البحث عن المستقبل / قاسم التميمي

Wed, 15 Jun 2011 الساعة : 12:30

ثم ماذا ؟
ماذا عن الغد ، وبعد غد ، وماوراء الأثنين ؟ الى مدى مايستطيع البصر أن يصل اليه ويطوله ، ويحاول فحصه ودراسته.
أن المستقبل يظل دائما أولى بالاهتمام وأحق بالرعاية رغم أن الناس عادة يتركون الحاضر يستغرقهم وقلما يقدرون على تجاوزه ولو بالنظر ، والاسباب مفهومة ، فالحاضر قائم يطرح نفسه عليهم الى درجة الحصار ثم ان الحاضر هو الحياة فكيف يترك الأنسان حياته ؟ ،ثم ان النظر للمستقبل محفوف بمصاعب واحتمالات قد تبدو مستعصية على الحساب، لكن عبرة التأريخ الأنساني ماثلة تعلم الجميع  ان الذين يستطيعون الاطلال بالفكر على المستقبل هم وحدهم القادرون على أدراك أحتمالاته وتلك مغامرة تصل الى حد المخاطرة ولكنها مغامرة تستحق التضحية رغم ماتحمله من مشاق .
واذن ماذا ؟ ماذا عن المستقبل ؟
من الواضح ان العالم في المستقبل القريب سوف يكون عالما بالغ الخشونة ، ذلك ان دولة واحدة فيه وهي الولايات المتحدة الأمريكية قد أصبحت منفردة على قمته وهي هناك لاتعني نظاما عالميا جديدا   وانما تحاول استبقاء نظام عالمي قديم يكاد يستهلك مابقي من أسباب ، وقد كانت الولايات المتحدة الأمريكية هي مهندس النظام العالمي الذي قام منذ الحرب العالمية الثانية وحتى الآن وكانت الحقائق قد مكنت لهذا النظام العالمي الأمريكي هي قوته الأقتصادية المعتمدة على النفط والقدرة العسكرية وجاذبية الحياة الامريكية الفوارة ، مما جعلها قادرة على تحديد جدول الأهتمامات السياسية والثقافية لشعوب العالم التي أظطرت راضية أو مكرهه الى ضبط مواقيتها على الساعة الأمريكية ولكن هذا ليس نهاية المطاف ، فهناك الأمة الأسلامية  التي تشعر بوطأة الأزمات والتي تطبق عليها من كل ناحية ، تبحث بالدرجة الأولى عن متنفس ، والأزمات ضاغطة من كل نوع على جسد هذه الأمة وروحها وعقلها وقلبها ، وأول ماتحتاجه الأمة الاسلامية في هذه الحالة هي الأرضية الصلبة التي تقف عليها والدين هو وحدة هذه الأرضية التي تمنح أصحابها ذلك اليقين النهائي الضروري حتى لمجرد البقاء ، والاسلام أثبت حيويته وقدرته على التوجيه والتعبئة وقد شهد الأسلام تجارب سياسية قدمت نفسها ببطاقة اسلامية حقيقية لعل أهمها التجربة التأريخية في الجمهورية الأسلامية الأيرانية بقيادة الأمام الخميني ( قد) حيث أستطاع ان يقيم دولة أحدث قيامها نوعا من الهزات مازالت آثارها حتى اللحظة ومن خلال هذه التجربة العظيمة نجد أن الاسلام الحقيقي وليس أسلام بن لادن والزرقاوي ومن لف لفهم نجد ان الأسلام هو الحل الوحيد لأزمة الأمة ولأعطائها مستقبلا ترضاه ويرضاه أولا الله ورسوله والمؤمنون.

Share |