المالكي يدعو العراقيين في سوريا للعودة ويؤكد الصفح عن جميع الذين اتخذوا مواقف سلبية
Sat, 21 Jul 2012 الساعة : 6:46

وكالات:
دعا رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي، في بيان صدر عن مكتبه، مساء الجمعة، جميع العراقيين في سوريا للعودة إلى العراق، مؤكدا الصفح عن جميع الذين اتخذوا مواقف سلبية ولم يتورطوا في سفك دماء الأبرياء.
وقال بيان صدر عن رئاسة الوزراء وحصلت "السومرية نيوز"، على نسخة منه، إن "العراقيين الأبرياء والمسالمين في سوريا يتعرضون إلی عمليات قتل ونهب للأموال وسلب للممتلكات من العصابات الإجرامية التي انتهكت جميع الأعراف والقيم الإنسانية، وهي علی شاکلة تلك المجموعات الإرهابية التي عبثت بأمن العراقيين خلال السنوات الماضية".
وأضاف البيان "وفي ظل الظروف الأمنية الصعبة التي يعيشها اخواننا و ابناؤنا في سوريا، فإننا ندعوهم رجالا ونساء واطفالا إلی العودة إلی بلادهم معززين ومکرمين، ونقول لهم تفضلوا إلی وطنکم الذي هو موطن أمنکم وعزکم إن شاء الله ، وسنصفح عن کل الذين اتخذوا مواقف سلبية ولم يتورطوا بسفك دماء الأبرياء، ليعيش الجميع بأمن وسلام ونضع يدا بيد لحماية بلدنا وشعبنا من عبث العابثين".
وناشد البيان "الأمم المتحدة للتدخل العاجل وبالتعاون مع السلطات السورية لحماية العراقيين ومساعدتهم وتسهيل عملية العودة إلی العراق.
وجدد البيان "الترحيب بعودة أبناء العراق إلی بلدهم وبين أهليهم، فالعراق هو لکل العراقيين، فلا تمييز بعد اليوم بين المواطنين علی أسس قومية أو مذهبية أو طائفية."
وكان نائب عن ائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الحكومة نوري المالكي، أكد الجمعة، أن استهداف العراقيين في سوريا من قبل المسلحين هو الذي اضطر الحكومة إلى دعوتهم لمغادرتها، مستبعداً أن يكون للقرار أي علاقة ببقاء نظام الرئيس بشار الأسد أو رحيله، فيما توقع تفاقم الأوضاع في الدولة المجاورة خلال الأيام المقبلة. وكان رئيس الحكومة العراقية، نوري المالكي شكل، أمس الخميس،(19تموز 2012) لجنة برئاسة وزير النقل هادي العامري، لتسهيل عودة العراقيين من سوريا إلى بغداد، كما وضع طائرته الخاصة بتصرف اللجنة.
وكانت الحكومة العراقية دعت، في (17 من تموز الحالي)، رعاياها المقيمين في سوريا إلى المغادرة والعودة إلى البلاد بعد "تزايد حوادث القتل والاعتداء" عليهم، بعد ساعات على تسلم جثامين 23 عراقياً بينهم صحافيان قتلوا في أحداث سوريا.
وشهدت العاصمة السورية دمشق، الأربعاء (18 من تموز الحالي)، تفجيراً انتحارياً استهدف مبنى الأمن القومي السوري خلال عقد اجتماع لوزراء وقادة أمنيين فيه، مما أسفر عن مقتل وزير الدفاع السوري داوود راجحة، ونائب رئيس أركان الجيش وصهر الرئيس السوري آصف شوكت، وإصابة وزير الداخلية محمد الشعار ورئيس المخابرات هشام بختيار.
يشار إلى أن السفير السوري في العراق نواف الفارس، أعلن في (11 من تموز 2012)، عن انشقاقه عن نظام الرئيس بشار الأسد، واصفاً الأخير بـ"الدكتاتور"، داعيا عناصر الجيش النظامي والشباب السوري إلى الالتحاق بالثورة وعدم السماح للنظام بزرع الفتنة، في حين أعلنت وزارة الخارجية والمغتربين السورية في اليوم التالي، عن إعفاء الفارس من منصبه على خلفية التصريحات التي أدلى بها ضد نظام الأسد، مؤكدة في الوقت نفسه استمرار العلاقات الثنائية مع بغداد.
وتشهد سوريا منذ 15 من آذار 2011، حركة احتجاج شعبية واسعة بدأت برفع مطالب الإصلاح والديمقراطية وانتهت بالمطالبة بإسقاط النظام بعدما ووجهت بعنف دموي لا سابق له من قبل قوات الأمن السورية وما يعرف بـ"الشبيحة"، أسفر حتى اليوم عن سقوط ما يزيد عن 17 ألف قتيل بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان في حين فاق عدد المعتقلين في السجون السورية على خلفية الاحتجاجات الـ25 ألف معتقل بحسب المرصد، فضلاً عن مئات آلاف اللاجئين والمهجرين والمفقودين، فيما تتهم السلطات السورية مجموعات "إرهابية" بالوقوف وراء أعمال العنف.
يذكر أن نظام دمشق تعرض ويتعرض لحزمة متنوعة من العقوبات العربية والدولية، كما تتزايد الضغوط على الأسد للتنحي من منصبه، إلا أن الحماية السياسية والدبلوماسية التي تقدمها له روسيا والصين اللتان لجأتا إلى استخدام حق الفيتو مرتين حتى الآن، ضد أي قرار يدين ممارسات النظام السوري العنيفة أدى إلى تفاقم النزاع الداخلي الذي وصل إلى حافة الحرب الأهلية، وبات يهدد بتمدد النزاع إلى دول الجوار الإقليمي.
المصدر:السومرية نيوز