النظافة سمة العصر / فارس الاسدي - ذي قار

Sun, 22 Jul 2012 الساعة : 22:22

ان مفهوم النظافة هو كل شيء يعطي الحقيقة طابعها الجمالي ، لما تحمله من صفات تسر الناظرين اليها ، فأن تلك المواصفات والامتيازات تعبر عن استبيانيه تعكس الصورة العضوية الفعالة والعاملة في المجتمع ، وحين نأخذ كلمة – النظافة – سنرى لها دعوة دائمية في حضورها عند جميع الاديان السماوية والافكار الانساني ، اضافة للدراسات العلمية ذات العلاقة من هنا وهناك ، ولها حضورها الكبير في الرسالة المحمدية بالقول – النظافة من الايمان – والقول الاخر – تنظفوا فأن الاسلام نظيف – ومن الضروري ان تأخذ النظافة دورها في كل مفاصل حياة الانسان من سلوك وتفكير ومواقف ومشاريع يخطط لها او ينفذها ، وتبقى النظافة كحالة جمالية مطلقة في انشادها ، فعلينا اذن ان نبني بيئة انسانية نظيفة ومتعافية كما يحصل في المجتمعات وبلدانها المتطورة المستجيبة للحداثة الصحيحة .
وفي هذا المجال انقل لكم قصة حدثت لصديق لي وفي ايامه الاولى في دولة – السويد – حيث كان يسير مع احد اقرباءه الذي سبقه بالوجود هناك منذ عدة سنوات ، ويقول كنت ادخن سيكارة في مسيري وبعد انتهائها قمت برميها في الشارع ، فذهب ذلك المواطن السويدي العابر لي في مشيته ، محدقا ً بشزر محتج ورافض لي عرفته من خلال قسمات وجهه ونظرات عينيه ، مما دعاني الى طرح تساؤلي المستغرب لدي على قريبي الذي وعى بلحظة بعد ان قصصت له ما حصل مني ، لذا سارع متابعا ذلك الرجل السويدي الذي انطف وجلس في مكان ليحتسي عصير ، فطلبنا وبرجاء كرره صاحبي القريب لي ، الذي قدم له اعتذار لما حصل مني ، ليروح المواطن السويدي الذي تماثل لهدوءه ووضح لنا تداعيات رمي عقاب السكارة ، والذي يعمل على توسيخ الشارع ولم اكوام من ذلك ومن الاخرين ، ليروا الاخرين وساختنا من وساخة مدننا اولا (هكذا يقول) اضافة ان هذه الاوساخ تتطلب اعداد كبيرة من عمال التنظيف الذي يكلفون ميزانية الدولة كلفة اكبر ويمكن لهذه الكلفة ان تفيدنا لجانب اخر في بلدنا ثم راح مؤشراً الى الصنادقيق الصغيرة الخاصة برمي السكائر ومن هذه الحادثة التي اخذت من التفكير وعلمتني الكثير ايضا حول موضوع النظافة وضرورتها في كل مجالات حياتنا ومنها نظافة البلدان وخاصة بلدنا الغارق في الاوساخ .

Share |