البرهان لمن اراد الفهم الصحيح لايات القرآن-شريف البطيخي و عبد الرحمن أبو عوف مصطفى
Sat, 21 Jul 2012 الساعة : 12:53

ردا على ماكتبه عمر مشالي في صوت كردستان (أخطاء القرآن العلمية والمنطقية)
اذا كان العلم بحر فان الجهل محيطات الا ان اجهل الجهل و اسوأ الحماقة هو ان يجهل الجاهل انه جاهل ويصر على انه عالم (فيهرف بما لا يعرف) بغير علم ولاهدى ولا كتاب منير كامثال النكرات من الناس الذين يتطاولون على الله سبحانه ويطعنون في كلامه تعالى بقولهم : "ان هذا القرأن يأتيه بعض الخطأ العلمي والمنطقي في اياته الشريفة".. اؤلئك يعيبون القرآن والعيب فيهم وما عيبهم الا الجهل والفهم السقيم كما قال القائل في امثالهم
وكم من عائب قولا صحيحا وآفته من الفهم السقيم
ومن امثال هؤلاء هذا عمر مشالي الذي يدعي وامثاله ان هناك بعضا من اخطاء القرآن العلمية والمنطقية. لذا احتراما للحق والحقيقة واحتراما لكل بصر وبصيرة وعقل رأينا ان من الواجب الانساني ان نبين تهافت هذه الاقوال واصحابها اعداء الحقيقة والانسانية والعلم والمنطق بما يلي:
إن القرآن كلام الله تعالى العليم الخبير ليس فيه شيء من التناقض إطلاقاً، ولو كان فيه شيء من ذلك أو يشبه ذلك لأثاره أعداء هذا الدين الإسلامي قديماً، فقد نزل القرآن على محمد صلى الله عليه وآله سلم، والعرب في ذلك الوقت في أوج الاهتمام بالكلام إنشاءً ونقداً و مع هذا لم يستطيعوا أن يجدوا في القرآن مطعناً رغم رفضهم لرسالة محمد صلى الله عليه وآله وسلم ومحاولاتهم المختلفة أن يظهروا معايب تلك الرسالة ويصدون الناس عنه، نعم قالوا عنه صلى الله عليه وآله وسلم إنه ساحر أو مسحور أو شاعر أو مجنون.
لكن لم يطعنوا في القرآن من حيث أسلوبه وإحكام سبكه؛ بل منصفهم يقرُّ أن هذا الكلام ليس من كلام البشر، وهذا مدون في كتب السير والتاريخ وغيرها، فكيف يأتي الآن من لا يفهم العربية أصلاً ولا يتكلمها على وجه صحيح فصيح ثم ينتقد هذا الكتاب، فيما لم يمكن لأولئك أن ينتقدوه فيه؟!! أظن أن أي عاقل منصف لا يقبل ذلك. فمشركو العرب المتقدمون أكثر احتراماً لعقولهم وعقول من يخاطبونهم من هؤلاء الملحدين المتأخرين، وبعد هذه المقدمة نقول لكل مسلم وبكل ثقة وصدق: لا تحزن ولا تخش فالله تعالى حافظ كتابه ودينه ورسالته إلى يوم الدين، ولا بأس أن نبين تهافت دعاوى هؤلاء الذين يقولون إن القرآن فيه تناقض تعالى الله عما يقول الظالمون علواً كبيراً.
الامر الاخر وهو ان لو في القرآن ما يقولوه ويدعوه من اخطاء لما انتشر الاسلام قديما ، ولما كان اسرع الاديان انتشارا بين الخاصة والعامة في عصر العلم بشهادة غير المسلمين. الامر الثالث لو ان في القرآن ما يقوله هؤلاء الجاهلون لما استطاع في زمن العصور الظلامية الوسطى ان يصنع من الكفر ايمانا ومن الجاهلية علما ودولة وحضارة، وكمثال على تهافت هؤلاء الافَّاكون وامثالهم سأكتفي بالرد عليهم ببيان اية واحدة حاولوا ان يبنوا عليها افكهم وتضليلهم ليقلبوا اعجازها العلمي والمنطقي بفهمهم السقيم الى اخطاء ولينهار بنيانهم الذي بنوه في باقي الايات التي حاولوا ان يحرفوها في مقالهم الذي هو اوهى من بيت العنكبوت. وهذه الاية التي وددت بيانها هي قول الله تعالى في سورة الحج اية 65 ( وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ) ولتحقيق القول في هذه الآية الكريمة نقول:
أولاً- إن نفي الذات الموصوفة بأداة من أدوات النفي، قد يكون نفيًا للصفة دون الذات، وقد يكون نفيًا للذات والصفة معًا.
