بين الامس واليوم هناك امتداد تاريخي لمدينة صغيرة تربعت (جباشات) في عمق الهور وعلى كتف الفرات المرتبط مع القصب والبردي وتعطرت بعطر (الخريط ).
تلك المدينة التي ارتبطت تاريخيا بالحضارة السومرية وتتميز بعمق تاريخي حيث اكتسبت ثقافتها بامتدادات تاريخية من ال (اور) وزقورتها وشولكي وشبعاد وقيثارتها ومن اورنمو وقوانينه .

الفهود حاضرة التأريخ كانت ولا زالت مدينة الادب والادباء والشعر والشعراء مدينة العلماء لها خصوصية عن باقي المدن العراقية عامة كونها انجبت خمسة علماء في الفقه والدين يحملون صفة (اية الله) ولااعتقد ان هنالك عراقية بحجم الفهود انجبت هكذا درر في الفقه والعلوم الاسلامية منهم :

1- اية الله السيد علي ال النبي (شارك في معارك التحرير ضد الانكليز مع اية الله محمد سعيد الحبوبي وقاد عشائر خيكان وعشائر ال بو صالح بصحبة الشيخ المرحوم بدر الرميض)

2- اية الله الشيخ عبد المهدي مطر (شارك في معارك التحرير ضد الانكليز كما في اعلاه .

له خصوصية واحترام شديد من المرجعية الرشيدة المتمثلة بالامام اية الله السيد محسن الحكيم طيب الله ثراه , وكانت هنالك حادثة فريدة وهي تركيب باب الذهب للامام علي عليه السلام ولم يركب الباب وياخذ قراره في موضعه الخاص , التفت الامام السيد محسن الحكيم الى بقية الحضور من العلماء الاعلام والسادة المتواجدين عند تركيب الباب فوجد ان اية الله الشيخ عبد المهدي مطر لم يكن حاضر فاوعز سماحة السيد الحكيم الى احد اتباعه بالذهاب الى الحوزة طالبا حضور اية الله الشيخ عبد المهدي مطر وقد حضر تلبية لدعوة السيد الحكيم وبعد اداء السلام على الحضور قال مولاي الحكيم أؤمر انا حاضر فقال السيد الحكيم طيب الله ثراه ان الباب لم يأخذ مكانه ,فأرتجز البيت الشعري الشهير واضعا يده على ضريح الامام علي عليه السلام وقال بصوت جهوري ( لعلع بباب علي ايها الذهب ) فعند ذلك رفعو الباب واخذ مكانه ووضعه الصحيح فأمر على اثرها السيد الحكيم طيب الله ثراه ان تكتب القصيدة وتطلى بماء الذهب على باب الامام علي عليه السلام. والقصيدة لازالت موجودة الى اليوم على باب الضريح .

3- اية الله عبد الحسين مهدي مطر

4- اية الله مشكور الحولاوي

5- اية الله حسن مشكور الحولاوي

الفهود اليوم رفدت الساحة الادبية والثقافية بنخبة من الادباء والمفكرين والشعراء منهم على سبيل المثال

- البروفيسور علي اسماعيل عبيد (رئيس جامعة ذي قار)

- البروفيسور ابو طالب محمد سعيد (عميد كلية القذافي سابقا )

- البرفيسور  رياض         ( يعمل مدير قسم في وكالة  ناســـــا الفضائية )

- الباحث والاديب طالب الحسن ( محافظ ذي قار حاليا)

- الدكتور الاديب سعيد ياسين _ استاذ في جامعة ذي قار حاليا

- الدكتور سعد     رئيس جامعة في المانيا

- الاديب كريم الاسدي _ مغترب

- الاديب سهر العامري _ مغترب

- الاديب عبد الامير محسن المشكور الحولاوي

- الاديب جابر الجابري _ الوكيل الاقدم لوزارة الثقافة

- الاديب مجاهد ابو الهيل

- الاديب ناصر عمران الموسوي

- الاديب فضل خلف جبر

- الاديب الشهيد السيد عباس الجابري

وهنالك الكثير من المثقفين والاطباء والمهندسين  والقضاة يعملون على الساحة كان انحدارهم الطبقي من هذه المدينة الصغيرة ( الفهود ) وقد تخرجوا من مدرسة الفهود الابتدائية التي تأسست عام 1932 حيث كان المعلم من اهالي المنطقة المرحوم (الاستاذ شريف محمد صالح الخيكاني ) وهو والد القاضي سامي وله فضل كبير على تخرج اجيال كثيرة على يده من اهالي منطقة الفهود.

