الواقع الصحي في ذي قار بين الإهمال والأعمال؟-حيدر عبد العبا س الموسوي.

Mon, 23 Jul 2012 الساعة : 16:03

وعصابات وادي الذئاب تنهض من جديد؟!!!
تحقيق بالعربي؟

أن الواقع الصحي في ذي قار يحتاج إلى المزيد من المتابعة الميدانية من قبل رئيــس صحة ذي قار الدكتور هادي بدر ألرياحي,, ولجنة الصحة في مجلس محافظة ذي قار,
للوقوف على المعانات التي يعانيها المرضى الراقدين في المستشفيات,من نقص فــــي الدواء,والعناية المركزة للمريض؟
قمنا بزيارة تفقدية إلى مستشفى الحسين التعليمي أكبر مستشفى في مدينة الناصريــة الذي تأسس سنة 1984م تحديدا صالة العمليات التي تجرى فيها عشرات العمليــــــات الجراحية,,وعنده دخولنا الصالة وجدنا ألمرضه في واد ,, وطبيب التخدير في وادي؟
بسبب شحه أطباء التخدير؟؟ وهذا بطبيعة الحال يخلق نوع من الغضب لــــــــــدى المريض,, علما أن مدينة الناصرية شهدت 2008و2009م تطورا في البنيــــة التحتية للواقع الصحي من حيث بناء مراكز صحية في الاقضية والنواحي,,بالإضافة إلى مركز المدينة, مركز جراحة القلب, ومركز السكري,ومصرف الدم,بالإضافة إلى مركز الأسنان التخصصي,, صاحب المواعيد السنوية؟
يبقى السؤال مفتوح أمام أنظار رئيس صحة ذي قار ,., ولجنة الصحة في مجلــــــــس المحافظة,,هل أنتم عاجزين على متابعة المستشفيات في الناصرية, وتحديدا مستشفى ألحبوبي و بت الهدى,, التي يعشعش فيها المفسدين,, والبعثيين,, ناهيك عن لجان المشتـــــريات الدائمية في المستشفى علما أن قانون تشكيل اللجان في مؤسسات الدولة لايسمــــــــح بالتجديد أو البقاء على الأسماء التي (ما أنزل الله بها من سلطان) نقول لرجل الأعمار في صحة ذي قار هادي بدر,, ماذا قدمت لمدينة الناصرية الجريحة بسبب الإهمال الحاصل في المستشفيات؟!!
بالرغم من التخصيصات الكبيرة التي وفرتها المحافظة,, من مشاريع عملاقة كانــــــت حلم وأصبحت حقيقة تنقصها المتابعة الميدانية لغرض استمرارها في تقديم الخدمـــات إلى المرضى الذين ينادون الغوث,, من بعض المتعجرفين من الأطباء والكــــــــــــوادر الطبيــة الأخرى؟
التي ترتبط ارتباط وثيق مع عصابات وادي الذئاب التي تتخذ من شمال العراق مقررا لها في رسم وتخطيط العمليات المروعة والاغتيالات المنظمة لكل من يقف ضد مشروعهم الإرهابي بالإضافة إلى عملية سرق أجزاء المرضى الراقدين في المستشفيات من الشمال وحتى الجنوب المهدد ببيئة صحية قذرة تحمل في طياتها فايروسات وجرثومات ملوثة الهدف منها قتل كل مريض يريد الحياة والشفاء ناهيك عن عمليات السلب والنهب التي تشهدها العيادات الطبية للأطباء الفاشلين والبعيدين كل البعد عن الواقع الصحي المتدهور التي تعيشه مدينة الناصرية؟!!
ومن حديث ريئس رابطة الأطباء العراقيين.....
من المأثور الشعبي في العراق احد الأمثلة التي تقول(أذا لم تستحي أفعل ماشئت) تلخيص بإيجاز الوضع القضائي و الصحي في الوقـــت الحالي... حيث التدهور الواضح في هيكل المؤسسات الصحية الذي انعكس بصورة مباشرة علـــى حياة المواطن ,في ظل وضع متردي و متدهور و إرهاب تنظيم القاعدة الإجرامي و مسلسل اختطـاف و اغتيالات للكوادر الطبية أدى إلى هذه النتائج الفادحة بدوره أضاف عبأ علــــى المستشفيات و العيادات الخاصة و التي لا تقوى حالياً وفق المعطيات المـــــــــوجودة على استيعاب هذا الزخم الهائل من المرضى .