فمن الأول قوله تعالى:
﴿ وَمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَداً لَّا يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ ﴾(الأنبياء:8).
أي: بل هم جسد يأكلونه.
ومن الثاني قوله تعالى:
﴿ لاَ يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافاً ﴾(البقرة:273).
أي: لا سؤال لهم أصلاً، فلا يحصل منهم إلحاف. وقوله تعالى:
﴿ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ ﴾(غافر:18).
أي: لا شفيع لهم أصلاً، يطاع فيشفع لهم، بدليل قولهم:
﴿ فَمَا لَنَا مِن شَافِعِينَ ﴾(الشعراء:100).
ويسمى هذا النوع عند أهل البديع:” نَفْيُ الشيء بإيجابه “.
وعبارة ابن رشيق في تفسيره:” أن يكون الكلام ظاهره إيجاب الشيء، وباطنه نفيه، بأن ينفى ما هو من سببه؛ كوصفه، وهو المنفي في الباطن “. وعبارة غيره:” أن ينفى الشيءُ مقيدًا، والمراد نفيه مطلقًا، مبالغة في النفي، وتأكيدًا له “.
ومنه قوله تعالى:
﴿وَمَن يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ ﴾(المؤمنون:117)
فإن الإله مع الله تعالى لا يكون إلا عن غير برهان.
ثانيًا- لفظ ﴿ غَيْر ﴾، موضوع- في الأصل- للمغايرة، وهو مستلزم للنفي، ومعناه عند الجمهور كمعنى ﴿ لَا ﴾النافية؛ إلا أن بينهما فرقًا من وجهين:
أحدهما: أن ﴿ غَيْر ﴾ اسم. و﴿ لَا ﴾حرف.
والثاني: أن ﴿ غَيْر ﴾ معناها المغايرة بين الشيئين. و﴿ لَا ﴾معناها النفي المجرد.
ولتوضيح الفرق بينهما نقول: إذا قلت:( أخذته بذنب )، فـ﴿ذَنْبٌ ﴾هو الذي أخذته به. وإذا قلت:( أخذته بلا ذنب )، فـ﴿لَا ذَنْبَ ﴾ هو الذي أخذته به، وهو بمنزلة ﴿ذَنْبٍ ﴾ في الإثبات.
فإذا قلت:( أخذته بغير ذنب )، فـ﴿ غَيْرٌ ﴾ هو الذي أخذته به، و﴿ذَنْبٌ ﴾ لم تأخذه به؛ لأن لفظ﴿ غَيْر ﴾ مسلوب منه ما أضيفت إليه. وما أضيفت إليه هنا هو ﴿ذَنْبٌ ﴾، فهو المسلوب منها.
ومثل ذلك قوله تعالى:
﴿ وَيَقْتُلُونَ الأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ﴾(آل عمران:112).
فـ﴿ غَيْرٌ ﴾ هو الذي قتلوا به، و﴿ حَقٌّ ﴾لم يقتلوا به؛ وإنما أضيفت ﴿ غَيْرُ ﴾ إليه؛ لأنها اسم مبهم، لا يفهم معناه إلا بالإضافة. ولما كان مدلول ﴿ غَيْرٍ ﴾ المغايرة، كان معنى﴿ بِغَيْرِ حَقٍّ ﴾: بباطل.
ثالثًا- النفي بـ﴿ غَيْرٍ ﴾ يرد- في اللغة- على أوجه؛منها:
أن يكون متناولاً للذات، إذا كانت غير موصوفة؛ كقوله تعالى:
﴿ وَيَقْتُلُونَ الأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ﴾(آل عمران:112). وقوله تعالى:
﴿ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ ﴾(الحج:40).
فإن كانت الذات موصوفة، كان النفي بها واقعًا على الصفة دون الذات؛ كما في قوله تعالى:
﴿ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ﴾ (لقمان:10). وقوله تعالى:
﴿ رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ﴾ (الرعد:2).
فالمنفي بـ﴿ غَيْرٍ ﴾- هنا- هو الرؤية، لا العمد. وعليه تكون السموات مخلوقة ومرفوعة بعمد، لا تُرَى، فتأمل ذلك، فإنه من الأسرار الدقيقة في البيان القرآني المعجز!!!
