سد الموصل.. المشكله والحل -د. خيون العكيلي -امريكا

Wed, 18 Jul 2012 الساعة : 9:38

 كثر الحديث هذه الأيام عن أحتمالية أنهيار سد الموصل والتي ستكون بالتأكيد كارثيه. وبالرغم من أن وزارة الموارد المائيه نفت الأنباء التي ذكرت الى أن السد قد ينهار خلال فتره قريبه, ألا أن مجلة عطاء الرافدين التي تصدرها الوزاره أشارت في مقاله سابقه تحت عنوان "سد الموصل السيناريو التراجيدي" الى أن السد يعاني من مشاكل جيوتكنيكيه وهيدروليكيه خطيره وأن هناك أحتماليه عاليه لحدوث أنهيار كارثي في السد.
ومشكلة سد الموصل تتلخص بأن السد والخزان أٌنشئا على تكوينات جيولوجيه جبسيه (والجبس هو أحد مركبات كبريتات الكالسيوم) وهي أُسس ضعيفه وغير مقبوله لأنشاء سد ضخم كسد الموصل عليها. أن حركة المياه الجوفيه خلال هذه التكوينات تؤدي الى ذوبان المواد الجبسيه تاركه فراغات وتكهفات جوفيه تتطور مع الزمن الى أنهيارات قد تكون كبيره. عندما تحصل هذه الأنهيارات تحت جسم السد قد تؤدي الى أنهياره وهذا هو سبب المخاوف.
تعالج مشكلة سد الموصل بطريقتين هما: أولآ: منع رشح الماء من قاع البحيره ومن ثم منع أو تقليل معدلات ذوبان المواد الجبسيه. ويتم هذا من خلال تبطين قاع البحيره بتربه طينيه غير نفاذه. ومن الواضح أن تبطين بحيره كبيره كخزان سد الموصل تعتبر غير عمليه ومكلفه جدآ. وهي لاتستخدم في الحالات المماثله إلا على نطاق ضيق وفي البحيرات والبرك الصغيره. وقد كان صدام يستعملها لمعالجه مشاكل الرشح في بحيراته الترفيهيه. ويبقى القول أنه في حالة سد الموصل فأن الطبيعه لها قولها. أذ أن الحمل الغريني والطيني الذي يدخل بحيرة الخزان مع التصارف الداخله خصوصآ أوقات الفيضان, هذا الحمل يترسب في قاع البحيره ومع الزمن يشكل طبقة ترسبات سميكه في قاع الخزان تساهم في تقليل الرشح بل قد توقفه نهائيآ. ألا أن وزارة الموارد المائيه لم تتطرق الى سمك الترسبات في الخزان ولا الى دورها في منع الرشح. ولكن المتوقع أن الترسبات في قاع الخزان موجوده وتشكل طبقه سميكه خصوصآ في أجزاء البحيره المحاذيه لجسم السد. وبغض النضر فأن هذه النتيجه غير مطمئنه ولا يمكن الركون أليها في حالة سد كسد الموصل سيؤدي أنهياره لا سامح الله الى قتل الآلاف.
ثانيآ: قطع خط الرشح من خلال جسم السد ومن خلال الطبقه الجبسيه تحت جسم السد بأنشاء جدار عازل من مواد جيولوجيه وصناعيه تتسم بمرونتها وعدم نفاذيتها للماء. وهذه الطريقه ستكون علاج فعال وناجح ونهائي أذا ما صممت ونفذت بطريقه صحيحه. ولكنها مكلفه جدآ
أما ما تقوم به وزارة الموارد المائيه من تحشيه بالسمنت ومواد أخرى, فهي عمليه عشوائيه واضح للعيان عدم جدواها وعدم فاعليتها. ولو أن الأموال التي هدرت على التحشيه منذ أنشاء السد لحد الآن أستخدمت لبناء الجدار العازل لأنتهت مشكلة الرشح في السد منذ زمن بعيد. الجدير بالذكر أن سد أليسو التركي, الذي تقوم تركيا بأنشاءه بالضد من مصلحة العراق وخلافآ لأرادة المجتمع الولي, والمتوقع أنجازه عام 2015 سيخفض التصاريف الداخله الى سد الموصل الى النصف حسب رأي وزارة الموارد المائيه أي حوالي 300 متر مكعب بالثانيه. وهذه التصاريف أقل من معدل التصريف الذي يطلق حاليآ من خزان الموصل لسد الأحتياجات المائيه مؤخر السد. وهذا يعني عدم توفر أي تصاريف لخزنها في بحيرة السد وأن دور السد والبحيره في خزن للمياه سينتهي ومعه ستنتهي مشكله أسمها خطورة أنهيار السد, أذ ستكون تركيا قد أستولت على حصة العراق من مياه نهر دجله وقد قتلت سد الموصل.
ومن المهم أن نذكر هنا بالدراسات التي قام بها الأستشاري الأمريكي هارزا عام 1963 وبناءآ على مقارنات هندسيه أجراها الأستشاري بين بحيرة الثرثار وسد الموصل وسد بخمه وسد الفتحه فقد خلص الى نتيجه رجحت خيار أنشاء سد في منطقة الفتحه على الخيارات الأخرى مع استخدام الثرثار كخزان للسيطره على الفيضان فقط وعدم أستخدامه للري أو الأستخدامات الأخرى. ولكن ياسبحان الله نحن نفذنا الثرثار كخزان فيضاني وأروائي ونفذنا سد الموصل على أسس جيولوجيه ضعيفه وبدأنا بتنفيذ سد بخمه, ولم نعمل أي جهد دراسي أو تنفيذي في الفتحه. وعليه فالمطلوب أحترام رأي الأستشاري هارزا والبدء بدراسة وتنفيذ سد الفتحه كبديل لسدي الموصل وبخمه. وأن يتم أيجاد بديل لأرواء مشروع ري الجزيره الذي يعتمد على سد الموصل حاليآ.

 

Share |