائل من الضغوطات على النظام في سوريا .
وهذا الكم الهائل من التدخل في الشؤون الداخلية لبلد آخر والسعي غير المسبوق والمستهجن لتغيير النظام في دمشق ( وفي بغداد ولما لا في لبنان أيضا ) ، غير مقبول .
وفي وقت لم يمر يوم من دون أن يطلق المسؤولون الأتراك أبشع الصفات والنعوت على الأسد ونظامه كان المسؤولون السوريون يتجنبون الرد بالمستوى والنبرة نفسيهما .
بعد هذا كله يحق لنا التساؤل : من يلعب بالنار ، سوريا أم تركيا ؟ .
لا مكان لتوافق بين تركيا وإيران في المسألة السورية ، واستطرادا العراقية أيضا ،
في الميدان الأخير التراشق اتخذ منحى طائفياً .
المسألة السورية مفصلية بالنسبة لتركيا كما بالنسبة لإيران.
الأولى تعتبر سقوط النظام السوري انتصارا لها ، بينما ترى الثانية في هذا الاحتمال نكسة وهزيمة لطموحاتها ، كما لاستقرار نظامها السياسي .
أنقرة تجاهر في انتقاد النظام السوري وتفتح حدودها لعشرات الآلاف من اللاجئين السوريين وتوفر لا شك ميدانا خلفيا للمعارضة السورية و " جيشها الحر " .
طهران تجاهر في دعم النظام السوري وتدفع حكومة المالكي في العراق للسير على هذا المنوال ،
بينما لا يخفي حزب الله الموالي لإيران دعمه لـ : " نظام المقاومة والممانعة " في سوريا ،
تملك طهران ودمشق أوراق ضغط على حكومة أردوغان من خلال المسألة الكردية .
فنشاط حزب العمال الكردستاني ، لاسيما عملياته العسكرية الأخيرة داخل الأراضي التركية ،
يُعتبر رسالة واضحة على قدرة الحلف ( السوري – الإيراني ) على اللعب داخل الملعب التركي .
تركيا لا تخطط لمجابهة حاسمة لحصد ثمار الحراك العربي ، لأن العالم لن يسمح لها بذلك .
أنقرة أدركت ذلك ، فلم تبادر إلى الإقدام أكثر في الملف السوري دون قرار أممي ،
ودون موقف موحد وواضح من الحلفاء الأطلسيين .
لكن تركيا تراقب وتستعد وتعمل بجد ، وربما بحد أدنى من الضجيج ، حال حسم الأمور في سوريا .
وللتذكير :
سورية التي يتكالب عليها الآن خونة الأمة العربية والإسلامية تنفيذا للمشاريع الأمريكية الإسرائيلية في المنطقة وفي مقدمتهم قطر والسعودية خاصة وأن الأخيرة سبق وان منحت بارزاني الابن أو :
" رئيس منطقة كردستان العراق " قلادة أثناء زيارته لها كان البعض يعتقد أن هذا الوسام منحته العائلة السعودية إلى مسعود بدون مقابل .
وهاهو الوقت الذي جاء ليقدم فيه خدماته من خلال زج " بيشمركته " في المعارك ضد سورية عبر الحدود العراقية وفق ما تناقلته بعض وسائل الإعلام .
ولم تأت تحذيرات المالكي رئيس الحكومة إلى بارزاني اعتباطا عندما دعاه إلى عدم التورّط في سورية وان يقف على الحياد وان يترك للسوريين أن يتدبروا أمرهم بأنفسهم .
وقبل أن تتناقل وسائل الإعلام مشاركة " البيشمركة " في معارك ضد العشائر العربية في سورية كان بارزاني الابن قد نظم اجتماعا ضم جماعات كردية سورية حثها على حمل السلاح ضد الدولة والحكومة السورية " جزاء لدمشق " التي استقبلت قيادات كردية موجودة الآن في السلطة التي أعقبت غزو العراق واحتلاله ومنحتهم حتى جوازاتها في أيام المحنة مثلما استقبلت عراقيين آخرين دون أن تدقق في قومياتهم أو توجهاتهم السياسية أو دياناتهم أو مذاهبهم مثلما كانت تفعل بعض الأنظمة العربية .