رابعًا- العمد غير المرئية في العلوم الكونية:(1)
فهم كلمة السماء في القرآن:
وحتى نتمكن من فهم كلمة (السماء) في القرآن، ينبغي أن نعلم بأن الغلاف الجوي هو سماء بالنسبة لنا وفيه تتشكل الغيوم وينزل المطر، وأصحاب اللغة يعرفون السماء على أنها: "كل ما علاك فهو سماك" ، أي أن السماء هي كل شيء فوقك. فالغلاف الجوي هو سماء بالنسبة لنا، فهو يحوي الغيوم التي يهطل منها المطر، ولذلك قال تعالى: (وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ) [المؤمنون: 18].
وتمتد السماء مليارات السنوات الضوئية لمسافة لا يعلم حدودها إلا الله تعالى، وكل ما نراه من مجرات وغبار كوني هو في السماء الدنيا التي زينها الله بهذه المجرات والنجوم.
والقرآن طرح أمراً منطقياً وعلمياً لم يكن أحد يتصوره زمن نزول القرآن وهو احتمال أن تقع السماء على الأرض، ولكن كيف يمكن أن يحدث ذلك علمياً؟
زمن نزول القرآن لم يكن أحد يتصور أن الغلاف الجوي للأرض له وزن ثقيل جداً، ولم يكن أحد يعلم شيئاً عن مخاطر زوال هذا الغلاف أو انهياره. ولكن القرآن عبَّر عن هذه الحقيقة المحتملة بآية عظيمة، حدثنا من خلالها عن نعمة من نعم الخالق تبارك وتعالى، فهو الذي يمسك هذا الغلاف فلا يتبدد أو يزول.
في زمن نزول القرآن لم يكن احد يعلم أن الهواء له وزن، وإذا ما حسبنا وزن الغلاف الجوي للأرض نجده مساوياً 5 مليار مليار كيلو غرام! إذاً الغلاف الجوي الذي يعتبر سماء بالنسبة لنا، ثقيل جداً.
تصوَّروا لو أن حجراً وزنه 5 مليار مليار كيلو غرام سقط على الأرض ماذا سيفعل؟ إن الذي يمسك هذا الغلاف الجوي هو الله تعالى، يمسكه من خلال القوانين التي سخرها لتحكم هذا الغلاف. فمثلاً لو كانت كثافة الغلاف الجوي أقل مما هي عليه الآن لتبخر وهرب إلى الفضاء الخارجي. ولو أن جاذبية الأرض كانت أقل مما هي عليه الآن لم تتمكن الأرض من الإمساك بهذا الغلاف... ولذلك فإن الله تعالى اختار الحجم المناسب والوزن المناسب لكوكب الأرض بما يضمن بقاء الغلاف الجوي متماسكاً.
ومن هنا يمكننا أن نفهم معنى قوله تعالى في هذه الآية العظيمة: (وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ) [الحج: 65]. ويمكن أن نفهم هذه الآية بطريقتين والعجيب أنه لا يوجد تناقض بين العلم والقرآن في كلتا الحالتين:
1- إذا فهمنا أن السماء تعني الغلاف الجوي فهذا صحيح، وإن سقوط الغلاف الجوي على الأرض وعدم بقائه متماسكاً في مكانه، يشكل كارثة تؤدي إلى زوال الحياة من على الأرض، ومن رحمة الله بعباده أنه يُبقي هذا الغلاف في مكانه، فهو الذي يمسكه سبحانه وتعالى.
2- إذا فهمنا أن السماء هي الفضاء الخارجي خارج الأرض، فهذا يعني أن أي اصطدام لجزء من أجزاء السماء، مثل مذنب أو كويكب أو نيزك عملاق، سوف يؤدي إلى كارثة عظيمة وزوال الحياة من على الأرض. ويؤكد العلماء أن احتمال اصطدام حجر نيزكي بالأرض هو أمر منطقي، يمكن أن نفهم الآية الكريمة على أنها تخبرنا بنعمة من نعم الله تعالى، وهي أنه عز وجل يمسك هذه الأجرام الكونية في مكانها، ولا يدعها تقترب من الأرض، وقد سخَّر القوانين اللازمة لضمان سلامة الأرض وبقائها بعيداً عن مدارات الكويكبات والنيازك والأحجار التي تسبح في فضاء المجموعة الشمسية.