فليس غريبا على شاعرنا جواد كاظم اسماعيل هذا العمق والارث التاريخي وتخصصه الاكاديمي في القانون ونبوغه الشعري وعمله الاعلامي فهو اول من عمل مراسل لقناة الديار في محافظة ذي قار بعد التغيير عام 2003 فهو يتمتع بخلفية ثقافية شعرية ادبية اعلامية , وكان نتيجة هذا الجهد بالمنجز الثاني الرائع ديوان ( لست غافلا .. ولكن )

ويتضمن هذا الديوان بين طياته صور رسالية تحكي عن حالة القلق من الآتي ومناجاة الحبيبة بروح نبي , اضافة للصرخة الواضحة ضد العادات الهجينة في الزمن الصعب الذي يعيشه الشاعر , الزمن اللا نقي حيث وجدت ان الشاعر جواد كاظم اسماعيل يتأثر بالديالكتيك وزمن الف ليلة وليلة حيث يحن ويستمع الى زمن حكايات ( الجد والجدات ).

ان المتلقي والمتمعن بصفحات ديوانه ( لست غافلا .. ولكن ) الذي صدر مؤ خرا يلمس كل وجع جنوب الله فيه , فهو كما عبر عن ذاته يشعر بالظلم وغربة الروح القاتلة( كعاد في ثمود ) وليس غريبا ان يولد انسان في بيئة ويتنافر مع كل ماهياتها ويشكل لذاته حياة مغايرة ورؤى لخلق واقع افضل يتمناه وهذا مالمسته في قصيدته(في محيط الكلمة ) فهو يعري المنافقون ويأبى بنفسه يحب امانة البوح مبتعداً عن حقول الشيطان معريا للشياطين الصغار الذين ( يعملون الهور مرك والزور خواشيك ) ليغروا اصحاب القلوب الوردية , في هذه القصيدة بالذات يتقمص الشاعرشخصية نبي بلا رسالة سماوية كونه يرشد للصلاة الحقيقية ومناجاة الرب بقلب سليم رافضا لكل من ادعى الثقافة مرشدا لهم ان الثقافة سلوك , لم يهمش المراة حيث طلب مشاركتها في كل شيء وجعلها وشم على جسده رأيته يعشق الوطن الام الحبيبة الله الحسين كما لن ينسى زملاءه الشعراء الراحلون عن الحياة , حبه للخير للماء كل ذلك كان محور قصائده.

قصيدته بوح بلون الحلم :وهي من روائع قصائد ديوانه والتي يخاطب فيها حبيبته مرشدا لها بالحب بالانتظار بالحلم مذكرا لها انه خلق من طين وهي خلقت من ضلعه محركا شغف الاكتشاف ودليل الدرب للحياة القادمة ..

القصيـــــــــــــدة

بوح بلــــــون الحــلم

تطبعي على طبعي

لاتذرفي دمعي

لاتذرفي دمعك

تطبعي ان الحب انتظار

وان الحلم رغبة نصنعها ,

من اجل حياة نريدها

تطبعي على طيني

فمهما بلغ بك التيه

سيعود أصلك إلى ضلعي

نحن لانشبه كلماتنا

ربما هي من تشبهنا

أوربما نشتهي أن نكونها

اقطعي شريط الصمت

فالحركة لاتشبه السكون

تصاعدي حبــــــــــا

لنحرك فينا شغف الاكتشاف

فمن عرف العلاقة الدائرية ,

أدرك المحيط ..

ومن عرف يومه

لزم دليل دربه

هذا أنا في دروبك ..

ترياق ليل ,

اثملك سهدا

وأدعو علامتك تلتحق بمفازاتي

تعالي ... تحري هذياني

فهذا وجع ندائي

الم تشعري بوهج كلماتي .

املا قد وفقت مع اعتذاري الشديد من الادباء والمثقفين من الفهود من الذين لم اذكر اسمائهم