إن هذا الخلل الكبير انعكس على المريض في حصوله على الخدمة الصحية كجزء من حقوقه في الحياة و في التطبيب كــما أقرتها معاهدة جنيف وكل المواثيق و العهود الدولية التي تبعتها, حيث تبدأ معاناته منذ أول يوم دخوله إلى المستشفى و هو يحمل المروحة الكهربائية والبطانية والوسادة؟!! و طعام ثلاث وجبات, ليصطدم بنقص الأدوية واضطراره لشرائها من السوق المحلية وبأســعار باهظة, وإضافة لجلب المرافقين الذين يعتنون به ليفترشوا الأرض للنوم داخل الردهات وبين أسرة المرضى.
الإهمال و عدم الاهتمام بالمريض كانسان بالدرجة الأولــى صارت جزء من سياق العمل, وهذا نابع بالدرجة الرئيسية من النفسية المنهكة التي يمتلكها المعنيون على توفير هذه الخدمة, فقد كان اثر تراكم الظروف القاهـــرة التي مروا بها والسنين الطويلة للنظام المقبور؟؟؟ و إفرازاتها والاضطهاد النفسي والجسدي والعوز المادي ونقص التوعية الاجتماعية, عوضا عن صراعات أثنية وطائفية وسياسية؟ واجتماعية انعكست سلباً لتركيز حالة من عدم الاكتراث بالآخر واللامبالاة...
الخدمة التمريضية والتي تنحسر فقط في إعطاء العلاج للمريض من قبل كادر غير مؤهل بصورة صحيحة ويفتقر في بعض الأحيان إلى ابسط المعلومات الصحية التي أدت إلى موت بعض المرضى لأسباب تافهة, هذه الخدمة تتوفر بصورة منتظمة لمن يدفع أكثر حيث أن اغلب هذا الكادر يستلم أجور متدنية نسبياً مما أدى إلى استشراء هذه الظاهرة فيه و لعقود طويلة.
الطبيب في العراق لديه شعور بأنه مهمش بصورة مقصودة, حيث يعيش في واقع معيشي متدني و انقطاع علمي تعزى أسبابه إلى الفساد الإداري لدى مسئـــولي المؤسسات و الدوائر التابعة لوزارة الصحة حيث يتم التغاضي عن هذا الواقع مع وجــود الآليات و الإمكانيات للحل,هذا الحال أدى إلى عمل الأطباء خارج نطاق المؤسسات الحكومية في عيادات و مستشفيات خاصة.
العيادات الخاصة هي عبارة عن أماكن بسيطة لفحص المرضى و في أحسن أحوالها تكون رثة وهزيلة و تفتقر إلى ابسط مقومات العيادة الطبية ( إلا فيما ندر ), يفحص الطبيب في العيادة عدد كبير من المرضـى قد يصل في بعض الأحيان إلى أكثر من مئة و في وقت قصير, وممكن أن يكون فحص عدد مـن المرضى في آن واحد( قد يصل إلى 4-5 مرضى ) وهذا بحد ذاته هو ضد حق المريض في الاحتفاظ بسرية مرضه و عدم البوح به أمام الآخرين ,بعض العيادات في المحــافظات و الأماكن النائية تكاد تكون أماكن لبيع الأدوية و تقوم أيضا مقام الصيدلية!!.
سجلت حالات من الابتزاز التي تعرض لها مرضى من خلال الضغط عليهم لأجراء العملية الجراحية في المستشفى الخاص و بأجر عال جداً, وهذه المستشفيات هي أيضا تفتقر إلى أبسط مقومات إنشائها.
تسرب الأدوية من المستشفيات و المخازن الدوائية نتيجة السرقات والفساد الإداري أدى إلى نقصها في المستشفيات و انتشارها وبيعها على ناصية الشوارع مثلما تباع السكائر و المرطبات !!!
يوميا يموت العديد من المرضى ليس بسبب أمراضهم المستعصية ولكن نتيجة هذا الواقع الأليم التي تعيشه المنظومة الصحية والخلل الواضح في أدائها.... هذا الحال الخطر في الوضع الصحي في العراق الذي دق ناقوس الخطر والذي استعصى حتى على الإجراءات الحكومية, ينتــظر الآن من المجتمع الدولي آليات و وسائل جديدة وناجعة و تحرك واسع و شامل لتغييره تغييرا راديكاليا للوصول إلى ضمان حقيقي لحقوق الجميع وإنقاذا لشعب الذي عانى و يعاني مأساة لم يشهد تاريخ المنطقة في عهد النظام الصدامي المقبور....

 

Share |