المرجعية لسان حال اهل الناصرية -علي غالي السيد
Thu, 19 Jul 2012 الساعة : 16:54

تأكيدا على دعواتنا المستمرة دعا فضيلة الشيخ اية الله (محمد باقر الناصري ) المواطنين والمسؤولين ، في خطبته الاخيرة خلال صلاة الجمعة في مسجد الشيخ عباس الكبير وسط المدينة ، ان الازمات السياسية التي تعصف بالبلاد ستبقى مستمرة ، وما ان تنتهي ازمة حتى تبدأ ازمة اخرى 000
وبما ان الازمات مستمرة بات واضحا انه يهدف الى اشغال الناس والمسؤولين على حد سوى ، من الالتفات للخدمات الاساسية المطلوبة ، وصولا لغايات قد وضعت سلفا من شانها عرقلة مسيرة التقدم للبلد ، لان النهضة العمرانية الحالية وان كانت بطيئة نوع ما ، قد تربك حسابات البعض من السياسيين الذين لا يريدون الخير للعراق العظيم 000
وهذه الدعوات المتكررة والتي تطابق تطلعاتنا وتتماشى وتطلعات الشعب عموما ماهي الا شعور وطني نابع من وجدان مراجعنا العظام ، وقراءاتهم الواقعية الدقيقة للوضع الراهن وما يعقبه ، وان خطبة كل جمعة تعد باكورة اعمال جادة بين اللقاءات المستمرة مع معظم شرائح المجتمع ، التي تثمر منها ابداء الآراء والافكار والمقترحات خلال ايام الاسبوع ثم تتم دراستها وتمحيصها بغية اختيار ما يهم اكثر فئة من المجتمع وبعدها تقدم النصائح والتوجيهات لمن يهمه الامر لغرض المعالجة والحل ، لذا كانت خلاصة خطبة الجمعة لهذا الاسبوع هو تحذير الحكومة المحلية من مغبة التدخل في الشؤون السياسية وازماتها التي لا تنتهي والتي لا نحصد منها سوى تراكم هموم الناس والفتور في العمل والتقاعس في المهنة والتنصل عن واجباتنا الاساسية من تقديم الخدمات لا بنائنا ، الذين ينتظرون منا الكثير بعد ما خلفته ويلات الحروب وضرر الارهاب وزوبعة الازمات والصراعات السياسية المتلاحقة من دمار وخراب0000
وجاءت الخطبة لتوضيح بعض الامور ولتقويم واصلاح مسار العملية السياسية والادارية المحلية الحقيقية ضمن الصلاحية الممنوحة لمدينتنا ، وايضا تحمل في طياتها توصيات مهمة تشير من خلالها بان الشعب العراقي مدركا تماما وواعيا لكل ما يدور في الساحة العراقية السياسية والاقتصادية ، وبدأ يثبت ذلك من خلال مطالبته الحثيثة والمستمرة ، واحيانا يخرج من مطالبه السلمية المشروع والمعتادة من التنديد والشجب والاستنكار والرفض لما يحدث هنا وهناك الى قلب الموازين واسقاط الحكومة المحلية ، الا اننا نهدئ من روعه بتوجيهاتنا المعهودة ، كما يحتم واجبنا حث المسؤولين على اداء اعمالهم المناطة بهم وعدم التهاون والتكاسل وخلق الحجج الواهية التي يوهمون انفسهم فيها فقط ، ويغرقونها في اتون الصرعات التي (لا تنتج طحينا يؤكل ) دفاعا عن مواقفهم الحزبية الضيقة ، في الوقت الذي يأمل وينتظر منهم الشعب العمل الجاد والمتواصل وعدم اضاعة فرصة في البناء والتطور ، لذا وجب عليكم سادتي الكرام ان لا تنتظروا من الحكومة الاتحادية الحلول الجاهزة لمدينتكم دون ان تساهموا انتم في ايجاد الحلول وتقديم ما يمكن تقديمة وليس من حيث الاقتراحات فقط وانما من حيث المشاركة العملية والزيارات الميدانية وتحمل ما عليكم من مسؤوليات ، وان بعض الخدمات يمكن ان تقدم بجهود محلية دون انتظار تشريع او قانون او قرار صادر من الحكومة الاتحادية 000
كما ان هذا الاعمال وغيرها ستخلق لكم اجواء شعبية مؤيدة وايجابية انتم اليوم احوج لها ، اذ ان الالتفاف الجماهيري حول المسؤولين سيعزز امكانياتهم ويدعم نشاطاتهم ويسهم في تحقيق دور المؤازرة لجعل المدينة انموذج يحتذى بها ، وتذكروا ان تجربة بناء مدينة الصدر (بالعمل الشعبي) واحياء الاراضي وزراعتها في مشتل البدعة (بالعمل الجماعي الطلابي ) والكثير من الشواهد والتجارب جاءت لتبرهن لكم بان يد الشعب هي الطولى والليل لابد ان ينجلي وابو القاسم الشابي كان محقا بقولة هذا ( اذا الشعب يوما اراد الحياة 000000 )
واتركوا جانبا حرب التصريحات التي تشتعل أوارها أناء الليل واطراف النهار التي باتت مكشوفه اطرافها لدى الجميع ممن الذين يصبون( الزيت على النار ) وهم موجودون في جميع الكتل والاحزاب فبناء مدينتكم هو مساهمة في بناء العراق والاهتمام بشعبكم في الناصرية هو اهتمام بالشعب العراقي كاملا وتذكروا قول الله تعالى (قل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنين وستردون الى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعلمون) صدق الله العظيم
رئيس تحرير جريدة السلطة الرابعة