الرومانيون يغذون قبور الأموات بالخمر والحليب والعسل عبر أنابيب فخارية

Wed, 15 Jun 2011 الساعة : 12:44

آثاريون يحللون برازاً يعود لألفي عام لكشف حياة الرومان
وكالات
يدرس علماء آثار برازاً عثروا عليه في أنابيب مجاري المدينة الرومانية القديمة هركولانيوم، في محاولة منهم لاكتشاف أنواع الطعام وأنماط حياة البشر الذين عاشوا قبل ألفي عام في في جنوب ايطاليا.
وذكرت وكالة أنباء "أنسا" الايطالية أن علماء اكتشفوا آثار أنابيب المجاري التي تعود للمدينة القديمة الواقعة بالقرب من مدينة بومبي الأثرية علي مشارف خليج نابولي، والتي دمّرت بفعل ثوران بركان فيزوف الهائل عام 79.
وعثر العلماء علي هذه الأنابيب واكتشفوا أكبر مخزون من المواد العضوية التي عثر عليها في روما القديمة. وتعطي مواد البراز هذه العلماء دلائل جديدة بشأن النظام الغذائي وصحة سكان هذه المدينة القديمة. وقال مدير المشروع جان تومسون ان "دراسة هذه الأوساخ وربطها بالسكان أو العمال في المباني يسمح لنا بمعرفة المزيد بشأن حياتهم وأنواع الطعام الذي كانوا يأكلونه والعمل الذي كانوا يقومون به". وكان عمال بناء يحفرون لبناء مرآب طابقي جديد للسيارات تحت مقر الفاتيكان. ولكنهم اكتشفوا مقبرة رومانية كبيرة يعود تاريخها الي زمن المسيح. ومنذئذ كشفت أعمال التنقيب عن وجود أكثر من 200 قبر جري ترتيبها علي شكل مستويات متعددة وجدت في حالة سليمة ومميزة. فبالاضافة الي النقوش الخاصة بالدفن، فقد عثروا علي تشكيلة واسعة من التماثيل والمزهريات والجرار الفخارية (التراكوتا) والنقود المعدنية والهياكل العظمية. وترسم المقبرة صورة معقدة عن الحياة والموت في روما القديمة، كما تعطي علماء الآثار لأول مرة فهما عميقا وقيما عن حياة الطبقتين الدنيا والمتوسطة من الرومانيين. فالبعض منهم كان مجرد حرفيين وصناع مهرة بسطاء وقد دفنوا مع أدلة حسية تشير الي نوعية المهن التي كانوا يعملون بها.
وفي قبر مصمم مسرح بومبي تم العثور علي رموز مثل البوصلة وشكل هندسي علي نمط حرف تي باللغة الانكليزية.
وهناك قبور لأناس مثل حامل الرسائل (ساعي بريد) وسائس أو مدرب خيول السيرك وعبد تم اعتاقه فانتقل بعدها الي مركز مرموق في بلاط الامبراطور نيرون. واكتشف أيضا في الموقع هياكل عظمية لأناس فقراء، يمكن أن يكونوا عبيدا، كانوا يعيشون عالة علي غيرهم، وقد دفنوا في توابيت خشبية بسيطة دون كتابة أسمائهم عليها. وقال جياندومينيكو سبينولا، رئيس قسم الآثار الكلاسيكية القديمة في متحف الفاتيكان، "لقد عثرنا علي مسرح بومبي مصغر يظهر الحياة الجنائزية". وأضاف "نحن عندنا ضريحا هادريان وأغسطس، ولكن في روما هناك ندرة في مدافن الناس من الطبقتين الوسطي والدنيا".
وعثروا في الموقع علي تشكيلة واسعة من التماثيل والمزهريات والجرار الفخارية (التراكوتا) والنقود المعدنية والهياكل العظمية.
منمنم ومزخرف وفي بعض الأركان من مدينة الأموات المكتشفة هذه هناك قبور لأناس رومانيين هم أكثر غني، وقد وجد البعض منهم مدفونين بحلتهم الكاملة في مذبح كنائسي منمنم ومزخرف.
وتساعد النقوش المكتشفة علي تشكيل شجرات العائلة وتقدم فهما مهما للحياة اليومية. وهناك أيضا تابوت حجري لأحد أفراد طبقة فرسان روما القدماء توفي وهو في مقتبل العمر، وقد نحتوا له شكلا ليتذكروه بعد موته ظهر فيه وهو يمد يديه وكأنه في وضع صلاة. هذا النوع من المنحوتات عرف باسم "الأورانتي" واعتبر علي نطاق واسع كأحد أقدم رموز المسيحية. وقبل أن يتمكن علماء الآثار من بداية التنقيب، كان يتعين عليهم أن يقوموا بازاحة أطنان من الأوساخ والصخور من الموقع. وقد حدث انهيار صخري علي تلك الهضبة في القرن الثاني الميلادي، مما ساعد علي حفظ البعض من القبور في ذلك المكان.
واكتشفت في الموقع أيضا أرضية مزينة بنقوش ملونة باللونين الأبيض والأسود تظهر الهة الخصوبة والخمر دايونيسوس وفي الخلفية مشهد لموسم جني العنب.
وتم ترميم كل شيء بعناية في مخبر متحف الفاتيكان ومن ثم تمت اعادتها الي المكان الأصلي.
فمن الممرات المبنية بشكل خاص، يستطيع الزوار النظر الي الأسفل ليروا الهياكل العظمية، بما فيها هيكل عظمي لرضيع دفنه ذووه الذين تركوا الي جانب جثته بيضة دجاجة.
وقد كانت البيضة، التي أعيد تركيب قشرتها المكسورة من جديد، اما أداة تسلية للرضيع أو ربما تركتها العائلة كرمز لبعث الطفل الي الحياة من جديد.
وهناك عدد من الأنابيب الفخارية التي تخرج من القبور لتتوزع في جميع أنحاء المقبرة.
ففي الأيام القديمة، كانت العائلات تجلس الي جانب القبور وتقوم بالرحلات من وقت الي آخر لتسكب الخمر والحليب والعسل عبر الأنابيب الفخارية تلك لتجري وتكون غذاء للأموات.
ودفن العبيد والمعدمين بدون ذكر أسمائهم علي قبورهم
وقد كانت المقبرة تمتد علي طول طرفي طريق روماني قديم وهي طريق فيا ترايمفاليس، أي طريق النصر.
وكلفت أعمال التنقيب التي أجريت حتي الآن الفاتيكان حوالي 400,000 يوروــ وقد حوط الموقع بالأعمدة الحجرية لمبني مرآب السيارات الجديد.
لندن ــ الزمان

Share |