مدير مركز إعمال أور قدم ورقة عمل في موتمر دور وتأثير القوى الإقليمية غير العربية (تركيا- إيران) على متغيرات العالم العربي المنعقد في القاهرة
Sun, 22 Jul 2012 الساعة : 13:23

ذي قار- فوزي التميمي
أكد المشاركون في موتمر وتأثير القوى الاقليمية غير العربية(تركيا- ايران)على متغيرات العالم العربي والمنعقد في العاصمة المصرية القاهرة نظمه المركز الدولي للدراسات المستقبلية والإستراتيجية ان الخريطة السياسية المترتبة على الاحداث التي شهدتها دول الربيع العربي قد اوضحت تقارب مسبباتها حيث انه بالرغم من التسليم بخصوصية كل تجربة كتطور منطقي لدواعي الثورات الشعبية الا انه وضح تصاعد تيارات الاسلام السياسي وهو الامر الذي من شانه ان يكون تاثيرا مباشرا على تشكيل مستقبل المنطقة وصياغة العلاقات بين دولها
المشاركون اوضحوا خلال الموتمر ان قراءة تلك الخريطة السياسية ستكون لها تاثيرات بعيدة المدى على علاقات دول المنطقة اقليميا ودوليا للقضايا محل الاهتمام ذات التاثير المباشر على الامن القومي العربي
وركز الموتمر خلال المحاور المقترحة على طبيعة المتغيرات الناتجة على ثروات الربيع العربي وانعاكاساتها الخارجية كما هناك دور وتاثير القوى الاقليمية تركيا وايران على الامن والاستقرار في المنطقة في ظل المتغيرات الحالية
وتحدث في هذا الجانب الباحث والاكاديمي الدكتور اسماعيل عبد الحسين العبودي مدير برامج مركز اعمال اور للدراسات والبحوث الاقتصادية في ذي قار عن تركيا الأسباب والمسببات تحليل في الربيع العربي اذ حدد محورين لورقة العمل التي قدمها العبودي خلال الجلسة الاولى منها المحور السياسي اكد فيه ان
الكثير من المحلليين السياسيين يعتقدون ان الربيع العربي كانت بداياته مع بدايات انطلاق الثورة في تونس وقد اغفلوا الانتفاضة الشعبانية التي حصلت في العراق عام 1991 حيث اشترك في هذه الانتفاضة اكثر من عشرة مليون عراقي من خمسة عشر محافظة ضد نظام صدام حسين وقد افرزت هذه الانتفاضة الكثير من الضواهر التي اثرت على المجتمع العراقي والمنطقة ومنها المقابر الجماعية والانفال الى كرد العراق والحصار الاقتصادي والنفط مقابل الغذاء
وقال خلال كلمته ان الحكومة الامريكية قدمت العام الماضي رسالة اعتذار الى الشعب العراقي وعلى لسان الرئيس اوباما بان الولايات الامريكية قد اخطأت بحق الشعب العراقي في عدم دعم الانتفاضة الشعبانية وفي الحقيقة ان الولايات المتحدة هي التي اجهضت هذه الانتفاضة بالتواطئ مع صدام حسين خوفا من المد الشيعي وعدم تكامل رؤية امريكا للشرق الاوسط
وبعد احداث 11 سبتمر بدأت الولايات المتحدة بطرح فكرة شرق اوسط جديد باسقاط نظام صدام والتحرك لاحداث تغيرات في المنطقة تشمل دول ذات تاثير كبيير على الوضع السياسي في المنطقة
وبالعودة الى الجانب التركي الذي امتنع عن استخدام اراضية لضرب العراق من قبل دول التحالف انذاك بغية كسب الشعب العراقي والحكومات القادمة بعد صدام والتعامل معهم للاستفادة الاقتصادية وقد تعاملت تركيا بحرفية عالية مع الملف العراقي بكل مافيه من صعوبات وتحديات من استلام الشيعة للسلطة وضعف وغياب للدور السني في بداية تشكيل الحكومة والملف الكردي ورغبة الكرد في الانفصال والاستحواذ على كركوك او الحصول على صلاحيات كبيرة في ادارة الاقليم وضعف تركمان العراق في التاثير السياسي ضمن هذا الملف وقد تعاملت حكومة اوردغان مع كل هذه المعطيات بحذر شديد في بادئ الامر ودعم الحكومة العراقية المشكلة في ضوء الدستور العراقي الجديد حتى بدات بممارسة ضغوط على هذه الحكومة في مجال المياه والحدود بضرب الأحزاب التركية المعارضة لها في شمال العراق واستمالة مسعود البرزاني لها وتمرده على الحكومة المركزية وكذلك من دعم الاحزاب السنية في حين لم تتعامل الحكومة العراقية مع تركيا في هذا المحور بحرفية وقد اخفقت بشكل كبير من خلال تازم العلاقة بين الطرفين
واليوم تركيا لاتعيد تجربتها السابقة في العراق فهي تحاول ان تنمي علاقاتها مع حركة الاخوان في المنطقة من خلال دعمهم للثورات العربية التي حصلت في تونس وليبيا ومصر واخيرا سوريا لا بل تعد الدعم السياسي لهذه الاحزاب والحركات الى المطالبة بالتدخل العسكري في سوريا