هكذا كانت دمشق تتعامل مع العراقيين ولا تزال .
عدم الوفاء والخيانة خصلة تميّز بعض رجالات العرب و قادة الكرد الذين خانوا حتى أبناء قوميتهم في قنديل من الذين يحملون السلاح ضد تركيا منذ عقود من السنين مثلما خانوا العراق مرات عديدة واخذوا يتوددون إلى تركيا الآن من خلال تقديم الخدمات لها وتوفير النفط ومشتقاته المسروقة من حقول عراقية موجودة في المنطقة الشمالية إلى أنقرة .
بارزاني الذي اعتاد أن يكون خادما مطيعا لتنفيذ المشاريع الأمريكية في المنطقة وتقديم الخدمات لـ :
" الموساد " أراد بزج البيشمركة في الأزمة بسورية أن يدلل و يؤكد ولاءه من جديد لأعداء الأمة العربية عبر هذا النهج الذي سيلحق الضرر بكل العراق ولا يقتصر على الكرد وحدهم .
فهل عملية استيلاء الأكراد في الشمال السوري على المدن موجّهة ضد النظام السوري أم تركيا ؟
الأرجح أن رفع الأعلام الكردية على بعض مدن الشمال ، لا يستهدف النظام السوري وحده ، وربما يجد الأكراد في أعلامهم التي رفعوها على بعض المقرات الحكومية رسالة موجّهة إلى المقلب التركي من الحدود أكثر مما يتوجه إلى دمشق .
فكوباني والقامشلي وعفرين والمالكية ـ ديريك وغيرها من المدن ، التي تقيم فيها اكثريات كردية ، تعد منذ عام تقريبا ، مدنا " ساقطة عسكريا " بيد حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي منذ عام .
بعد أن قام حزب الاتحاد الديمقراطي " ذي الصلة بحزب العمال الكردستاني الذي يخوض منذ 28 عاما
صراعا انفصاليا في تركيا أودى بحياة أكثر من 40000 " .
القوّة الرئيسة في المنطقة ، بإدارتها عبر مجلس شعبي وطني لغربي كردستان ، ومئات لجان الحماية الشعبية وبنية تمثل نواة إدارة ذاتية حقيقية .
وقام الأكراد بإبعاد الوحدات الأمنية السورية ، من دون قتال يذكر ، فيما استمرت الإدارات السورية الرسمية تعمل كالعادة في المنطقة .
ولم تعترض العملية الكردية مقاومة كبيرة من النظام السوري ، الذي يفضّل تحييد الأكراد على توسيع جبهات القتال .
كما أن الأكراد عملوا منذ عام على حماية ريف حلب الشمالي الشرقي من أي اختراق
" للجيش الحر " عبر إقفال الطريق الرئيسي إليها في عفرين ، والتي يسيطر عليها كليا .
قال قطب كردي سوري معارض ، في باريس ، إن حزب الاتحاد الديمقراطي ، الذي رفع إعلامه فوق كوباني ، يستبق في الواقع خطة تركية جديدة لاختراق كردستان الغربية في الشمال السوري ، وإقامة منطقة آمنة فيها بعد أن خلت كليا من القوات السورية ، ودفع اللاجئين السوريين نحوها .
ويضيف إنّ رئيس المجلس الوطني السوري " عبد الباسط سيدا " التقى وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو ، واطلع منه على الخطة التركية .
والذي قال : أن المجلس الوطني السوري أعطى أوامر بعدم رفع أية أعلام بخلاف أعلام استقلال سوريا ،
وأضاف إن الأكراد الواصل عددهم إلى1 000 000 من أصل 21 000 000
جزء من النسيج الوطني السوري .
