الى دائرة جوازات ذي قار
Wed, 18 Jul 2012 الساعة : 10:07

الاسم: أحمد الناصري
-----------------------
أمضيت يوما كاملا في دائرة جوازات ذي قار لاجل أستحصال جوازا للسفر, وقبل ذهابي الى هناك كنت قد قرأت عن أن هذه الدائرة هي الافضل بين الدوائر الحكومية في محافظة ذي قار كما أعلن ذلك في أستفتاء أجرته جريدة أخبار الأسبوع في محافظة ذي قار فكان الامل يرافقني الى أن وصلت الى باب الدائرة المكتظ بالمراجعين منذ الصباح الباكر, وبعد سؤال حراس البوابة عن وجود علبة تدخين أو تلفون والتخلي عنهما في الخارج دخلت الى البناية التي تحمل على واجهتها عبارة مديرية جنسية ذي قار فقط. وعند مدخل البناية تقع غرف على جانب الممر الداخلي يزدحم عليها النساء في الجانب الايمن وعلى الجانب الايسر الرجال في طريقة فوضوية ويزداد حضور المراجعين من كلا الجنسين مع مرور الوقت وارتفاع درجة الحرارة تزداد أيضا الفوضى وانعدام التنظيم في أستقبال المراجعين و رغم وجود الكثير من الضباط الموظفين لخدمة المراجعين يشتكي من تحدثنا معهم من قلة الكادر, ففي قسم استقبال واستلام المعاملات يوجد موظفين اثنين فقط في كل جانب.
وبعد ساعتين من الوقوف والانتظار خارج غرف الموظفين على أمل استلام المعاملة خرج أحد الضا بطين من الغرفة وترك العمل لمرضه كما قال هو لنا, وبوجود موظف واحد أشدت الفوضى وتزاحم المراجعون على الغرفة الصغيرة على أمل انهاء عملية الاستلام وهي مجرد المرحلة الاولى.
أمضينا ثلاث ساعات والكثير من الكلام مع الضباط والتوسل اليهم للوصول للموظف وتقديم الفايل للنظر فيه والتوقيع عليه في عملية لم تأخذ سوى ثلاث دقائق. كان سبب التأخير هو الفوضى في أدارة العمل فليس هناك الية واضحة ومجدية. يقوم الضباط باستلام الفايلات من المراجعين قبل دخولهم البناية وتُسلّم الى موظف اخر يقف أمام المراجعين فيصيح باسمائهم ويأمرهم بالاصطفاف بعد أن يُسلّمهم الفايلات , كان عدد المراجعين حين وصولنا الساعة الثامنة والنصف صباحا لا يتعدى الخمسين مراجعا لكل جانب ولو جرت العملية بصورة صحيحة لما أضطررنا للانتظار ثلاث ساعات ولكن هناك الكثير من المحسوبية التي لاحظناها من خلال قدوم بعض المراجعين بأصطحاب ضباط من الدائرة أو من خارجها للقفز على الجميع وأنهاء معاملاتهم أمام انظار الجميع.
وبعد أن سلمنا الوثائق وتبين سلامتها كان علينا الدخول الى البناية في الطابق الثاني وقد رأينا هناك الاسوأ, حيث توجد غرفة صغيرة لا تحتوي على تهوية مناسبة فيها ثلاثة شبابيك لموظفين يقف أمام كل شباك عشرات المراجعين لاخذ بصمة أصابع الكترونية. كان الصراخ والتوسل بالموظفين وحرارة المكان ومنظر بكاء الاطفال ونظرات العجائز والشيوخ المتعبة تثير اليأس والحزن, ويتعقد الحال عند انطفاء الكهرباء المتكرر خلال الساعة الواحدة وتزداد عمليات المحسوبية وانهاء معاملات من يصطحبهم بعض الضباط الكبار منهم والصغار تحت دون أي أكتراث من المسؤولين. أمضيت ساعتين وربع للوصول الى الموظف لاخذ بصمة الاصابع. كان الدوام على وشك الانتهاء وكنت في حالة من الغضب والحزن ممزوجة بالتعب والعطش والجوع لاغادر أفضل دائرة في ذي قار.
ومن الملاحظات التي أرغب هنا بوضعها أمام مسؤولي هذه الدائرة المهمة التي تعتبر أول محطة للمواطن العراقي الذي سيغادر وطنه وترافقه من ذكريات لن ينساها يحملها معه أينما ذهب سيقصها على الاخرين حينما يلتق بهم وحين تضطره المعاملة السيئة وعدم أحترام أنسانيته الى هجرة بلده.
وعلى امل تصحيح الخلل والعمل بأيجابية أضع هنا ما لاحظته من اخطاء في تسيير العمل في دائرة الجوازات.
- المحسوبية تتفشى بشكل كبير على حساب المراجعين وهو الامر الذي يجعل من الجميع البحث عنه والعمل بالواسطة بدل النظام واحترام الاخرين.
- عدم وجود الية للعمل رغم وجود عدد كبير من الضباط الكبار, فالفوضى والارتجال هو سيد الجميع.
- يُمنع المراجعون من أحضار هواتفهم أو التدخين داخل الدائرة بينما يقوم الموظفون بهما بحرية.
- عدم اكتراث المسؤولين لما يحدث للمراجعين من اهانات وتجاوز من قبل بعض الموظفين.
كنت أتمنى أن يجد المسؤولين في هذه الدائرة المهمة طريقة أفضل لتنظيم العمل , طريقة تحترم المواطن وتقدر وقته. ولو جرى العمل على أعطاء رقما لكل مراجع بعد تدقيق وثائقه المطلوبه فيحضر المراجع الرقم أمام الموظف بعد النداء على الرقم لوفر ذلك الكثير من الوقت دون الاضطرار الى اجبار المراجعين في الوقوف لساعات طويلة في الحر وأحضار ثلاثة ضباط فقط لضبط الطابور الذي لم يحترمه أحد.