ان هذه السياسة منبعها اعادة التوازن السياسي في المنطقة من خلال وجود قوة سنية مقابل قوة شيعية في ايران والعراق وحركة المنطقة في تنامي الحركات الدينية لاستلام مقاليد الادارة فيها مع كل الصعوبات الناجمة من خلال عودة التيارات السلفية والمشاركة في الحكم لذلك انتهجت الولايات المتحدة بمشاركة حلفائها منها تركيا في تطبيق سياسة الديمقراطية التوافقية التي تجرد الاغلبية السياسية من حقوقها في الادارة السياسية واعطاء دور اكبر للاقلية السياسية وهذا اثر سلبا في خلق حكومات ضعيفة غير متوافقة ومتناقضة سياسيا مما اعطى دورا اكبر للتدخل التركي فيها
ان رغبة تركيا في التدخل والمشاركة والتاثير في سياسة الشرق الاوسط الجديد وتحديدا المنطقة العربية ناجم من رفض منطقة اليورو لانضمام تركيا اليها ورغبة حكومة اوردغان الى التقرب من العالمين العربي والاسلامي
فيما تطرق الدكتور العبودي الى المحور الاقتصادي واستطرد يقول ان تركيا سعت من خلال التغيرات الحاصلة في المنطقة استثمارها اقتصاديا من خلال زيادة حجم التبادل التجاري مع المنطقة حيث كان حجمه لايجاوز 4مليار دولار حتى عام 2005 في حين وصل الى 12 مليار دولار لهذا العام مع العراق فقط وقد استثمرت تركيا هذا الملف بنجاح كبير بحيث ربطت مصالح المنطقة بمصالحها فهي المنفذ الستراتيجي لتصدير النفط العراقي وهب القناة الجافة بين الشرق الاقصى واوربا والتي تسعى الى تاسيسها بدلا من قناة السويس وزيادة تصدير منتجاتها الى المغرب العربي وتحديا تونس وليبا ومن خلال دعم الاخوان المسلمين في مصر للارتباط معها لتشكيل كارتل اقتصادي قوي في المنطقة ينافس الكارتل الخليجي وينأى بالمنطقة بعيدا عن سوق الدول الاوربية المشتركة ومنطقة اليورو ان هذا النجاح الذي حققه الاسلاميين في تركيا من خلال استثمار التحولات الحاصلة في المنطقة هو نموذج يستحق الامعان فية وتحليله من خلال حكومات الريع العربي لتطوير اقتصادها وتسريع التنميه فيها
فيما تحدث الدكتور ابراهيم بحر العلوم وزير النفط السابق خلال ورقة عمل قال فيها ان العراق يعتبر من اكبر الدول التي تمتلك شريطا حدوديا غير عربية فنصف محيطه في تماس مباشر مع ايران وتركيا والنصف الاخر مع دول الخليج كالسعودية والكويت وعربية مع سوريا والاردن وان الحديث يركز على العراق باعتباره رائد عملية التغير في البلاد العربية اذ سجل العراق تحركا شعبيا مبكرا في بداية التسعينيات شمل معظم محافظاته غير ان اصطفاف العامل الدولي مع بعض دول الخليج سمح لنظام صدام باستخدام القوة المفرطة لقمع الانتفاضة الشعبانية وقتل الالاف من الابرياء العزل واصبح العراق البلد الاول بامتياز من حيث المقابر الجماعية وتشريد وتهجير المئات عبر الحدود في اول سابقة عرفتها المنطقة
كما تطرق في ورقة العمل الى القوى الموثرة في المنطقة والعراق تاثيرات القوى الاقليمية هذا الى جانب الدور الاقتصادي والسياسي للقوى ومستقبل العراق في ظل التداعيات الاقليمية والدولية وتساءل الدكتور بحر العلوم هل يمكن لدول التغير ان تساهم في استقرار المنطقة
كما تناول مستقبل ونطوير العلاقات المصرية العراقية وقال يمكن الاستفادة من من موارد مصر البشرية والتقنية في مشاركة جادة في بناء العراق تساهم في تعزيز موارد مصر وتفعيل دور الاستثمارت المصرية بما يعزز من التوازن الاقتصادي فضلا عن توسيع افاق التعاون بين جامعة الازهر وجامعة النجف الاشرف باعتبارهما المراكز الدينية التاريخية لانتاج الفكر الاسلامي والسعي الى تحجيم الاستقطاب الطائفي وابعاد المنطقة من شبح الحروب الطائفية
في حين اشار من جانبه الدكتور محمد نور الدين باحث متخصص في الشؤون التركية ان تركيا نجحت في الاعوام التي سبقت الربيع العربي في ان تتحول الى لاعب موثر فمارست ادوار القوة الناعمة والوسيط على حد وصفه في النزاعات والمسافة الواحدة من الجميع والحرص على الاستقرار والتفاعل الاقتصادي مع الجميع وهو ماانعكس ايجابا على الداخل التركي وعلى صورة تركيا في المنطقة والعالم
بعد ذلك تحدث الدكتور عبد الحسين شعبان كاتب ومفكر واستشاري في عدد من الدوريات الإعلامية والثقافية في العراق عن ديناميات التأثير الجيو سياسي