ويقول مسؤول كردي بارز إن الجيش السوري لا يحشد قوّات كبيرة في المنطقة ، التي أخلى معظم مدنها ، للتفرغ للقتال على جبهات أخرى .
ويبقي الجيش السوري على قوات مهمّة في الحسكة ، ووحدة أمنية تتمركز في مطار القامشلي لمنع هبوط طائرات أو إمدادات في أي عملية تستهدف إقامة منطقة آمنة ، على مقربة من الحدود مع تركيا .
كما ينشر الجيش السوري وحدات كبيرة لحماية حقول النفط الأساسية في " رميلان " و" جبسة " .
وما تبقى لا يعد سوى مخافر معزولة لا يمكن الدفاع عنها .
وتجري مفاوضات مع القوة المتمركزة في مطار القامشلي ، لإخراجها من دون قتال .
وتُعقد المفاوضات .
ويقوم الأكراد بالتفاوض في كل قرية أو بلدة أو مدينة مع الوحدات النظامية القليلة ، لإقناعها بالانسحاب من دون إراقة دماء .
ويقول قطب سوري معارض إن " : الاتحاد الديمقراطي " لا يسعى إلى عمل انفصالي في المنطقة لكنه يقوم بتعزيز حضور المعارضة السورية ، سواء في مواجهة تركيا ، التي تراهن على الجيش الحر والأخوان المسلمين لاختراق المنطقة .
ويشكل الديمقراطي أحد أعمدة هيئة التنسيق الوطنية المعارضة " .
وقام الأكراد بالسيطرة على بعض المعابر الحدودية باتجاه العراق .
ودخلت قوة كردية معبر تل كوجك ـ ربيعة ، فيما لجأت الوحدة المكلفة حمايته إلى عشيرة شمر العربية التي تنتشر على طرفي الحدود العراقية ـ السورية .
واقفل الأتراك من جهتهم معبر القامشلي ـ نصيبين ، فيما سيطر " الاتحاد الديمقراطي" على المعابر الأخرى في درباسية ورأس العين وتل أبيض .
ولاحظ المعارض السوري تضافر مجموعة من الخطوات التركية دفعت بالأكراد إلى تطويق أي احتمال بتدخل تركي في المنطقة التي يسيطرون عليها .
ورأى أن الأتراك مهّدوا لإغلاق المعابر الحدودية ، 18 / 7 / 2012 ، بنشر ألوية جديدة على الجانب الآخر من الحدود ومنصات صواريخ للدفاع الجوي ، وأرسلوا / 9000 / عنصر من الدرك لحفظ النظام ،
في منطقة تتطلب وجودا قتاليا أكثر منه أمنيا .
وترافق الانتشار التركي مع مواجهة في مخيم " كيلّس " للاجئين السوريين في تركيا ،
حيث قتل احدهم ، لحثهم على العودة من حيث آتوا .
ولتحقيق المنطقة الآمنة تركيا ، ينتظر الأكراد السوريون أن يقوم الأتراك بدفع اللاجئين من مخيماتهم في لواء الأسكندرون نحو الخاصرات الرخوة المسيحية والعربية والتركمانية ، على تخوم التجمعات السكانية الكردية الكبرى في الشمال .
وفي منطقة كوباني ، التي ينتشر فيها / 400000 / كردي ، تقوم جيوب عربية لا وجود عسكريا فيها لحزب الاتحاد الديمقراطي ، ويخشى الأكراد استخدامها لإقامة منطقة آمنة ، حيث أنها لم تشهد أي مواجهات ولم تتضرر البنى التحتية فيها ، وتصلح لتجميع قوات مسلحة تستخدمها لجذب المزيد من منشقي الجيش السوري وتتحول إلى قاعدة انطلاق لعمليات عسكرية بحماية منطقة الحظر الجوي التي يشرف عليها الجيش التركي .