1. ولا نملك إلا أن نحمد الله تعالى على هذه النعمة ونقدّر قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ)، [البقرة:143] فالحمد لله!.. العُمد والدعائم التي خلقها الله - بعلمه وقدرته الحكيمة وحكمته ليقوم عليها بناء السموات والارض:
تشير الدراسات الكونية إلي وجود قوى مستترة, في اللبنات الأولية للمادة، وفي كل من الذرات والجزيئات، وفي كافة أجرام السماء, تحكم بناء الكون، وتمسك بأطرافه إلى أن يشاء الله تعالى، فيدمره، ويعيد خلق غيره من جديد.
ومن القوى التي تعرف عليها العلماء في كل من الأرض والسماء أربع صور, يعتقد بأنها أوجه متعددة لقوة عظمى واحدة، تسري في مختلف جنبات الكون؛ لتربطه برباط وثيق، وإلا لانفرط عقده، وهذه القوى هي:
(1) القوة النووية الشديدة . (2) القوة النووية الضعيفة . (3) القوة الكهربائية المغناطيسية( الكهرومغناطيسية). (4) قوة الجاذبية .
هذه القوى الأربع هي الدعائم الخفية، التي يقوم عليها بناء السماوات والأرض, وقد أدركها العلماء من خلال آثارها الظاهرة والخفية في كل أشياء الكون المدركة.
وتعتبر قوة الجاذبية على المدى القصير أضعف القوى المعروفة لنا, وتساوي:(10- 39 ) من القوة النووية الشديدة, ولكن على المدى الطويل تصبح القوة العظمى في الكون, نظرًا لطبيعتها التراكمية، فتمسك بكافة أجرام السماء, وبمختلف تجمعاتها. ولولا هذا الرباط الحاكم، الذي أودعه الله تعالى في الأرض، وفي أجرام السماء ما كانت الأرض، ولا كانت السماء. ولو زال هذا الرباط، لانفرط عقد الكون، وانهارت مكوناته.
ولا يزال أهل العلم يبحثون عن موجات الجاذبية المنتشرة في أرجاء الكون كله, منطلقة بسرعة الضوء دون أن ترى. ويفترض وجود هذه القوة على هيئة جسيمات خاصة في داخل الذرة لم تكتشف بعد، يطلق عليها اسم الجسيم الجاذب، أوالجرافيتون ( Graviton)
منذ العقدين الأولين من القرن العشرين تنادى العلماء بوجود موجات للجاذبية من الإشعاع التجاذبي، تسري في كافة أجزاء الكون؛ وذلك على أساس أنه بتحرك جسيمات مشحونة بالكهرباء، مثل الإليكترونات والبروتونات الموجودة في ذرات العناصر والمركبات، فإن هذه الجسيمات تكون مصحوبة في حركتها بإشعاعات من الموجات الكهرومغناطيسية.
تشير الدراسات الكونية إلي وجود قوى مستترة, في اللبنات الأولية للمادة، وفي كل من الذرات والجزيئات، وفي كافة أجرام السماء, تحكم بناء الكون، وتمسك بأطرافه إلى أن يشاء الله تعالى، فيدمره، ويعيد خلق غيره من جديد
وقياسًا على ذلك فإن الجسيمات غير المشحونة ( مثل النيوترونات) تكون مصحوبة في حركتها بموجات الجاذبية, ويعكف علماء الفيزياء اليوم على محاولة قياس تلك الأمواج, والبحث عن حاملها من جسيمات أولية في بناء المادة، يحتمل وجوده في داخل ذرات العناصر والمركبات, واقترحوا له اسم: الجاذب. أو الجرافيتون. وتوقعوا أنه يتحرك بسرعة الضوء, وانطلاقا من ذلك تصوروا أن موجات الجاذبية تسبح في الكون؛ لتربط كافة أجزائه برباط وثيق من نواة الذرة إلى المجرة العظمى، وتجمعاتها إلى كل الكون, وأن هذه الموجات التجاذبية هي من السنن الأولى، التي أودعها الله تعالى مادة الكون وكل المكان والزمان!!
وهنا تجب التفرقة بين قوة الجاذبية(TheGravitationalForce)، وموجات الجاذبية(TheGravitationalWaves). فبينما الأولى تمثل قوة الجذب للمادة الداخلة في تركيب جسم ما، حين تتبادل الجذب مع جسم آخر, فإن الثانية هي أثر لقوة الجاذبية. وقد أشارت نظرية النسبية العامة إلى موجات الجاذبية الكونية على أنها رابط بين المكان والزمان على هيئة موجات، تؤثر في حقول الجاذبية في الكون، كما تؤثر على الأجرام السماوية، التي تقابلها. وقد بذلت محاولات كثيرة لاستكشاف موجات الجاذبية القادمة إلينا من خارج مجموعتنا الشمسية، ولكنها لم تكلل بعد بالنجاح.
