ظواهر عراقية..الصيادلة وتَصَيُّد (الغِشمة)- منتصر أمير العراقي

Sun, 22 Jul 2012 الساعة : 22:15

أكثر الصيادلة ـ والحق يقال ـ أناس طيبون .. محترمون .. يحترمون مهنتهم الأنسانية ، ويراعون حالات المرضى وأوضاعهم ، إلاّ أن البعض القليل (قفاصة) وقد يقع المريض الذي هو بالأصل ضحية للمرض ضحييتهم ، وهم أيضا أستغلاليون يتحينون الفرص بالمريض دون مراعاة (أنه مريض) أو (محتاج) أو (فقير) أو (مسكين) أو .. أو .. أو .. فتراهم ينصبون مصائدهم في أبواب صيدلياتهم , وعندما يظهر من يبدو عليه أن لايعرف (الأسعار) القيمة المادية للدواء فهناك يعلو دخان جشعهم وأستغلالهم , وخاصة عندما يبدو على القادم اليهم أنه يلبس الكوفية والعقال ، أو أمرأة (حجية) كبيرة من نساء الأرياف وعموما أذا رأوا على ملامحه أنه من (العشائر) من ريف العراق الفقير ، من الناس (الغِشمة) الذين لاعلم لهم بأسرار المهنة ، وهم يعلمون مثل غيرهم أو قبل غيرهم أن أمثال هذه (الطبقة) الفئة الأجتماعية لايعلمون بمصدر الدواء أو نوعه أو سعره ولاسيما أن الأدوية هذه الأيام أغلبها أجنبية المنشأ (مستوردة) , ولا محدد للأسعار الأ الضمير .. والضمير أذا لم يكن ميتا (بين ظهرانينا) فهو في صالة الأنعاش .. هذا والصيدلي لايجهل أنه (بيش مايكول) ينبغي على المريض أن يدفع فأنه بأمس الحاجة الى (العلاج) وأنه يشتريه لو أقتضت الحاجة أحيانا أن يبيع بيته .. أو بعض أعضاءه أو حتى بعض أولاده ، وبالخصوص أذا حصره الطبيب الذي (يمشّي) يوميا طابورا كاملا بصيدلية معينة ، لأن ذلك الطبيب المتعاقد مع صيدلية معينة (وهي له عادة) بحاجة الى شراء بيت أو بيتين ليأجرهما على (محتاجين) (خطية) فهو قبل ذلك قد رفع كلفة (المعاينة) أو الكشفة أضعافا مضاعفة ، فكيف يتهيأ له أن يستثمر في المناطق الراقية أذا لم يفعل كذلك ، وهو أيضا يعلم أنه يمتص هذه الأموال من دماء المرضى والمعذبين ، وهنا يقتضي أن نلفت الأنتباه الى أن هناك طبيبا مسيحيا (في الناصرية) أبقى الكشفة على أدنى مستوى (في متناول يد الفقير) ، وأننا لندعو ونهيب بالأطباء المسلمين أن يحذو حذوه ، ويتأسوا به في هذا الرفق ، وفي تلبية متطلبات المرضى (المساكين) فمثال هذا النموذج في واقعنا قليل .
وعودا الى الصيادلة .. الذين أصبح بعضهم يستغل (شهادته) لفتح صيدلية ومن ثم تأجيرها الى بقال .. أو معلم .. أو نجار .. أو حداد ـ مع أحترامنا لأصحاب هذه المهن ـ ليعملوا فيها وهو (يقبض) فقط في نهاية الشهر مليونين أو أكثر (صافي ) .. وباله أيضا صافي من أنين المرضى وتوجعاتهم (وتوسّلاتهم) .. فاليوم المهم (القبض) وليذهب المريض الى (الجحيم) أوالى القبر .. أو يبقى على فرش الأسى يعالج علته حتى يرأف به الله عز وجل .
يا أخواننا الصيادلة .. هذه المهنة (مهنتكم) هي مهنة أنسانية وأنتم إن شاء الله أهل لهذه المسؤولية .. ندعوكم بكل مقدس لديكم أن لاتقفوا الى جنب المرضى ولا سيما المعوزين منهم وتلبوا حاجاتهم بأيسر ماتتمكننون (إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر) والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. والسلام على المعرفة .

 

Share |