وقاحة قطر في مصادرة الجامعة العربية-وليد سليم

Sat, 21 Jul 2012 الساعة : 14:45

وأنا أقرأ في تصريح السيد مندوب العراق لدى الجامعة العربية الدكتور قيس العزاوي وهو يتحدث عن قيام قطر هذه الدولة الصغيرة في عمق خارطة الوطن العربي وهي تصادر قرارات الجامعة العربية التي تضم اكثر من عشرين دولة بحجمها السياسي والجغرافي والتاريخي يصيبني الذهول وانا ارى الوطن العربي تحركه دولة مشبوهة في تحركاتها فيما يحصل في المنطقة العربية، يقول العزاوي في تصريحه لشبكة الاخبار((وقال العزاوي مستهجنا ان الدوحة ضيفت اكثر من 13 اجتماعا وزاريا عربيا خلال المدة الماضية بدلا من عقدها في الجامعة العربية ومصر دولة المقر، متسائلا بالقول: "لماذا اذا لا ينقل مقر الجامعة العربية الى الدوحة")) فلماذا تلك الوقاحة في أن تعقد كل هذه الاجتماعات في الدوحة دون عقدها في مقر الجامعة وهذا هو البروتوكول الرسمي لها وفي حال لم تعقد هناك فالمفترض ان تعقد في عاصمة الدولة التي تترأس هذه الدورة للجامعة العربية وهي العاصمة العراقية بغداد او امكانية عقد الاجتماعات في دول متفرقة ولا تكون بهذا الشكل الذي يوحي ان قطر تريد كل اجتماعات الجامعة في هذا الوقت لديها وبرعايتها والسبب في ذلك يعود الى انها تريد الامساك بخيوط عملية تغيير النظام السوري كونها تعلم علم اليقين ان العراق لن يسمح بتمادي دولة حمد والاخذ بقرار جميع الدول العربية الى ما هو ضمن اجندتها التي عملت عليها طيلة الفترة الماضية، ولكن انا هنا اتساءل لماذا هذا الصمت ياسيادة المندوب العراقي طيلة الفترة الماضية ويعقد هذا الكم الكبير من الاجتماعات ولم تطرحه إلا اليوم ثم لماذا أيها الدول العربية الكبيرة هذا التخردل والانصياع امام هكذا جهلة إن جاز لنا تسميتهم بهذا الوصف لان من يتمكن من سحب القرار وقوته من تحت ارجلكم قد لا يكون جاهلا وانما داهية كدهاء عمر ابن العاص او لنقل خبثه في ادارة الدولة مع معاوية وهكذا هو حمد بن جاسم الذي يستخدم الاسلوب ذاته في تمشية امور الجامعة العرجاء ، هذه الجامعة لم يصبنا منها غير الاهمال والتجاوز على حقوق العراق فمواقفهم كانت مخزية ولا زالت الى اليوم مع العراق والحال الكثير من اعضاءها تحاول افشال العملية السياسية في العراق وهذا التجاوز على دور العراق في قيادة اجتماعات الجامعة وجرها الى عاصمة دولة تريد تمشية اجندتها انما هو دليل على استهتار بعض دول الخليج بالقرار العربي وبالعراق كدولة فاعلة وهو ما لم تريده تلك الدول والسبب في كل هذا واضح وجلي ولا نجامل في قول الحقيقة او نستحي منها لان من يتسلم زمام الحكم اليوم في العراق هم الاغلبية الشيعية وهذه معلنة لديهم رسميا ولا يتوارون في الحديث عنها خلف الكواليس بل يطرحوها مع كل رئيس غربي او عربي خارج المنظومة الخليجية وللأسف نحن لا زلنا نداري تلك الوجوه الكالحة الحاقدة علينا ولا بد من وضع النقاط على الحروف كي يعلموا ان العراق بلد له خصوصيته التاريخية والسياسية قبل ان تكون اغلب تلك الدول لها اسم وعلم في الامم المتحدة .

ما تريده قطر هو مسك القرار العربي حتى الاطاحة بالنظام السوري لانها دخلت في ورطة سياسية وتبنت الموضوع واصبحت هي الخصم مع نظام الاسد قبل ان يكون الشعب السوري خصما له او حتى المجاميع المسلحة من قطعان الوهابية التي تدعمها بشكل مباشر مملكة موزة وحلفاءها من آل سعود ، هذا التواطؤ الذي تمارسه دول عربية كبيرة وبالذات جمهورية مصر سوف تكون له نتائج سلبية على الواقع العربي وسيجر هذا الى خلق محاور بين اعضاء المنظومة العربية وهو ما تخطط له اسرائيل بأيادي قطرية.

 

Share |