وكانت منطقة القبور البيض ( تربة سبي ) قد شهدت اشتباكات بين الجيش السوري ومجموعات مسلحة تنتمي إلى وحدات من الأخوان المسلمين السوريين ، لكن الأكراد قاموا بتطويق المنطقة منعا لانتقال القتال إلى مناطق أخرى .
ويعتقد الأكراد أن الأتراك في سعيهم إلى إقامة منطقة آمنة في قلب كردستان الغربية يعملون على تقطيعها ، ومنع الأكراد من إقامة مؤسساتهم ، خصوصا أن حزب الاتحاد الديمقراطي ، وهو القوة الرئيسة المسلحة ، يُعَد الجناح السوري لحزب العمال الكردستاني ، وان / 5000 / سوري من مقاتليه سقطوا في العمليات التي يشنها : " الكردستاني " ضد القوات التركية منذ الثمانينيات ، انطلاقا من سوريا أو العراق .
ورأى الأكراد انه كان لا بد من التحرك لتأمين مناطق انتشارهم خشية وقوعهم بين فكي كماشة :
القوات التركية في الشمال وخطة إجلاء اللاجئين ، والعشائر العربية في الشرق والجنوب .
وتوالي شمّر بشكل واسع الأكراد في الشمال ، فيما تقف العقيدات ، اكبر عشائر المنطقة ، إلى جانب
" الجيش السوري الحر " في دير الزور وحول حلب .
ونجح الأخوان المسلمون بتجنيد عدد كبير من عشيرة الشرابيّة في صفوفهم .
وللمرة الأولى منذ عام ، وعلى ضوء المستجد التركي ، استجاب الاتحاد الديمقراطي لطلب :
" رئيس " إقليم كردستان العراق مسعود البرزاني إعادة تنظيم المنطقة التي يسيطر عليها وتقاسم الإدارة التي أقامها مع الأحزاب الكردية الأخرى .
وينطلق " الديمقراطي " من أنه من دون توحيد الأحزاب الكردية سيكون من الصعب عليه وحده التصدي لخطة تركيا زرع منطقة عازلة في قلب مناطقه .
وبتاريخ 6 / 7 / 2012 رعى البرزاني في أربيل اجتماعا للأحزاب الكردية السورية أجمعها .
وحضر رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي صالح مسلم محمد ورئيس المجلس الشعبي لكردستان الغربية عبد السلام احمد وزعماء 16 حزبا كرديا تكتلوا في المجلس الوطني الكردي .
ونص اتفاق من سبع نقاط، رعاه البرزاني ، على تقاسم الإدارة الكردية في سوريا مناصفة ، بين حزب الاتحاد الديمقراطي وبقية أحزاب المجلس الوطني الكردي .
كما نص الاتفاق على وقف الحملات الإعلامية وإلغاء المظاهر المسلحة ، ولجنة أمنية لحل الإشكالات .
ولكن إعادة إجراء انتخابات الإدارة والمجالس في الشمال السوري ، كما نص الاتفاق ، دونه الانقسامات بين أحزاب المجلس الوطني الكردي ، التي لم تتفق على تسمية ممثليها في هيئة تشرف على تنفيذ الاتفاق .
ويجهد البرزاني لتوحيد أكراد الشمال السوري ، في إستراتيجية تهدف إلى إخراج كردستان العراق من عزلتها وحصارها ، بين العراق العربي وتركيا .
ومن الواضح أن أي كيان كردي سيكون محدود السيادة سياسيا ، وغير قابل للحياة اقتصاديا إذا ما اضطر للارتهان للبوابة التركية والعراقية تجاريا .
ويقول معارض سوري كردي بارز إن كردستان الغربية في شمال سوريا تمثل امتداد حيويا لكردستان العراق ، لقربها من الواجهة الساحلية السورية ، المرشّحة لتشكيل بوابة تصدير النفط الكردي وتنشيط التجارة الخارجية من دون المرور بتركيا .