العراق بعد سقوط النظام السوري -وليد سليم

Thu, 19 Jul 2012 الساعة : 16:37

المخططات التي تبنتها دول المنطقة فيما يخص الوضع في سوريا وبالذات بعض دول الخليج بدأت تؤتي ثمارها هذه الايام خصوصا ونحن نلحظ ان المعارك في تخوم العاصمة دمشق وبالقرب من مواقع القوة الحديدية لبشار الاسد هذا حصل بعد الجهد الجهيد والاموال الطائلة التي صرفت الى درجة ان السعودية ومعها قطر يدفعون رواتب الجبش السوري الحر ومن انخرط معهم في تلك العمليات والمواجهات سواء في التظاهرات او العمل المسلح هذا الى جانب الدعم الكبير والتمويل الضخم لمجاميع القاعدة والارهاب التي دخلت على الخط منذ الاشهر الاولى للصراع وهو ما جعل المعركة في تغيير النظام السوري تأخذ مسارا اخر غير الذي كانت عليه لأن ممارسة هؤلاء للقتل والذبح تختلف تماما عن باقي قواعد الشعب السوري وهذه المجاميع من المؤكد انها جاءت وافدة من عدة اماكن ولكن الاكثر توافدا كان من العراق لان الحواضن السياسية والجغرافية لتلك المجاميع جعلها في حرية حركة قادرة على الكر والفر في الدخول والخروج الى سوريا والقيام بعمليات نوعية ثم العودة الى اماكنها وهو ما جعل المعركة شديدة بين القوات السورية وتلك العناصر.

هذه المجاميع في مراجعة قهقرية الى الوراء نجد ان هناك العديد من الجهات العاملة اليوم على الساحة السياسية العراقية وللأسف منهم من يشترك في مراكز القرار العراقي يساعدون هؤلاء ويدعون بقوة لاسقاط النظام السوري من اجل تغيير الواقع والمنطقة ككل واضفاء القوة لهم باعتبار ان الامتداد الذي سيحصلون عليه في الجهة الغربية من البلاد سيؤهلهم الى فرض وجودهم وقوتهم من اجل تغيير المعادلة في العراق الجديد فلا يروق لهؤلاء ان تحكمهم فئة معينة من الشعب طالما يرون انهم هم الاحق بقيادة الدولة العراقية ولذلك ليس غريبا عندما نسمع ان مثل طارق الهاشمي ومن على شاكلته وفي جلساتهم ولقاءاتهم مع بعض السياسيين الشيعة بأنهم متفضلين علينا أننا نمسك الحكم اليوم، وكأنها منّة منه ومن أذياله عربان الجزيرة العربية .

تقول انباء اليوم ان القصة السورية التي ترويها دولة قطر قد شارفت على النهاية حيث اشار مصدر عسكري اسرائيلي يراقب الحدث بدقة الى ((مصادر في الجيش الإسرائيلي. حيث ذكر لواء في الجيش الإسرائيلي أبيب كوتشافي أن “السلطات السورية حركت قطعات الجيش السوري المرابطة على الحدود في هضبة الجولان الفاصلة بين إسرائيل وسوريا، إلى الداخل السوري وبالتحديد دمشق حيث يحتدم القتال فيها حالياً”،  مضيفاً أن “الأسد يسعى لاستعادة السيطرة في أماكن الصراع من جديد )) وهذا يدلل على ان الطبخة قد استوت وان العديد من الجهات التي تريد العودة بالعراق الى الوراء قد استعدت لهذا السيناريو الخبيث وان هناك العديد من الضباط والبعثيين في اليمن والسودان وابو ظبي والاردن سوف يصلون الى سوريا مجرد سقوط الاسد لحسابات قرر لها بعض المتعاونين مع تلك الاجندة تنسيقا مع فلول القاعدة ومجاميع البعث لتخريب العملية السياسية في العراق وتأجيج حرب طائفية في لبنان تكون قادرة على اشعال الوضع اللبناني اكثر من سابقتها في ثمانينيات القرن الماضي وبهذا تكون هذه التشكيلة قد قامت على تقطيع اوصال الخطوط الايرانية في تلك المناطق او تهشيم الهلال الشيعي كما يطلق عليه جهلا ملك الاردن. من خلال هذا السيناريو يتضح لنا اسباب ودوافع بعض السياسيين في القائمة العراقية في افتعال تلك الازمات في العراق وعدم ترك المجال الى سبيل لحلها هو الوصول لتلك النتائج لأنها مرسومة من اسيادهم في بلاد البعران ، انا اتمنى ان تخيب كل امالهم الداعية الى تخريب العراق ويكون هذا البلد بعيدا عن كل تلك المخططات وهذه الجحيم القادم الى سوريا ونقول الله يعين الشعب السوري على تحملهم لاصحاب اللحى العفنة الموتورين والمجرمين القادمين اليهم الذين يمنون انفسهم في الايغال بدماء الابرياء ولعل تهديداتهم من على منابر الاعلام العربي الاصفر لجماعة العرعور وغيره بات واضحا كيف ستؤول الاحداث في قابل الايام.
 

Share |