والجاذبية وموجاتها، التي قامت بها السماوات والأرض منذ بدء خلقهما, ستكون سببًا في هدم هذا البناء عندما يأذن الله تعالى بتوقف عملية توسع الكون، فتبدأ الجاذبية وموجاتها في العمل على انكماش الكون، وإعادة جمع كافة مكوناته على هيئة جرم واحد، شبيه بالجرم الابتدائي، الذي بدأ به خلق الكون. وسبحان القائل:
﴿ يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاء كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعداً عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ ﴾ (الأنبياء:104).
خامسًا- نظرية الخيوط العظمى وتماسك الكون(2)
في محاولة لجمع القوى الأربع المعروفة في الكون ( القوة النووية الشديدة والقوى النووية الضعيفة, والقوة الكهرومغناطيسية, وقوة الجاذبية ) في صورة واحدة للقوة اقترح علماء الفيزياء ما يعرف باسم نظرية الخيوط العظمى(TheTheoryOfSuperstrings)، والتي تفترض أن الوحدات البانية الى اللبنات الأولية للمادة من مثل ( الكواركات والفوتونات, والإليكترونات وغيرها ) تتكون من خيوط طولية في حدود (10- 35 ) من المتر, تلتف حول ذواتها، على هيئة الزنبرك المتناهي في ضآلة الحجم, فتبدو كما لو كانت نقاطًا، أو جسيمات, وهي ليست كذلك. وتفيد النظرية في التغلب على الصعوبات، التي تواجهها الدراسات النظرية في التعامل مع مثل تلك الأبعاد شديدة التضاؤل، حيث تتضح الحاجة إلى فيزياء كمية غير موجودة حاليًا, ويمكن تمثيل حركة الجسيمات في هذه الحالة بموجات تتحرك بطول الخيط . كذلك يمكن تمثيل انشطار تلك الجسيمات واندماجها مع بعضها البعض بانقسام تلك الخيوط والتحامها.
وتقترح النظرية وجود مادة خفية (ShadowMatter)، يمكنها أن تتعامل مع المادة العادية عبر الجاذبية؛ لتجعل من كل شيء في الكون ( من نواة الذرة إلى المجرة العظمى، وتجمعاتها المختلفة إلى كل السماء ) بناء شديد الإحكام, قويّ الترابط . وقد تكون هذه المادة الخفية هي ما يسمَّى باسم المادة الداكنة (DarkMatter)، والتي يمكن أن تعوض الكتل الناقصة في حسابات الجزء المدرك من الكون, وقد تكون من القوى الرابطة له. وتفسر النظرية جميع العلاقات المعروفة بين اللبنات الأولية للمادة, وبين كافة القوى المعروفة في الجزء المدرك من الكون. وتفترض النظرية أن اللبنات الأولية للمادة ما هي إلا طرق مختلفة لتذبذب تلك الخيوط العظمى في كون ذي أحد عشر بعدًا.
ومن ثم، إذا كانت النظرية النسبية قد تحدثت عن كون منحن, منحنية فيه الأبعاد المكانية الثلاثة ( الطول, العرض, والارتفاع ) في بعد رابع هو الزمن, فإن نظرية الخيوط العظمى تتعامل مع كون ذي أحد عشر بعدًا، منها سبعة أبعاد مطوية على هيئة لفائف الخيوط العظمى، التي لم يتمكن العلماء بعد من إدراكها.
وسبحان القائل:﴿ اللّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ﴾(الرعد:2). والله قد أنزل هذه الحقيقة الكونية على خاتم أنبيائه ورسله صلى الله عليه وآله وسلم من قبل أربعة عشر قرنًا, ولا يمكن لعاقل أن ينسبها إلى مصدر غير الله الخالق
وصدق ما نطق به لسان الفطرة عند الاعرابي عندما سئل عن وجود الله؟ فقال : البعرة تدل على البعير . . والأثر يدل على المسير .. فسماء ذات ابراج .. وأرض ذات فجاج .. الا تدل على العليم الخبير
نعم البعرة تدل على البعير .. والأثر يدل على المسير ولكن من يُفهم هذا الذي يدعي كذبا : "بعض من اخطاء القرآن العلمية والمنطقية" اليس صاحب هذا القول اضل من الأنعام؟