ليعذرنا القراء الاعزاء ان احجمنا عن ذكر الاسماء والعناوين ففي بلد ما زال يحبو متأرجح الخطوات فوق طريق الديمقراطية المحفوفة بعقد الماضي الذي يكابد للبقاء في الكثير من النفوس المريضة وعلى هذا الاساس يتفهم الجميع كيف ولماذا نحجم عن ذكر الاسماء تجنبا للعواقب .
يعتبر قسم السكرتاريا واحدا من اهم الاقسام في اية مؤسسة ومهما كان حجمها ومحلها ضمن الهيكل التنظيمي للدائرة او المؤسسة وبسبب سعة المعاملات بين الداخل والخارج من الدائرة اضحت السكرتاريا تؤدي  دورا مهما كونها القسم الوحيد تقريبا الذي يتعامل مع المواطن والموظف معا من جهة ولكونها البوابة الواصلة بين صالة غرفة المدير وخارجها والتي تتطلب من القائم باعمالها ان يكون مكتبه بابا مفتوحا مهللا للجميع مثلما يستوجب من ابتسامة وجهه ان تسهل . ولهذا غدت السكرتاريا علما وفنا من علوم الادارة وفنونها التي استحقت ان تتبؤ مكانتها في فروع الدراسة الاكاديمية فصارت قسما في معاهد الادارة وكلياتها لكن اين العلم ومما نحن بصدده ومن البعض ممن يتسنمون هذه المواقع وهم خواء من اجواءها فتراهم قطب الوجوه لايتورعون عن استخدام كل الفاظ الفضاضة والتكبر وكأن الدائرة صفاة لبيع الغنم لالشئ الا لكونهم رؤساء السكرتاريا والقريبون من باب الاستاذ المديرورحم الله احمد شوقي القائل ( ولم ارى غير حكم الله حكما ولم ارى دون باب الله بابا ) .........
ومن المفارقات ان البعض منهم يجعل من نفسه حارسا لتنفيذ التعليمات الادارية ويشرع لاشهار يراعه ليقيم (بتشديد الياء ) اداء هذا الموظف وليصحح سلوك ذاك !  موقفا بذلك الدنيا غير مقعدها متناسيا تجاوزه على زملاءه الجالسين في مكتب الدولة الذي هو قبل ان يكون مكتبه .
اننا نذكر امثال هكذا موظفين على ما نصت عليه مواد لائحة سلوك وانضباط موظفي الدولة ونذكرهم ان هذه اللائحة التي تحرص جميع دوائر الدولة على رفعها مكتوبة بالخط العريض معلقة على اوسع الجدران من بعد ما وقع كل الموظفين على التوقيع عليها والالتزام بها جميعا بلا استثناء نذكرهم انها ليست للعرض او للضحك على الذقون والا فلتغادر النزاهة والتفتيش اماكنها الساعة ونذكر بما جاء بدلالة موادها المتعلقة بالزام الموظفين جميعا باحترام الكرامة الادمية والوظيفية لبعضهم
   ولقد اعذر من انذر