عبادي العماري ..انصف الفصلية وخلد الرثاء- حمدان التميمي-تكساس
Mon, 23 Jul 2012 الساعة : 18:31

رغم ان تاريخ الغناء الريفي العراقي يحفل بالكثير من الاسماء التي بقيت في ذاكرة الناس ومازالت انجازاتهم الفنية شاهدت على عمق التراث الشعبي لبلاد مابين النهرين وبالذات مناطق الجنوب ولكن هناك بعض الاسماء التي تميزت لانها قدمت اعمال مختلفت عن الغير او لاختلاف عطائها الفني ,ومن بين هذه النخبة يبرز الفنان الراحل عبادي العماري المتوفى عام 1989 والذي ولد في المجر احد مدن محافظة ميسان وقدم الكثير من الاعمال المتميزة بقية شاهدة على موهبته الكبيرة رغم تجاهل الاذاعة والتلفزيون الرسمي انذاك له الا ماندر من الاغاني التي سجلة له ولا يتجاوز عددها اصابع اليد الواحدة!!!وحتى القنوات الكثيرة التي ضهرت للساحة بعد السقوط لم تسلط الضوء على مسيرته رغم انه قدم للفن الشعبي الكثير الكثير.
ولعل من اشهر ما قدمه وجعل من متميزا بين اقرانه هو عرضه لبعض الهموم الاجتماعية التي لم تجد الاهتمام حتى من رجال الدين او القانون في السابق ولعل اهم تلك الاغاني هي (فصلية) والتي اشتهرت كثيرا وشاعة وقتها وتفاعل معها الناس والتي وصف بها معانات الفتاة التي تجبر على الزواج من شخص قتل احد ذويه من قبل احد اشقائها او ابناء عمها وكيف يعملها بقسوة وازدراء وتزف بلا فرح وعرس,وكان متميزا بتلحين الاغنية ورغم كونه معروف بكتابة اغلب اغانيه وتلحينها بنفسه ولكن هذه الاغنية حسب مايقول الشاعر محمد جبار الساعدي على قناة العراقية باحد القاءات بأنه كاتبها ولله اعلم
وقد اشتهر ايضا برثاء الفنان الريفي سيد محمد ووصف هذا العمل كأشهر اغاني الرثاء في العراق وقد كان يغني بحرقة وانفعال وكان يبكي احيانا واستخدمة الة الربابة فقط وكان العمل مؤثرا ومن اللافت ان نجل الفنان الراحل سيد محمد هو المطرب فيصل سيد محمد والذي لم يرد الجميل للفنان عبادي بوفاته لا برثاء ولم يذكره بلقاء اعلامي او يقدم احد اغانيه .ولم ينسى اليتيمة كذلك وقدم اغنية غاية بالشجن لها بنفس الاسم يقول في مطلعها (يوم العيد وانغامه الرتيمه ..شفت طفله مهمومه وحزينه)وكان كما في كل اغانيه مهتما باللحن كما كان متميزا بصوته الجميل.
ومن ابرز اعماله الاخرى اغنية يقول عنها البعض انها اصدق ماقدم من اعتذار للحبيبة بتاريخ الغناء العربي ككل الا وهي اغنية (سامحيني) التي اعتقد ان كاتبها الشاعر عباس الخياط لانه بنفس الشريط كتب اغاني اخرى وهذه الاغنية الصعبة والتي من الصعب ان يجيدها غيره ابو سعد يرحمه لله فشل الفنان يونس العبودي في غنائها في احد حفلات احد القنوات قبل سنتين وكان رعد الناصري وعبد فلك كما يظهرون بالتصوير التلفزيوني يوجهون الموسيقيين اثناء العزف لانهم كانوا غير عارفين باللحن وتوزيعه واللافت ان مغنيها الاصلي كان يرافقه الات قليلة وقديمة والتسجيل بدائي قياسا بأمكانيات اليوم ولكن بتميز العازفين بقيادة فالح حسن قدموا عمل لم يستطع احد لليوم تجاهله.
وقدم دويتو غنائي رائع مع الفنان الكبير سلمان المنكوب وكان اجمل ثنائي غنائي على الاطلاق على مستوى الغناء الريفي ,ورغم ان احد ابناء الفنان الراحل كان مطربا لكنه لم يكن موهوبا كوالده ولم يحضى بالشهرة التي رفعت والده على اعلى درجات المجد في الفن الريفي العراقي وكيف لا وهو تشبع بالنهل من ارث الجنوب العراقي الخصب والذي هو اساس الابداع العراقي...