شبح الطائفية في سوريا ينذر بعودة ال امية من جديد ..؟-حيدر يعقوب الطائي- الناصرية

Sun, 29 Jul 2012 الساعة : 14:39

لم اكتب بنفس طائفي يوما، لاني اعتقد ان الناس احرارا في انتماءاتهم وبما يؤمنون، فلا اكراه في ذلك ولا جبر، حتى في سنوات المحنة والالم التي عاشها العراق ابان الحرب الطائفية المريرة، كنت على يقين بان الدافع من تأجيج هذه الفتنة مصالح واهداف معينة مستوردة لن تأكل من جرف الاخوة والتعايش السلمي المشترك والمتجذر في اصول العوائل... لم يحركني اهل العلم كثيرا بعد ان ساقت كل طائفة منهم ادلتها في اثبات الاحقية وتمسكت بها، بقدر ما خلفه علماء الفتنة من اثر في نفسي بعد انطلاق الثورة السورية وتحشيدهم ضد هدم مراقد اهل البيت في سوريا، عندها امتزجت لدي الافعال الشنيعة ضد هؤلاء الابرار، واستفحل التاريخ في ذهني لحظة شتم علي من على منابرهم انذاك، ولحظة سلب عيال النبي وقتلوا وشروا دون ذنب اقترفوه، الا لكونهم اهل بيت النبوة ومعدن الرسالة، شعرت بذلك الحقد الدفين وشعرت بان ال امية ما زالوا احياء، لم تفنى سوى اجسادهم، انتقلت عقولهم وارواحهم الى اجساد علماء الجهل والتخلف الذين يمارسون ذات الفعل وبنفس الطريقة، لم ينتظروا كثيرا حتى يصبوا جام فتنهم وجهلهم على الابرياء من الشيعة ممن يسكنون الشام وضواحيها...فطفقوا غير مراعين لحرمة امام او نبي يستذكرون عصر اجدادهم، راقصون على جثث الضحايا غير مبالين بكأس يشربون الدماء ام بجمجمة، يبحثون من بين بقايا الفرص مساحة للانقضاض على فريستهم، ولعمري اية فريسة ارادوا، بنت الرسالة وبنت علي وفاطمة، زينب الحوراء منتهكين حرمة مرقدها الشريف، فما زال صدى صوتها يدوي في اذانهم يوم اهانة سيدهم الذي يعبدون في عقر داره.
لست ضد الثورة ولا الربيع العربي، فالشعب لا بد ان يقول كلمته وينتصر ويدوس باحذيته كل حاكم جبار ظالم، لكني ضد الربيع العربي الذي يسلط اسلام ال امية على الناس كما في مصر واليمن وسوريا التي تسير نحوهما، لانهم يحملون فكرا تشمئز منه النفوس، ليس ضد الشيعة فحسب بل على الاسلام بصورة عامة، الاسلام الذي يمنع نزول المرأة الى البحر لانها انثى والبحر ذكر وسيتوغل الذكر لما بين فخذيها، اسلام يحرم مجالسة البنت لابيها في مكان واحد الا بعد حضور ما يمنع من تدفق شهوة الاب صوب ابنته، اسلام يمنع الجمع بين الطماطم والخيار لاختلاف جنسيهما، هذا نتاج اغلب الثورات العربية لحد الان، اما العقل والعلم فلا مكان لهيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر لهما، ولا حتى هيئة الارشاد والوعظ التي تحشد شياطين يفجرون انفسهم بين الابرياء قبل اذان الظهر ليلتحقوا بغداء الرسول في الجنة...
ما يسمى بالجيش الحر في سوريا وصمة عار على جبين الانسانية، وبحق الثورات العربية اذا ما اصر قادتها على تكريس قمع الحريات الدينية كي لا نخرج من قبضة ظالم لاخرى اشد جرما وقسوة، طالما هو سلفي يفرق بثورته بين المذاهب والاديان، فهي قبضة نار وحديد وعبودية، فتحت عنوان بشار الاسد يقتل جميع الشيعة، بشار لم يكن شيعيا والخلاف ليس كون الحاكم ينتمي لطائفة دون غيرها، الخلاف متجذر في اصل التاريخ، علي ومعاوية والحسين ويزيد، تشعر به في ثقافتهم المسمومة التي تبثها فضائياتهم واذاعاتهم المريضة، اجد نفسي برغم عدم اعترافي بتلك المسميات التي شقت وحدة الصف مدافعا عن مذهب تلتف ضده الدنيا باجمعها، وما زال يتنفس، قويا صامدا امام اعصار الظلم والعبودية.... لن اعتذر هذه المرة واقولها بفخر انا انتمي لعلي واهل بيته فهم حزب الله وعروته الوثقى التي لانفصام لها.

 

Share |