لعنة الكهرباء .. ومواقف اصحاب المولدات الاهلية-جواد كاظم اسماعيل
Wed, 25 Jul 2012 الساعة : 2:49

منذ عقود طويلة من الزمن والعراقيون يعانون من حرمان فقدان نعمة الخدمة الكهربائية التي انعم بها الله على البشرية جمعاء ,لكن هذه النعمة قد غابت عن الشعب العراقي بسبب الحروب العبثية التي كان يقودها نظام البعث الساقط وكذلك بسبب العقوبات الاقتصادية التي فرضتها الأمم المتحدة على العراق, حيث بقى حال هذه ( النعمة) مفقودا الا النزر القليل منها,, ورغم إن العراق يعد من أغنى دول العالم في كل شيء الا انه أصبح أفقر بلد في الكون كله في خدمة الكهرباء , وأصبح أفقر بلد بالعالم يفتخر بتوفير احتياط من هذه الطاقة ويفتخر أيضا بتصديرها إلى الخارج الا في عراق ,, اللعنات ,, فأن الكهرباء ارتبطت بعجز السياسة والسياسيين,,وقد صارت لعنة على العراقيين لأنها حاجة ضرورية لحياة الناس ولايمكن الاستغناء عنها الا أنها مفقودة, وبما أنها مهمة فأنها ارتبطت بالصراعات السياسية لاسيما بعد سقوط النظام المقبور كما أنها ارتبطت أيضا بمصالح الدول الكبرى التي اعتبرت ان لها الفضل في تحرير العراق ولابد ان تدخل الكهرباء عن طريقها , ورغم ذلك فقد صرفت الحكومات المتعاقبة على العراق بعد 2003 مليارات الدولارات لغرض تحسين واقع الكهرباء اللعينة لكن هذه الأموال وهذه المبالغ الخيالية ذهبت مع الريح وبقى الفرد العراقي يعاني من فقدانها لاسيما في موسم الصيف اللاهب , وهكذا بقى حال الكهرباء (( مكانك راوح)) دون ان يطرأ أي تحسن على واقعها ,مما دفع بالناس إلى التظاهر وقد تفننت التظاهرات التي عمت جميع مدن العراق قد تفننت بالشعارات واللافتات التي رفعت خلالها ,حيث شيع جثمان الكهرباء وأطلقت اللعنات على من قام بقتل هذه النعمة وحرمان الشعب العراقي منها , وقد اشتدت هذه التظاهرات بشكل ابرز في ساحة التحرير في العاصمة بغداد مما حدى بالحكومة ان تتخذ عدة خطوات لسحب غضب الجماهير الغاضبة على فقدان نعمة الكهرباء وعلى الفساد المستشري في كل مفاصل الدولة ومن بين هذه الخطوات تجهيز أصحاب المولدات الأهلية بمادة الكاز مجانا, وفعلا كانت هذه الخطوة ذكية من قبل الحكومة لتهدئة الشارع الغاضب لكن هذا الإجراء ليس هو الحل الناجع, حيث رافق عملية توزيع الكاز على أصحاب المولدات روتين قاتل من قبل المنتوجات النفطية ومن قبل محطات تعبئة الوقود من خلال الروتين القاتل في التوزيع و تأخير التجهيز وهذا يجعل صاحب المولدة بين إجراء الحكومات المحلية التي فرضت عليه عدد ساعات من التشغيل وبين طلبات المواطنين وبين ضميره الإنساني وبين عدم توفر الكاز لديه بشكل مجاني حتى يلبي كل هذه الحاجات , انا اعتقد ان أصحاب المولدات قد ساهموا مساهمة فاعلة في سد حاجة الكهرباء وقد ساهموا أيضا في في تهدئة الشارع إمام عجز الدولة في توفير الكهرباء رغم المبالغ ,,المليارية ,, التي صرفت وتصرف على الكهرباء , إذن يجب ان نكرم أصحاب المولدات الأهلية ونقدم لهم كل الشكر على مجهودهم ودورهم الوطني الذي حل محل الكهرباء ,,اللاوطنية,,
ونبقى نتساءل: متى تنتهي هذه اللعنة وننعم بنعمة الكهرباء حالنا حال الاوادم في صحراء العرب .؟