المسدسات والعاطلين عن العمل-سعد الحمداني
Thu, 19 Jul 2012 الساعة : 16:24

برلماننا العراقي هو برلمان الامتيازات بكل ما لها من معنى هذه الكلمة وعلى هذا الاساس نجد ان السبب الذي يدفع الكثيرين من الوصول الى غايته في الحصول على مقعد برلماني هي تلك الامتيازات فلا غرابة عندما نقول ان سيدة في الانتخابات الماضية باعت كل ما لديها من مصوغات ذهبية وتحويشة العمر من الفلوس وباعت قطعة ارض تملكها من اجل الدعاية الانتخابية للوصول الى البرلمان وعندما فشلت في ذلك تواردت الاخبار بأن زوجها اقبل على طلاقها بسبب تلك الخسارة او لنقل التجارة الغير مربحة.
كما لاحظنا ان العديد من النواب وصلوا الى مقاعدهم بطرق تستحق الوقوف عندها والتساؤل عنها فهناك من يقول قد دفعوا الاجرة ثم وصلوا وهناك من وصل الى البرلمان بقوة اصوات غيره ، كما شاهدنا التقاتل على المقاعد التعويضية والمحاكم التي أقيمت من اجلها وهذا يقول حقي وذاك يقول هذا لي كل ذلك لأنهم يعرفون اين يدخلون ، انهم يدخلون الى عالم الامتيازات والعطاء اللامحدود والبذخ في الخدمات الشخصية الغير متناهي وما الى ذلك والقائمة تطول لان آلية التشريع بيدهم ومن يتكلم عنهم أي من الجهات التنفيذية فلا يلوم الا نفسه لأنه سيتعرض الى المسائلة البرلمانية والاستجواب والنزاهة والتشهير الاعلامي وهلم جرا.
ألهذا الحد اصبح تمثيل المواطن والحق الدستوري والنظام التشريعي حالة من الربح والخسارة ؟هذا ما نلاحظه للأسف في عراقنا المذبوح وكأن البرلمان غنيمة لمن هب ودب ليبقى المواطن يعاني شغف العيش في الوقت الذي لا نسمع منهم غير لوم الحكومة وعدم عنايتها بالمواطنين في حين انهم ينشغلون بقوانين وتشريعات تخصهم فقط لا غير،، لقد سمعنا عن السيارات المصفحة والهرج والمرج الذي دار حولها وسمعنا بقطع الاراضي ثم المجمع السكني من الدرجة الاولى وخدماته العالية والحمايات الاشباح الذين فاقوا العشرين شخصا وعلى الارض لا يوجد سوى اثنين او ثلاثة فأين الاخرين!!!!! وربما البعض لا يحتاج الى اكثر من واحد يكون سائقه ، اما اليوم فنسمع بنغمة شراء اسلحة وبقيمة خمسة مليارات دينار ولدينا طوابير طويلة من العاطلين عن العمل فما حاجة النائب الى المسدسات او البنادق اذا كانت مديرية حماية الشخصيات توفر لهم كل الاسلحة والامكانات الواجب توفرها لحمايتهم ألم يكن من الاولى ان نستخدم هذا المال في فتح مشاريع لتشغيل العمال الذين يقفون في مساطر العمل كل صباح ثم يعودون بخفي حنين الى بيوتهم عندما لا يحصلون على عمل؟ ثم هل قمنا بحل المشاكل التي تحيط بالعملية السياسية لنلتفت الى تلك الامتيازات؟ فهذه برلمانات العالم ما سمعنا يوما ان برلمانا اشترى لاعضاءه مسدسات وبنادق كلاشنكوف هذا الا اذا وضعنا تخمينا او امكانية ان الازمة السياسية الحالية لشدتها ربما لن يصلوا الى حلها بالحوار وقد يكون النقاش داخل البرلمان عقيما الى درجة ان تكون تلك الاسلحة مرخصة الاستخدام للتفاهم بينهم تحت قبة البرلمان وتبدأ المعركة بين الكتل السياسية المختلفة وتكون عندها تلك هي طريقة الحوار!!!! .
الا تنظرون الى المتقاعدين الذين انهكتهم الاحتجاجات والصيحات بتعديل رواتبهم؟ الا اتنظرون الى العاطلين وهم يسحبون ايامهم الواحد بعد الاخر بقوة الشد على البطن لانه اذا أكل اليوم ربما لا يأكل غدا؟ ألا تنظرون الى المتعففين من عامة الناس وسط هذا الشعب هو واطفاله لا يأكل قطعة لحم لأشهرعدة؟ وانتم تبذرون خمسة مليارات والمصيبة انها زائدة في ميزانية مجلس النواب ,,,,, فكيف يمكن ان نصدقكم عندما يخرج اعضائكم كل يوم علينا ويقولون ارسلنا الملف الفلاني الى النزاهة وفيه من الفساد الكبير كذا وكذا وانتم في ذات الوقت تشرعون لهذا الفساد.... والله عيب عليكم وحرام .