التزاور الإنساني--- التزاور الحيواني-إبراهيم الوائلي -ذي قار

Sun, 29 Jul 2012 الساعة : 14:38

  (التزاور الإنساني--- التزاور الحيواني) الألفة والمحبة عاملان أساسيان ومهمان لغرض إشاعة روح الوئام والتداخل الاجتماعي بين خلق الله-- في ذات الوقت يضفيان البهجة والحبور على الذات سواء الإنسانية والحيوانية—إن انكباب الحيوانات على أبناءها وأسدى كل مالديها لهم غذائيا ونفسيا علاوة على التضحية والفداء والقتال في سبيل ذلك يعد أمرا حيويا لبناء المنظومة الاجتماعية والسلوكية وطبعا هذا ينطبق على الكائن الإنساني بذات التوصيفات فترى إلام تتفادى وتتجاهد في صنع الطمأنينة لابناءها وجعلهم يحيون أفضل حيواتهم بل تبحو أكثر من ذلك في الدلال والتحبب وهي تتسابق مع نفسها في هذا  المسرب الحياتي—رأيت بأم عيني كيف تتعامل أسراب الطيور مع أفراخها ونظرائها في الجنس والفصيلة—أنها تتسابق في بناء أعشاشها وتسخر جل وقتها لجلب قوت أفراخها فهي في حركة دائمة وسبيل متجدد يثير الفطنة والملاحقة فسبحان الخالق وكيف أعطى كل نفس رشدها وهداها في هذه الدنيا فقد ترى الطيور وأسرابها وهي تجهد نفسها في بناء أعشاشها وجلب قوت أفراخها وكذلك الأسد حين يفتش عن مغاره والأرنب عند حفره الشق والخندق—إما الإنسان قائد جحفل الخلق الرباني فقد مهر في بناء القصور والمساكن وزينها وزوقها بزخارف وهياكل تناغي الطبيعة وتهرب من شرورها هذا جعل  الصنف البشري يتباهى في ذلك ومن خلاله دفعه فضوله إلى تشجيع أبناء جلدته على التزاور لغرض الوقوف على الإبداع والابتكار وتبني التداخل الاجتماعي والرغبة في بناء منظومة إنسانية متحابة متكاتفة تصرف عنها القذى والإحزان والتمتع بحياة رغيدة مطمئنة وتنسج حبائل التودد الانساني وتقيم علاقات مترابطة يكتنفها التداخل والشجن والمحبة والتزاور هو المدخل الرئيس في إقامة العلاقات الإنسانية والحيوانية المتعاظمة والزيارة تلك الخاصية التي تؤدي إلى استمرارية العلاقات وتطورها وقد أوصى رسولنا العظيم بضرورة تواصل الزيارات وتعاظمها لان لها مردود  علائقي ينمي التواصل ويغذي الرابط وخص الرسول زيارة المريض والرحم وأهمية ذلك---هذه مقدمة أردت الدخول إلى بواطن التزاور الحيواني الذي شاهدته بأمن عيني وأذهلني ذلك التزاور وأداءه من قبل الطيور وفرض عليه احترام هذه الزيارة ومدلولها الحيواني ومواصلتها بذات البعد الإنساني---احد أبناءنا مولع بتربية وتدجين الطيور وله شغف بطيور الكناري والبلابل والعنادب  فهو يبني لها ويعد الأقفاص ويجهد نفسه في إعداد طعامها ويخسر الكثير في هذا المجال—لدينا حديقة جميلة تنتشر فيها الاوراد والازهارعلاوة على الشجيرات والنخيل—اعتاد ولدنا تعليق قفص  البلابل على إحدى أشجار نخيل الزينة الأمريكي في الصباح الباكر—يطلق بلبنا السجين لنفسه العنان في شدو جميل يفتح الأفئدة ويزيل الكروب مما يدعونا الجلوس المبكر وأداء فريضة الصلاة بعد إن يطرق سمعنا أذان الفجر وادينا صلاتنا الباكرة نجلس ونستمع لذلك الشدو الجميل الذي يطلقه العندليب الحبيس في القفص المتدلي إن شدوه يفرض عليك إجلالا وإنصاتا له ولشدوه الشجي وتقاطيعه المموسقه عندها يفرض عليك الاستسلام كما فرضت عليه السجن والحبس---ان عندليبنا الملقى القبض عليه رغم القيود والأصفاد والحبس لم يستسلم ويقدم على الانتحار عكس البعض منا يلجا  إلى ذلك نتيجة الفشل والضياع---لم يستسلم ويهن من حالة التعسف فانه يقابل ذلك بعزف الحان تبهر القلوب وتدخل الانشراح---ناولا يعزف الحان تراجيدية ومن ثم يعود ليواصل نهج الحياة ويتعاط الفرح رغم مقبوضيته وحبسه—نعيش سويعات جميلة مع ذلك المشهد الدرامي اللحني الجميل---الغرابة في الأمر هو المشهد ألتزاوري الذي نشهده فما إن يبدأ بلبلنا بالشدو والغناء حتى تتقاطر العنادب والبلابل في تزاور غريب وتواجد مذهل وتشهد حديقتنا تظاهر معلن ومسانده وتزاور مذهل وكأنها تظاهرة لحقوق الحيوان ومنظمة حقوقه جاءت تصطف معه وترفض حبسه وتقفيصه وتطالب بإطلاق  سراحه وان تلك التظاهرة ليسودها العنف ولأتدخل البندقية ولا وجود للبلطجة—أنها تظاهرة من نوع خاص أفضل بكثير من التظاهر الإنساني وتزاوره الممل والغيبة والنفاق كما تعتري زيارات بني البشر وبعد إن وصلت التظاهرة إلى أهدافها ولاح الانفضاض والتفرق بسلامه وبدون الهراوات وخراطيم المياه والعيارات النارية—ذلك الموقف اجبر ولدي على إطلاق سراح عندليبنا الديمقراطي بدون ضجيج وتدافع شرطة---عندها أبرقت له منظمة الأمم المتحدة و منظمة حقوق الإنسان برقية أعلنت فيها انصياع ولدنا لتلك المنظمات بدون عصيان ومماطلة---بعد مدة وجيزة جاءت لولدي محسد  دعوة من منظمات حقوق الإنسان والأمم المتحدة لزيارة جزيرة الديمقراطية لمدة شهر على حساب تلك المنظمات تثمينا لموقفه الإنساني والحيواني ونخوته الشجاعة ودخل ولدنا موسوعة غينس للأرقام القياسية إبراهيم الوائلي ذي قار/قلعة سكر الديوان الثقافي في قلعة سكر
27/7/2012

Share |