البندر رئيسا للمخابرات السعودية ماذا يعني للمنطقة-وليد سليم

Mon, 23 Jul 2012 الساعة : 18:49

تتحرك السعودية مثلها مثل باقي الدول مع الاحداث في المنطقة العربية بما نجم عنها من تداعيات ونتائج الربيع العربي والتي احدثت تغييرا واسعا في انظمة بعض الدول العربية وما يحصل في المنطقة اليوم قد يكون خلاصة الجهد الذي قامت به دولة صغيرة مساحة ونفوسا مثل قطر وهي تتسابق مع دولة كبيرة مساحة ونفوسا مثل السعودية .

هذا التسارع في الحدث يوضح لنا قوة البذل المادي الذي قامت به السعودية كدولة تريد ان تغير نظام الاسد كما قامت بذلك مع النظام الليبي حيث فتحت الافاق الاعلامية والخزائن المالية كما هي قطر فعلت ذلك فكل منهما يمتلك الوسيلة الاعلامية الواسعة الانتشار كقناة العربية المملوكة للسعودية والجزيرة المملوكة لقطر .

من هنا بدأت الاحداث تتفاقم يوما بعد يوم وتحاول كل دولة ان تمسك بما تتمكن ولكن السعودية هنا في هذا الاطار تنظر الى الوضع في المنطقة العربية خصوصا ما يجري في بلاد الشام امتدادا الى العراق وايران بترقّب، فهي تعلم جيدا ان المساحة التي تقف عليها في تلك الدول تكاد تكون معدومة خصوصا في العراق وايران وفي الفترة الاخيرة سوريا اما في لبنان فربما يمتلكون مساحة معينة الى حد ما لكنها تضاءلت حينما خرج سعد الحريري من رئاسة الوزراء ووصل الى المنصب رئيس وزراء قريب من حزب الله الذي يتخذ موقفا سلبيا من الجانب السعودي وبالعكس ،، من هذا المنطلق وجدت السعودية تعيين رجل مثل بندر بن سلطان رئيسا للمخابرات السعودية قد حان حينه اليوم خصوصا اذا ما عرفنا ان الرجل يمتلك من العلاقات مع الغرب ما لا يمتلكها احد في السعودية وخصوصا مع اكبر دولة في العالم لانه عاصر عدد من الرؤساء الامريكان طيلة تواجده سفيرا سعوديا هناك كما انه من النوع الذي يتمكن وبشكل سريع من تشكل لوبي ضد كل من يخالف السعودية فيما يخص تطبيق سياساتها في المنطقة العربية وقد نجح بالفعل من تشكيل لوبي ضد ايران وهذا الموقف السلبي الذي نلاحظه اليوم من تلك الدولة(ايران) كان بسبب امتداد علاقاته في داخل الولايات المتحدة الامريكية مع اللوبي اليهودي فقد عمد الى لقاءات سرية فتحت له الافاق من الوصول الى قرارات دولية ضد ايران او ضد أي دولة لا تتوافق مع شهية ورغبة الحاكمين من آل سعود ومنهج الوهابية في مجتمعاتنا العربية ، هذه الانجازات على مستوى وطريقة التفكير السعودي هي التي جعلت من الملك عبد الله وضعه على رأس الجهاز الاستخباراتي تحسبا لقابل الايام وما سيحصل في هذا الهلال الممتد من لبنان الى سوريا الى العراق وفي النهاية الى ايران فهو الهلال الذي يسبب مغصا لكل حكام السوء في الدول العربية والذين يؤمنون بمنطق التمييز الطائفي ويثقفون له من خلال علماء السوء الذين اعتمدوهم وجندوا لهم من يتبعهم من دول اخرى وهذا ما سيتم الاعتماد عليه في المرحلة المقبلة من  قبل جهاز الاستخبارات السعودي وأظن مع خبرة شخص مثل بندر بن سلطان سوف تنجح مساعيهم مع امنيتي ان لا يحصل هذا الاهتزاز الطائفي في دولنا ، لكن اسمحوا ان اقول لكم اخوتي انني متشائم مما هو قادم في المستقبل القريب لان النظام السوري وفقا لخططهم المرسومة سيسقط لا محالة ومن سوريا ستنطلق اجنداتهم تلك وما يخططون له لتغيير المنطقة وان كان على حساب دماء الابرياء من الشعوب العربية وقد تكون بيانات وحداتهم الارهابية (الجهادية) في هذا السياق واضحة تماما ومن ضمن الذين سيتعرضون لتلك المخططات المشبوهة أكراد سوريا وكل الطوائف التي تختلف معهم عقائديا بل حتى المعتدلين من المذاهب السنية سيكونون عرضة لتلك الابتلاءات ان لم يعلنوا بيعتهم .

Share |